باحثون يطعنون في نظرية الكون المتمدد بوتيرة متسارعة

تذهب النظرية المعترف بها بين العلماء خلال العقدين الأخيرين الى أن الكون يتمدد بوتيرة متسارعة مدفوعاً بالطاقة الداكنة التي ما زالوا يحاولون فك أسرارها.

ونال هذا الاكتشاف الذي تحقق في التسعينات جائزة نوبل للفيزياء، واسفر عن “نموذج الكون المتعارف عليه” اليوم. لكنّ فريقاً من الفيزيائيين اعلنوا الآن ان هذه النظرية قد تكون خاطئة.

ففي دراسة جديدة استخدمت بيانات تزيد عشر مرات على البيانات الأصلية التي استندت اليها النظرية السائدة، توصل هؤلاء الفيزيائيون الى ان ركناً اساسياً من نموذج الكون المتعارف عليه “ركن مهزوز”، وان موضوعة الطاقة الداكنة تستند الى نموذج نظري مبسط بُني قبل أكثر من 80 سنة.

وعلى النقيض من النظرية الشائعة بين العلماء بشأن حركة الكون، تعلن الدراسة الجديدة ان الكون يتمدد بمعدل ثابت دون دفع من الطاقة الداكنة.

وبحسب ما ذكرت صحيفة إيلاف ، قام الباحثون في دراستهم التي نُشرت في مجلة “نيتشر” العلمية بتحليل المستعرات العظمى التي دُرست في النظرية الأصلية بعد أن اكتشفها التلسكوب هابل الفضائي وتلسكوبات كبيرة أرضية. ولكنهم ركزوا على مجموعة أكبر بكثير من البيانات الأحدث عهدًا.

ونقلت صحيفة الديلي ميل عن رئيس فريق الباحثين البروفيسور سوبير سركار من جامعة اوكسفورد “أن هناك الآن قاعدة بيانية أكبر بكثير عن المستعرات العظمى، تتيح اجراء تحليلات احصائية صارمة ومستفيضة”.

واضاف سركار أن فريقه درس أحدث البيانات المتوفرة عن المستعرات العظمى من نوع 740 Ia وأن حجم هذه البيانات يزيد عشر مرات على البيانات القديمة التي استندت اليها النظرية المتعارف عليها اليوم وان الباحثين اكتشفوا ما يكفي للطعن فيها.

وفي حين ان هناك بيانات أخرى تسند نظرية الكون المتسارع في تمدده، فإن الفيزيائي سركار يقول إن هذه البيانات هي نتيجة اختبارات غير مباشرة أُجريت في اطار “نموذج مُفترض”، وأن الكون لا يتأثر مباشرة بالطاقة الداكنة.

ويقول الباحثون إن البيانات التي استخدموها في دراستهم تشير الى ان الكون يتمدد بمعدل ثابت دون حاجة الى الطاقة الداكنة.

وأعلن البروفيسور سركار “أن من الجائز تماماً أن نكون مضلَّلين، وان العلائم الظاهرية لوجود الطاقة الداكنة هي نتيجة تحليل البيانات وفق نموذج نظري شديد التبسيط ، نموذج بُني في الحقيقة إبان الثلاثينات قبل فترة طويلة على توفر أي بيانات حقيقية”.

واضاف سركار “أن إطاراً نظرياً أكثر تطوراً يأخذ في الاعتبار الملاحظة القائلة إن الكون ليس متجانساً تماماً، وان محتوى مادته قد لا يتصرف تصرف الغاز الأمثل ـ فرضيتان أساسيتان في النظرية السائدة عن الكون ـ يمكن أن يكون قادراً على تفسير جميع الملاحظات دون حاجة الى الطاقة الداكنة”.

ولفت البروفيسور سركار الى “ان الطاقة الفراغية شيء ليست لدينا معرفة به على الاطلاق في العمل النظري الأساسي”.

ويؤكد الباحثون أن المطلوب مجهود علمي كبير لاقناع أسرة الفيزيائيين بالنظرية الجديدة، ولكنهم يأملون بـأن يؤدي اكتشافهم الجديد الى تحليلات افضل للبيانات.

ومن المتوقع تحقيق تقدم كبير في هذا الاتجاه ببناء التلسكوب الاوروبي الكبير للغاية الذي يستخدم جهازًا فائق الدقة يعمل بأشعة الليزر لقياس ما إذا كان الكون يتمدد بوتيرة متسارعة خلال فترة أمدها 10 الى 15 سنة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها