علماء يكشفون عن علاج واعد لمرض ” سرطان المبيض “

انخفضت معدلات الإصابة بسرطان المبيض بشكل واضح خلال السنوات العشرين الماضية على المستوى العالمي، إلا أن نسبة الوفاة بسببه لم تنخفض، وهذا هو سر خطورته.

وتحدث علماء أميركيون من معهد فيستار (في فيلادلفيا) عن أمل جديد للنساء المعانيات من سرطان المبيض يتجسد في عقار من “جزيئات كابحة” يحفز نظام مناعة المرأة على قتل الخلايا السرطانية. ورغم أن العقار يخضع الآن لدراسات مختبرية وسريرية، فإنه يمكن أن يحسن آفاق علاج المرض منذ الآن، لأن السلطات الصحية، على المستوى العالمي، لم تجز سوى عقاقير قليلة لعلاج هذا النمو السرطاني الخطير.

ويصيب سرطان المبيض النساء من معدل عمر69 سنة، وينتشر في أوروبا بنسبة تتراوح بين 11.5-13.5 لكل 100 ألف امرأة ، وتقدر وزارة الصحة الألمانية أن 1.5% من الألمانيات يتعرّضن لمخاطر الإصابة بالمرض كل سنة.

وكتب البروفيسور روغانغ زهانغ في مجلة “سيل ريبورتس” أن الدراسات السريرية على العقار تثبت أنه يعزز مناعة المرأة ضد سرطان المبيض، كما يحفز نظام المناعة الجسدي على فرز خلايا مناعية تقتل الخلايا السرطانية فقط، ولا تمس الخلايا السليمة.

المهم أيضًا هو أن الدراسات السريرية لم تشخّص وجود مضاعفات وأعراض جانبية تذكر للعقار على النساء اللاتي تلقينه كعلاج. يكبح العقار الجديد جماح بروتين معيّن مسؤول عن الموت المبرمج للخلايا، وهو بروتين يوقف تنشيط الخلايا المناعية ضد سرطان المبيض.

توصلت الدراسات الطبية الحديثة إلى أن بروتين الموت المبرمج للخلايا PD-1 والمركب الترابطي PD-L1، وتفاعلاتهما، توقف عملية تنشيط الخلايا المناعية المضادة لهذا النوع من السرطان.

ويبحث العلماء منذ فترة عن عقاقير توقف التفاعل بين البروتينين، وتطلق سراح الخلايا المناعية بالتالي. وتم تطوير بعض العقاقير الفاعلة ضد تفاعل البروتينين، إلا أن تأثيراتها الجانبية على نظام مناعة المريض كانت خطيرة.

ووفق ما اوردت صحيفة إيلاف ، ركز زهانغ أبحاثة، وهو رئيس قسم الدراسات الجينية وتنظيم البرامج الحيوية في معهد فيستار، على التوصل إلى عقار مضاد لبروتين PD-L1 الذي يتواجد على جدران مختلف الخلايا السرطانية، وعلى جدران خلايا سرطان المبيض أيضًا. وتوصل فريق العمل إلى “جزيئات كابحة” بالغة الصغر تؤدي هذه المهمة على أفضل وجه، ولا تؤثر في الخلايا السليمة، ولا ترتبط بمضاعفات خطيرة على حياة المريض.

من الدراسات السريرية تبيّن أن “الجزيئات الكابحة” من نوع برومو-دومين وإكسترا تيرمنال-دومين قادرة على منع تفاعلات PD-L1 في خلايا سرطان المبيض. ويطلق العلماء على هذا النوع من الجزيئات اسم كابحات BET وتتميز بأنها تحبط التفاعل الالتهابي في الجسم من دون أن تمنع نظام المناعة من مكافحة الخلايا السرطانية. واستخدم زهانغ وزملاؤه في حالة سرطان المبيض كابح BET من نوع JQ1 بنجاح.

فضلًا عن ذلك توصل زهانغ إلى معرفة كيفية عمل هذا الكابح على الخلايا السرطانية. وكشفت الدراسات أن “الجزيئات الكابحة” من نوع برومو-دومين وإكسترا تيرمنال-دومين تحتوي على البروتين برومو4 (BRD4) الذي يكبح جماح بروتين آخر ينظم عمل PD-L1. وتؤثر الجزيئات الكابحة في جين معيّن يحمل بروتين PD-L1، وعثرالعلماء عليه بكثرة على جدران خلايا سرطان المبيض. وقال هينغروي زهو، زميل زهاو في فريق العمل، إن استهداف بروتين بالجزيئات الكابحة يفتح آفاق علاج جديد لسرطان المبيض.

ويمكن لطريقة العلاج بالكابح JQ1 أن تكون احتياطًا لطريق العلاج الهرموني المزدوج، لأن هناك علاقة ظاهرة بين هذا النوع من العلاج وسرطان المبيض.

وتوصل علماء معهد كارولينسكا السويدي في دراسة جديدة إلى أن العلاج الهرموني عند النساء في سن الطمث يزيد مخاطر التعرّض لسرطان المبيض. وتوصل السويديون إلى هذه النتائج بعد مقارنة معطيات 655 امرأة مصابة بسرطان المبيض مع معطيات 3899 امرأة غير مصابة. واتضح من خلال متابعة النساء اللاتي يتلقين العلاج الهرموني (الإيستروجين) أن هذا العلاج رفع مخاطر سرطان المبيض لديهن بنسبة 43%.

المهم في الدراسة هو أن العلاج الهرموني المزدوج، بالأستروجين والبروجستون، كان أكثر وبالًا على النساء اللاتي تلقين هذا العلاج. وأشار علماء معهد كارولينسكا إلى أن هذا العلاج المزدوج زاد مخاطر التعرّض لسرطان المبيض بنسبة 54%.

جدير بالذكر أن مجلة “مديكال نيوز” نشرت قبل فترة نتائج دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة بوسطن الأميركية، وتعد بطريقة جديدة لمعالجة مرض سرطان المبيض.

جاء في التقرير أن العقار الجديد عبارة عن مزيج من 3 علاجات مختلفة، هي بروتين Calpain، وبروتين calpeptin، وزبدات الصوديوم. وثبت للباحثين أن استخدام المواد الثلاث معًا يوقف نمو الخلايا السرطانية التي تسبب موت خلايا المبيض.

وتوفر الطريقة الجديدة علاجًا للأنواع المختلفة من سرطان المبيض، بما في ذلك تلك التي تنتج أجسامًا مضادة تقاوم العلاج الكيميائي وغيرها من العلاجات.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها