دراسة توصي بفحص الأطفال للكشف عن مخاطر الإصابة بأمراض القلب
يتعين على الأطفال الصغار الخضوع للفحص الطبي للكشف عن أحد أمراض القلب الوراثية عند تلقي التطعيمات الدورية، بحسب خبراء.
وفحص فريق طبي من جامعة كوين ماري في لندن 10 آلاف طفل يبلغون عاما تقريبا للكشف عن مرض فرط الكولسترول بالدم الذي ينتقل بين أفراد الأسرة، المعروف اختصارا بـ “FH”.
وقالت سوزان شيبرد، المصابة وكذلك ابنها البالغ تسع سنوات بالمرض، إنها كانت “تقتنص فرصة” إجراء الفحص لابنها لو أتيحت لها ، لكن خبراء قالوا إن المزيد من التجارب مطلوبة قبل طرح مثل هذا البرنامج.
ويعد ارتفاع الكوليسترول في الدم السبب الرئيسي في الإصابة المبكرة بمرض القلب. وفي حالة عدم تناول المصاب العقاقير المخفضة للكوليسترول، فستزيد مخاطر إصابته بنوبة قلبية قبل بلوغ سن الـ 40 بمقدار 10 أضعاف.
واكتشفت سوزان، وهي من مدينة كارديف، أن أسرتها مصابة بالمرض بعدما توفي والدها بنوبة قلبية في سن 41 عاما، عندما كان عمرها 15 عاما.
وأضافت: “لقد ظنوا أن هناك شيئا ما وراء إصابته بنوبة قلبية في هذا السن المبكرة. ثم بعد سنوات قليلة، أجريت فحصا طبيا واكتشفت إصابتي بفرط الكوليسترول بالدم.”
ووفق ما اوردت هيئة الإذاعة البريطانية ، في الوقت الحالي، يظهر الاختبار ما أظهره مع سوزان. فإذا عانى الشخص من مشاكل في القلب واكتشف إصابته بفرط الكوليسترول، يتعين على باقي أفراد الأسرة إجراء الفحوصات الطبية.
وقلبت الدراسىة، التي نشرت في دورية “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” العلمية، النهج المتبع سابقا، وأجرى الفريق فحوصات بأخذ عينات دم من خلال وخز في كعب أطفال أعمارهم 13 شهرا، لفحص نسبة الكوليسترول، والتعرف على الطفرات الوراثية المرتبطة بفرط الكوليسترول.
ويقول الباحثون إن الاختبارات الدورية بوسعها منع نحو 600 نوبة قلبية سنويا بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما في إنجلترا وويلز. وقال ديفيد والد، المشرف على الدراسة: “إنها طريقة الفحص الوحيدة التي تمثل فرصة جيدة لإجراء الاختبار على جميع السكان وتحديد أولائك الأكثر عرضة للإصابة المبكرة بنوبات قلبية.”
وخضع كاميرون للاختبار العام الماضي عندما كان عمره ثماني سنوات. ويتناول كاميرون الآن جرعات قليلة من التطعيمات. وقالت سوزان: “أرى أنك إذا أجريت الفحوصات عندما تكون لك بعض السيطرة لن يكون الأمر مقلقا، أما إذا أصبح الطفل في سن المراهقة فإن الامر سيكون مشكلة.”
غير أن لجنة الفحص الوطنية في بريطانيا، التي درست البرنامج في مارس العام الجاري، قالت إن ثمة تساؤلات بشأن الجوانب العملية لإجراء برنامج الفحص، ومدى فعالية الفحص الشامل للأطفال البالغين عاما واحدا، و إذا كان الاختبار سيحد فعلا من المرض وحالات الوفاة المرتبطة بفرط الكوليسترول بالدم.
وقال البروفيسور السير نيلش سماني، المدير الطبي لمؤسسة مكافحة أمراض القلب البريطانية: “التشخيص المبكر في الأطفال من المرجح أن يساعد بدرجة كبيرة في علاج المرض.”
وأضاف أنه سيساعد في اكتشاف مصابين آخرين بفرط الكوليسترول في الدم.[ads3]