شهادات عسكريين إسرائيليين شاركوا في حرب غزة : تلقينا أوامر بقتل كل شخص يتحرك
أعربت منظمة إسرائيلية مناهضة للاحتلال، الإثنين، عن قلقها إزاء سياسة الجيش الإسرائيلي في “إطلاق النار العشوائي” على الفلسطينيين في غزة، بعد أن جمعت شهادات عسكريين، شاركوا في الحرب الأخيرة على القطاع، أفاد العديد منهم بأنهم “تلقوا أوامر بقتل كل شخص يتحرك”.
وقالت منظمة “كسر الصمت”، (غير حكومية) “ترسم الشهادات صورة مثيرة للقلق عن سياسة الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار العشوائي، ما أدى مباشرة إلى قتل المئات من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء”.
وأشارت المنظمة إلى أنها جمعت شهادات أكثر من 60 ضابطا وجنديا إسرائيليا، شاركوا في عملية “الجرف الصامد” في غزة خلال صيف 2014.
وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي، حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى استشهاد أكثر من 2000 فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأضاف التقرير “الشهادات التي جمعتها كسر الصمت، ترسم صورة مقلقة عن تغيير جذري في القواعد القتالية للجيش الإسرائيلي، لقد انخفضت قيمه، وتخلص من القيم التي كانت توجهه مثل مبدأ طهارة السلاح الذي يفرض على الجنود استخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة، والحفاظ على إنسانيتهم حتى في القتال”.
وأردفت “كانت قواعد الاشتباك المعطاة للجنود الأكثر تساهلا التي سمعت بها كسر الصمت، أكثر من أي وقت مضى”، لافتة إلى أنه “شهد العديد من الجنود أن الأوامر التي تلقوها كانت إطلاق النار لقتل كل شخص يشاهد في المنطقة” ، وفق ما افادت وكالة الأناضول.
وتابعت المنظمة الإسرائيلية “أعطيت للجنود معلومات مضللة، والتي تفيد بأن عمليات الجيش الإسرائيلي تجرى في المناطق التي تم تطهيرها من المدنيين، وفي الواقع، دخلت قوات مناطق تواجد فيها مدنيون أبرياء، بل وأحيانا عائلات بأكملها”.
وذكرت، مستندة إلى الشهادات التي تلقتها، أنه “طوال العملية، أطلق الجيش الإسرائيلي الآلاف من قذائف المدفعية غير الدقيقة في الأحياء السكنية”.
وبحسب تقرير المنظمة، “نفذ الجيش الإسرائيلي خلال العملية، دمارا شاملا للبنية التحتية المدنية والمنازل، وفي كثير من الحالات، حدث هذا الدمار من دون أي مبرر عملي واضح وبعد قيام القوات البرية بالفعل بعمليات مسح، ومغادرة المنطقة”.
وأوضحت أنه “تم قصف العديد من المنازل السكنية، من الأرض ومن الجو، من أجل إثبات الوجود في المنطقة، أو حتى كعمل عقابي”.
ومنذ أن فازت حركة “حماس″، التي تعتبرها إسرائيل “منظمة إرهابية”، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، فرضت إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام 2007.
من جانبه، قال مدير المنظمة يولي نوفاك، إنه “من الشهادات التي أدلى بها الضباط والجنود، تنشأ صورة مثيرة للقلق عن سياسة إطلاق النار العشوائي الذي أدى إلى مقتل مدنيين أبرياء. علمنا من الشهادات أن هناك فشلا أخلاقيا واسعا في قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي، وأن هذا الفشل يأتي من أعلى سلسلة القيادة”.
وأضاف “كضباط وجنود، نعلم أن التحقيقات العسكرية الداخلية، فإن الجنود البسطاء يكونون كبش الفداء بدلا من التركيز على السياسة”.
وتابع نوفاك “يتعين على الناس أن يعرفوا المهمات التي يتم إرسال أبنائهم إليها، ووفقا لأي قواعد يعمل الجيش الإسرائيلي باسمهم”.
ودعا نوفاك إلى “إنشاء لجنة تحقيق خارجية للجيش الإسرائيلي تحقق في السياسة وراء قواعد الاشتباك التي أعطيت خلال الجرف الصامد، والمعايير والقيم التي تقف في قاعدة هذه السياسة”.
وقال جندي، خدم في منطقة “دير البلح” في غزة في شهادته للمنظمة إن “كل شيء هناك – ميت، كل شيء تراه يتحرك في المكان لا يجب أن يكون هناك أصلا، المواطنون يعلمون بأنه لا يفترض عليهم أن يتواجدوا هناك، ولهذا فإن عليك أن تقتل كل شخص تراه هناك”.
وأضاف “قيل لنا، كل شيء تراه في الأحياء التي تتواجد فيها، بمسافة 200 متر اقتله فورا بدون إذن”.
وتابع “كنا نسأل إذا ما شاهدت شخصا يمشي في الشارع، فهل علي إطلاق النار عليه، وكان الجواب نعم”.
و”كسر الصمت” هي منظمة للمحاربين القدامى الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي، منذ بداية الانتفاضة الثانية التي انطلقت في 28 سبتمبر/ أيلول عام 2000.
وتقول المنظمة على موقعها الإلكتروني إن الجنود “أخذوا على عاتقهم أن يكشفوا للشعب الإسرائيلي وقائع الحياة اليومية في الأراضي المحتلة”، وإنهم “يسعون لإثارة النقاش العام حول الثمن المدفوع لواقع يواجه فيه الجنود الشبان بشكل يومي السكان المدنيين، ويشاركون في السيطرة على الحياة اليومية لهؤلاء السكان”.[ads3]