40 مليار جنيه استرليني سنوياً خسائر بريطانيا من ” قلة النوم “

يفقد الاقتصاد البريطاني 40 مليار جنيه استرليني سنويا بسبب نقص ساعات النوم، وفقا لدراسة جديدة ، وفضلا عن خسارة الناتج الاقتصادي، تقصر أعمار البريطانيين الذين لا يأخذون كفايتهم من النوم، إذ توضح الدراسة أن من ينامون أقل من ست ساعات كل ليلة يزيد معدل وفياتهم بنسبة 13 % بالمقارنة بمن ينامون سبع ساعات تقريبا.

ولنوجز القول، فإن كثيرا من البريطانيين إنما يكونون عرضة للوفاة المبكرة بسب قلة النوم، إذ يضحّون بسنوات من عمرهم من جراء عدم أخذهم كفايتهم من النوم كل ليلة ، و لكن ما سر هذا الاضطراب في النوم؟ وما الذي يجعل البريطانيين ساهرين ليلا؟ وما الذي يمكن فعله لمقاومة الحرمان من النوم؟

إن كثيرا من العوامل تسهم في حدوث الأرق، بدءا من المتاعب العائلية وانتهاء بالهموم الاقتصادية. ولكن العمل يعتبر أحد العوامل التي تبرز في هذا المجال، وذلك لأن نوعية العمل الذي نؤديه هي التي تحدد قدر النوم الذي نحتاجه إذا ما أحسسنا بالتعب، وكذلك قدر القلق الذي نستشعره، ووقت الراحة المتاح لنا.

تعنى الدراسة التي تقوم بها مؤسسة الأبحاث “راند أوروبا” بتأثيرات نقص النوم في خمسة بلاد. وهي تبين أن الخسارة الاقتصادية الناجمة عن نقص النوم (من حيث الفاقد من أيام العمل) تبلغ أكبر قدر لها في الولايات المتحدة الأميركية (إذ تصل إلى 411 مليار دولار سنويا، وهو ما يوازي 2.28% من الناتج القومي العام)، وتأتي اليابان في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة (بما يصل إلى 138 مليار دولار أميركي سنويا، وهو ما يوازي 2.29% من الناتج القومي العام) وبعدها تأتي ألمانيا (بما يصل إلى 60 مليار دولار وهو ما يوازي 1.56% من الناتج القومي العام) وبريطانيا (بما يصل إلى 50 مليار دولار بما يوازي 1.86% من الناتج القومي العام) وتسجل كندا أقل خسارة اقتصادية نتيجة قلة عدد ساعات النوم (حيث تبلغ 21.4 مليار دولار بما يوازي 1.35% من الناتج القومي العام).

ووفق ما اوردت قناة العربية ، تستخدم تلك التقديرات لتوضيح المزايا الاقتصادية الهامة التي تنتج عن إطالة ساعات النوم. وعلى سبيل المثال، فإن بدأ الأميركيون الذين ينامون أقل من ست ساعات في النوم من ست إلى سبع ساعات سوف ينمو الاقتصاد الأميركي بمقدار 226.4 بليون دولار ، كما أن الميزة المهمة المضافة تتمثل في أن إطالة ساعات النوم تقلل من معدل حدوث الوفيات المبكرة.

وتمثل مستويات النوم المنخفضة انعكاسا لتيارات جديدة في العلاقات بالعمل، وذلك لأن الفاصل بين العمل والحياة خارج العمل قد أصبح مطموسا، وذلك لأن الناس يجدون أنفسهم في العمل حتى لو كانوا في بيوتهم، حيث إن توقعات حدوث الاتصالات المتعلقة بالعمل ازدادت وذلك من خلال الهواتف الذكية والكمبيوتر.

وفضلا عن ذلك، فإنه على الرغم مما حدث من انخفاض في ساعات العمل الرسمية في كثير من بلدان العالم، إلا أن الاتصالات خارج ساعات العمل قد زادت. وهي في هذه الحالة لا تأتي بدون مقابل فحسب، بل إنها تأتي على حساب الوقت المخصص للأسرة والأصدقاء، والأدهى من ذلك أنها تأتي على حساب ساعات النوم.

ولقد شهدت السنوات الحالية ازديادا في الأعمال الحرة وغيرها من أنواع العمل غير المنتظم، ما يجعل العاملين مستهدفين طوال الوقت في دورة عمل لا تنتهي. وحتى إذا كان هؤلاء لا يعملون فعلياً، فإن وقتهم يكون مشغولا بالبحث عن عمل أو تحصيل قيمة عمل قاموا بإنجازه. والخبراء في مجال استشارات النوم ينحصون أرباب الأعمال بأن يولوا قدرا من العناية لمسألة ساعات النوم.

وفي هذا السياق، كتب البروفيسور ديفيد سبنسر، استاذ الاقتصاديات والاقتصاد السياسي بجامعة ليدز، في مقال نُشر في “ذا كونفرسيشن”: “إن المطالبة بمزيد من النوم تعني المطالبة بانقاص ساعات العمل وزيادة وقت الفراغ”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها