خطة دولية – أوروبية لـ ” ملء الفراغ ” السوري .. و عبور ” حقل ألغام ” الرئيس ترامب
يقوم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بجولة إقليمية توصله إلى دمشق بعد أنقرة وطهران بالتوازي مع اقتراح مسؤولة الشؤون الخارجية الأوروبية فريدريكا موغيريني «مقاربة إقليمية» لحلول جزئية في سورية من البوابة الإنسانية. الهدف من التحركين هو ملء الفراغ خلال المرحلة الانتقالية في واشنطن وفهم نهائي للسياسة التي سينتهجها دونالد ترامب واتجاهات السباحة في حقل ألغام مواقفه المتناقضة.
خطة حلب التي يحملها دي ميستورا في جيبه، تتضمن الاتفاق على خروج عناصر «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) من شرق حلب بعد اتفاق الدول الفاعلة على عددهم وطريق خروجهم ووجهتهم النهائية مقابل وقف الطيران الروسي والسوري غاراته على مناطق المعارضة شرق المدينة، إضافة إلى قبول بقاء المؤسسات المدنية المعارضة وخصوصاً المجلس المحلي برئاسة بريتا حاج حسن. الخطة تتضمن، بحسب اعتقاد دي ميستورا، حافزاً للمعارضة وحلفائها بالتخلي عن «فتح الشام» مقابل بقاء شرق حلب حراً وخارج سيطرة النظام وحافزاً لموسكو عبر العمل على الفصل بين المعتدلين والإرهابيين وإضعاف فصيل أساسي يقاتل القوات النظامية مقابل قبول منطقة نفوذ خارج سيطرة دمشق.
هذه عناصر النقاش بين خبراء الدول التي شاركت في اجتماع لوزان الشهر الماضي وبنود محادثات دي ميتسورا في أنقرة وطهران ودمشق. الحكومة السورية لا تزال ترفض أي وجود بنية تحتية للمعارضة. هي تريد «إعادة كل شيء إلى سلطة الدولة ثم نبدأ من جديد». و»الحل» بالنسبة إليها بعميم «النموذج الناجح» الذي نجح في داريا جنوب غربي دمشق بإخراج المقاتلين والمدنيين بعد الحصار. لكن موسكو نجحت في أنها ضغطت على دمشق بالتمهل في تدمير المجلس المحلي المعارض مع أن القصف طاول مستشفيات ومناطق حيوية معارضة. طهران تريد خروج المسلحين والمدنيين من شرق حلب وتقول إن من يرفض الخروج هو «حاضنة للإرهابيين والتكفيريين، ولا بد من اجتثاثه».
موسكو، في تجاهل لمفاوضات مع واشنطن، اقترحت معابر لخروج المدنيين والمقاتلين من شرق حلب، لكن لم يخرج أحد من ربع مليون مدني وحوالى عشرة آلاف مقاتل. وفي الوقت نفسه، أرادت موسكو الإبقاء على الأوكسجين لخطة دي ميستورا ومفاوضات متابعة اجتماع لوزان، عبر تمديد الهدنة في شرق حلب لأكثر من أسبوعين مقابل زيادة قصف جنوب غربي المدنية وغربها وأرياف إدلب وحماة ودمشق ودعم إخراج فصائل معارضة من مناطق استولت عليها منذ بداية آب (أغسطس).
الواضح أن هناك عقدتين أمام نجاح خطة دي ميستورا: الأولى، صعوبة الفصل بين «فتح الشام» وباقي الفصائل والتمييز ميدانياً بين عناصر الطرفين خصوصاً بعدما تشددت موسكو بأنها أضافت فصائل أخرى إلى القائمة السوداء بينها «حركة نور الدين الزنكي». الثاني، صعوبة قبول دمشق وطهران وربما موسكو بالمجلس المحلي وبعض المؤسسات الأخرى المعارضة لأن ذلك سيكون أول تجربة مختلفة في تسويات المصالحة… خصوصاً أن ديبلوماسيين روس انضموا إلى موقف وزارة الدفاع الروسية باعتبار «نموذج غروزني ناجحاً جداً، ويمكن نسخه في شرق حلب ومناطق أخرى».
المبعوث الدولي لا يزال يحاول ملء الفراغ مدعوماً من دول أوروبية، عندما أقرت موغيريني ورقة تضمنت «مقاربة إقليمية» وإجراء حوار مع اللاعبين في الشرق الأوسط بحثاً عن إمكانية تسويات صغيرة أو السير خطوة بعد خطوة نحو الحل. والملف الإنساني أحد أعمدة المقاربة الأوروبية عبر استخدام هذا الملف ورقة للتفاوض مع دمشق وحلفائها. وتضمن اجتماع للسفراء الأوروبيين في ٢٤ الشهر الماضي، العمل على انخراط جميع اللاعبين الإقليميين لدعم المسار الإنساني. ذهب ديبلوماسيون أوروبيون إلى دمشق والتقوا مسؤول أوروبا أيمن سوسان الذي انتقد «تسييس الملف الإنساني»، إضافة إلى «عتبه التركيز الأوروبي الزائد على شرق حلب وتجاهل غربها» حيث مناطق النظام.
حاول ديبلوماسيون أوروبيون اقتراح قيام وفد أوروبي – مصري بزيارة «إنسانية» إلى حلب. دمشق تمسكت بالفصل بين المصريين والأوروبيين خصوصاً مع زيادة التحسن في العلاقات بين دمشق والقاهرة ومناقشة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك مع الجانب المصري إرسال خبراء عسكريين إلى جبهات القتال وتعزيز التعاون الأمني وفتح بوابة المساعدات الإنسانية في حلب. رد دمشق الذي فسرته بعض العواصم الأوروبية بأنه «تعنت» شجع بعض المسؤولين الغربيين على التلويح مجدداً بإسقاط من الجو مساعدات إنسانية إلى شرق حلب… لإحراج موسكو.
إضافة إلى اشتداد المعارك خصوصاً للسيطرة على حلب وتأمين دمشق وعزل إدلب، ستبقى هذه العناصر على الطاولة مع دراسة بعض الأطراف أفكاراً سياسية لعودة ما بصيغة جديدة إلى جنيف إلى حين تسلم ترامب البيت الأبيض، لكن جميع اللاعبين في الأزمة السورية عكفوا على تفسير منعكسات فوز ترامب على سورية خصوصاً أن معظم، إذا لم يكن الجميع، هيأ نفسه لفوز هيلاري كلينتون.
مرحلة انتقالية… وحقل ألغام
في أحد الاجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى، جرى بحث سلبيات وإيجابيات التعاطي مع الرئيس ترامب. من جانب، فإن ترامب ليس لديه فريق عمل كبير بحيث لا يتجاوز بضعة عشرات مقابل وجود حوالى ألف شخص في «مؤسسة» كلينتون. هذا يعني أن ترامب سيقوم بمصالحة مع الحزب الجمهوري، ما يفتح المجال لنفوذ حلفاء تقليديين لواشنطن وأصدقاء للحزب الجمهوري في الشرق الأوسط وسط اعتقاد أن ترامب سيركز شخصياً على البعد المحلي وسيترك الشؤون الخارجية لـ «المؤسسة الأميركية» المنحازة طبيعياً للمواجهة مع روسيا مع احتمال أن تكون الساحة في سورية باعتبارها الحلقة الأضعف. وما يراهن عليه داعمو المعارضة أيضاً، أن اهتمام ترامب بقتال «داعش» قد يفتح الباب لتعاون ما ضد دمشق. المناقشة التي يطرحها البعض، هي: «كي نهزم داعش لا بد من العمل على حصول انتقال سياسي في سورية ولا بد من ضمان أن يكون السنة جزءاً من النظام في سورية والعراق».
هناك حجج مقابلة بينها أن دمشق فتحت قناة مع ترامب عبر ابنه، إضافة إلى أن السفير السوري السابق في واشنطن عماد مصطفى يعرف ترامب جيداً. ويكتسب هذا بعداً إضافياً لأن ترامب مهتم بالبعد العائلي وشخصنة فريق عمله. يضاف إلى ذلك، الاعتقاد أن ترامب سيعمل على التعاون مع روسيا ما يعني احتمال «تسليم سورية» إلى الرئيس فلاديمير بوتين باعتبار أن القوات النظامية السورية والطيران الروسي فاعلون في قتال «داعش» عدو أميركا الأول. وقال أحدهم: «داعش يهدد الأمن القومي الأميركي، بينما النظام السوري لا يهدد أميركا»، فيما قال آخر إن «الأمور عند ترامب: أبيض وأسود. عدو عدوي هو صديقي» ما يعني احتمال وقف برنامج دعم المعارضة السورية المعتدلة الذي تديره «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) في جنوب تركيا والأردن.
خلاصة النقاش كانت عدم وجود خلاصة، ذلك أن هناك الكثير من الأمور غير المحسومة للوصول إلى مقاربة دقيقة لمواقف الرئيس ترامب إزاء سورية ومدى قدرته على السباحة في حقل ألغام بين مواقف متناقضة خلال الحملة الانتخابية: التعاون مع روسيا ورفض التعاون مع إيران، محاربة «داعش» وقبول الرئيس بشار الأسد، الإعجاب الكبير منه ومن ابنته إيفانكا بالرئيس رجب طيب أردوغان المعارضة لطموح الأكراد والرغبة في دحر «داعش»، بين تلبية طموحات ناخبيه الانعزاليين وإدراكه كرجل أعمال أهمية المصالح والحلفاء، بين عباراته السياسية المباشرة وعمق التوازنات الاستراتيجية والمصالح الأميركية «الجمهورية».
ونقل عن زعيم دولة غربية تحدث هاتفياً مع ترامب بعد فوزه، أنه وجد صعوبة كبيرة في الحديث بالسياسة الملموسة والتفاصيل معه. إذ أنه كان يستخدم عبارات إنشائية عامة ويجري مقاربات بسيطة مثل الحديث كثيراً عن ابنته ودورها ومواقفها وإعجابه بقادة دكتاتوريين في الشرق الأوسط ومقارنة علاقات أميركا مع بريطانيا بما كان بينهما خلال حكم الرئيس رونالد ريغان. وقال إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد تكون مارغريت ثاتشر بالنسبة إليه.
ابراهيم حميدي – الحياة[ads3]
AT THE END SYRIAN PEOPLE WILL WIN, NO MATTER WHAT,BECAUSE GOD IS WITH THEM………..ALEX………..CALIFORNIA
ياسيد غير معرف انت الصادق الشعب السوري هو الخاسر الاكبر في هذه الازمه هو من قتل شبابه ودمرت بيوته وجاع وتشرد في كافة ارجاء المعموره…………….الخ
لن ينتصر الظلم ولن يفلت القاتل السفاح بجريمته ….والايام القادمة ستثبت ذلك
قدر الله ومشيئته فوق كل شئ ….لقد اقترب ميعاد العقاب الرباني المدمر لكل من تكبر وتجبر وسيعم العقاب الجميع ….كل من شاهد أطفالنا ونساءنا تمزقها حمم القنابل والبراميل ولم يفعل شيئا بل دعم القاتل وبرر له فعلته وقلب الحق باطل والباطل حق …..لقد امتلئ الكأس وحان وقت العقاب المدمر المزلزل ….إنه العقاب الرباني الموعود …..وستذكرون ما اقول لكم…والله غالب غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أمين.