” روبوتات ” مصغرة من شأنها أن تعالج الأمراض من داخل الجسم

يتلقّى الطب دعماً كبيراً من العلوم والتكنولوجيا ، فالعلاجات الجديدة للأمراض والتقنيات التشخيصية المبتكرة والتطورات في أدوات وأجهزة الأطباء تسهّل وتزيد من فعالية الأعمال التجارية للحفاظ على الأرواح.

ويعدّ مجال الروبوتات الطبية من الفروع الجديدة الواعدة، فهو يعتمد على الروبوتات المصغّرة للدخول إلى جسم المريض وإجراء جميع أنواع العلاجات، ونذكر هنا بعض الروبوتات التي قد نشهدها وهي تجول في أحد الأجسام بالقرب منا.

إن الهدف الأول للطبيب هو معرفة المرض الذي يعاني منه مريضه، وفي حين كان ذلك يتضمّن بعض التخمين في الماضي، فإن الروبوتات المصغّرة داخل الجسم ستجعل من ذلك إجراءً أكثر دقة عما قريب.

ويمكن لروبوتات صغيرة بحجم الذبابة أن تدخل مباشرة من خلال شق عبر الجلد وهي تحمل مستشعرات وأدوات تشخيصية يمكنها الكشف عن علامات المرض.

وسيقوم روبوت “أنقليس البحر” الذي يبلغ حجمه سنتيمتراً واحداً يوماً ما بالزحف عبر جرح صغير مع مستشعرات مصنوعة من خلايا الثديات، وهذه بدورها تقوم بتقديم البيانات إلى وحدات المعالجة أو المتخصصين الطبيين لتحليلها.

وبحسب ما اوردت شبكة مرصد المستقبل ، يجري تطوير روبوتات صغيرة لمهاجمة البكتيريا الناقلة للأمراض ولإزالة البقايا التي تسدّ الأوعية الدموية.

ويمكن للروبوتات المصغّرة الشبيهة بقناديل البحر أن تأحذ الخزعات من داخل الجسم. ويكون لهذه الروبوتات ملاقط لقطف العيّنات النسيجية، كما يمكن لهذه الروبوتات التي دخلت الجسم بأعداد تصل إلى الآلاف أن تأخذ الأنسجة من المناطق صعبة الوصول ثم تعود عن طريق قسطرة مغناطيسية.

وهناك روبوتات صغيرة أخرى تشبه الغواصات الصغيرة لإزالة انسداد شرايين القلب. حيث يمكن لتراكم الدهون والكوليسترول أن يعيق تدفق الدم مما يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية. إلا أن هذه “الحبيبات الدقيقة” تقوم بتفكيك الدهون والكوليسترول مما يسمح للمثقب الجراحي بالقضاء عليها.

إن إحدى الاستخدامات الواعدة للروبوتات المصغّرة هي إعطاء الأدوية، مما يسمح للأطباء بإيصال الأدوية إلى مناطق محددة أو إلى خلايا يصعب الوصول إليها والتي تحتاج لهذه الأدوية.

ويتم تطوير أحد هذه الروبوتات لعلاج السرطان. حيث إن هناك مشكلة كبيرة مع العلاج الذي يستهدف السرطان وهي أن حقن الأورام بالأدوية يؤدي إلى تمزّقها وبالتالي تنتشر الخلايا المريضة في الأماكن القريبة. لكن الروبوتات الصغيرة يمكنها تقديم الأدوية بأمان دون استخدام المحاقن التي تثقب الأورام.

كما يجري تصميم روبوتات الأسماك الدقيقة التي تتحرّك في محيطها بحركة تشبه حركة الأسماك، ويمكن للأطباء توجيه هذه الأسماك الدقيقة باستخدام حقول مغناطيسية نحو خلايا معينة، لتقديم الأدوية أو نقل الخلايا المنفردة في طريقها.

تعدّ الروبوتات بدون شك واعدة للغاية في إحداث تغيرات في الطب، ويمكن لهذه الروبوتات بمفردها أن تزيد من فعالية زيارات الطبيب بشكل كبير.

إلا أنه يمكن لهذه الروبوتات مع غيرها من التقنيات كانترنت الأشياء أن تُحدث ثورة في مجال الطب. فتخيلوا أن أحد الأطباء في الولايات المتحدة يمكنه التحكم بروبوتات داخل مريض في آسيا أو أفريقيا، كما يستخدم بيانات فورية من داخل الجسم لإجراء العلاجات من الجانب الآخر من العالم.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها