صحيفة بيلد الألمانية تنشر مقالاً باللغة العربية : ” تعليق على الاعتداء بالحرق في برلين .. إننا بحاجة إلى انتفاضة اللاجئين الشرفاء ! “

سنة 2016 التي بدأت بالتحرش الجنسي الجماعي في كولونيا نراها تنقضي بجريمة قتل ماريا ل. البالغة من العمر 19 عاما والاعتداء الإرهابي على سوق عيد ميلاد في برلين ومحاولة سبعة من الشبان اضرام النار برجل متشر.

السمة المشتركة لهذه الأعمال الوحشية ستتحكم بالحملة الانتخابية لعام 2017 في ألمانيا وستحدد مستقبل المستشارة أنجيلا ميركل: في كل مرة كان الجناة من اللاجئين الذين لم يجنوا على ضحاياهم فحسب، بل أيضاً على كرم هذا البلد وتعاطفه الإنساني.

مراراً وتكرراً نشهد في الجدل الدائر حالياً في ألمانيا طرحاً لحجج مفادها أن في صفوف الألمان أيضاً ذات العدد من الجناة والمجرمين. وبالطبع أن أكبر سمة مشتركة بين الغالبية العظمى من الناس الذين قدموا إلى بلدنا ليست الإجرام وإنما فقط إرادة هؤلاء النازحين في العيش بسلام هنا. وهذا الحق لن يسلبه أحد منهم.

ألمانيا تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي وجدت رداً إنسانياً على الذبح الشنيع الذي لا يُحتمل في سوريا. أعدادٌ لاتعد ولاتحصى من الناس مع أطفالهم الذين يعيشون اليوم بيننا لكانوا في عداد الموتى لو لم تكن لهم فرصة مستقبل أفضل في ألمانيا إزاء قسوة رحلة النزوح. وكل إنقاذ لروح إنسان تم بهذا الشكل لهو إنجاز تاريخي.

ولكن ما يلفت النظر الآن هو أننا في مواجهة ظاهرة عنف تكاد تكون غريبة علينا والتي يعود مصدرها بشكل واضح الى الشرق الأوسط. ظاهرة التحرش الجنسي الجماعي التي شهدناها في كولونيا لم يسبق لنا أن رأيناها إلا في ميدان التحرير في القاهرة. وإرهاب التطرف الإسلامي ينحدر بالضبط من تلك البلدان التي يأتي منها معظم اللاجئين إلينا.

النار تُضرم بالبشر في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

الاعتداءات بالساطور على ضحايا تم اختيارها عشوائياً كما هو الحال عليه في قطار بالقرب من مدينة فورتسبورج لم نكن نعرفها لحينه.

كما أنه ليس من إنسان فجر نفسه في ربوع بلادنا بالصورة التي حدثت في مدينة أنسباخ.

بغض النظر عن ما إذا كانت سياسة اللاجئين قد أدت إلى مزيد من العنف في ألمانيا أم لا، فإننا فجأة قد أصبحنا نشهد أشكالاً جديدة من العنف. وهذا العنف ليس فقط تعبيراً عن احتقار خاص لأفراد وإنما أيضاً لمجتمعنا.

ولهذا اليوم لم أسمع من الساسة ولا حتى كلمة واحدة لها معنى ووقع على هذه الظاهرة الخطيرة. إننا نرى شللاً يصدمنا ونسمع عبارات تكنوقراطية طنانة لامعنى لها بالنسبة لمعظم الناس، ناهيك عن تمتعها بالقوة التي تطمئنهم وتؤكد لهم أن حكومة بلادهم لن تتهاون في التعامل مع هذا العنف.

وفيما يلي أدرج ما كنت سأقوله لو كنت سياسياً:

أعزائنا اللاجئين، إننا نعلم بأن معظمكم يمقت العنف لأنكم تعرفون العنف واختبرتم العنف ولأنكم لتوكم نجوتم منه. وكدولة بوسعنا أن نفتخر بأنكم قد أصبحتم جزءا من مجتمعنا ولكن هذا يلقي أيضاً واجبات على عاتقكم.
عندما وقع اعتداء بالنار عام 2000 على كنيس يهودي في دوسلدورف، فقد دعا المستشار الألماني آنذاك جيرهارد شرودر إلى “انتفاضة الشرفاء” وهذا ليس للاشتباه بالجميع وليس لأنه كان يعتبر كل الناس في هذا البلد معادين للسامية وجناة يضرمون النار، وإنما لأنه كان يعلم أن الفعلة هم من وسط مجتمعنا ولأن الكثير من الناس ولفترة طويلة يغض الطرف عن التطرف وقت نشوءه. المستشار شرودر كان يعلم بأن الكثير من الناس في كثير من الأحيان يتقبلون على مايبدو أموراً صغيرة لا أهمية لها ظاهرياً إلى أن تحصل الأفعال الشنيعة. (وبالمناسبة فقد تبين في نهاية المطاف أن الجناة كانوا شابين عربيين).

ما نحتاج إليه هو انتفاضة اللاجئين الشرفاء.

أنتم من عليه النهوض في وجه كافة اللاجئين القاصرين وفي أغلب الحالات المصابين بالملل والضجر وتفهيمهم بأنهم من خلال أفعال العنف التي يرتكبونها فإنهم يسخرون من هذا البلد ويبصقون عليه، هذا البلد الذي منحكم ومنح أطفالكم ملاذاً وموطناً يحتضنكم، ويوفر لكم فرصة بناء مستقبل أفضل.

أنتم من عليه تبليغ الشرطة إذا كان هناك شخص من وسطكم قد سلك درب التطرف.

وأنتم من عليه إنذار السلطات عندما ترون في مخيماتكم شخصاً ما يرفع ظاهرياً من باب الدعابة اصبع التوحيد كرمز لداعش أو عندما يتباهى الشبان بأعمال عنف.

وأنتم من عليه الحرص والانتباه في مساجدكم إلى عدم تضمن أية خطبة ولا لأية كلمة معادية لدستوربلادنا وأنتم من يتوجب عليكم كذلك المطالبة بذلك.

وأنتم من عليه أن يقول لأبنائه وإخوته وأبناء أعمامه وأخواله وأحفاده بأنه لا يوجد رجل في ألمانيا له الحق في أن يمارس العنف ضد المرأة لمجرد أنها امرأة.

وأنتم من هو مسؤول عن الانتباه على فتيانكم وفتياتكم (حتى أولئك الذين يأتون لوحدهم من دون الآباء والأمهات إلى ألمانيا) ومعرفة مع من يدردشون ومن يؤثر عليهم وماهي الأفلام التي يشاهدونها على شبكة الإنترنت.

أنتم من عليه اتخاذ موقف ضد العنف الذي لم يسبق لنا أن عرفناه في بلادنا والذي لانريد أن نعيشه من جديد. إننا نعتبركم جزءا من مجتمعنا. والعبرة التي أخذناها من التاريخ كألمان هو أنه علينا أن ننبذ العنف وأن ننهض لمقاومته أيضاً إن كان عنفاً لايد لنا فيه ولانتحمل المسؤولية عنه شخصياً. إننا ننهض ونقف جنباً إلى جنب ونتولى المسؤولية عندما يقوم شخص ما بمناهضة قيم بلدنا ومبادئه ومعاداتها. وهذا تحديداً ماجعل من بلدنا المكان الذي اخترتموه كملاذ لكم. وهذا تحديداً مايتوجب عليكم أنتم أيضاً القيام به. لقد هربتم من بلدانكم لسبب العنف المروع الذي يسودها. اعملوا على عدم لحاق هذه البربرية والوحشية بكم إلى هنا.

ولكي نقولها بكل وضوح: هذا ليس رجاء؛ هذا واجبٌ في ألمانيا.

يوليان رايخلت – بيلد

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫12 تعليقات

  1. نرجو أن يسمع اللاجئون هذا الكلام، ونرجو من خطباء وأئمة المساجد أن ينشروا هذا الكلام ويشجعوا الناس على تطبيقه.

    1. اعظم انجازات البشرية بدأت بحلم فلماذا تثبط الهمم وتعطي حكما سلبيا بدل ان تحاول قول كلمة تشجع هذا الحلم وشكرا

  2. صحيفة بيلد وماادراك ماصحيفة بيلد !!
    مهمتها هي انحلال الأخلاق فقط بنشرها الجنس والجريمة
    من أتفه الجرائد العالمية

    1. لا اعرف شيئا عن هذه الصحيفة ولكن مقالا كهذا يستحق التقدير والاحترام وليس ان نحاول الاساءة لمن نشره وشكرا

    2. اخي صحيفة بيلد وليس التقرير
      في الانحطاط الاخلاقي اكتب http://www.bild.de
      وترجم عن طريق المترجم الفوري
      وانظر الى الصور تعرف انها لا تليق بِنَا كمسلمين

  3. مع انو الصحفي محق بالدعوة تبعو ويا ريت هالاوباش من اللاجئين يقروا كلامو .. بس هادا لا ينفيانو قبول اللاجئين بها الطريقة ما كان برئ وعليه الف اشارة استفهام.. وهو يلي فوت حشت نشت لانو كان اكتر من عشوائي.. وبرايي شخصيا قبول اللاجئين كان قرار سيااااااسي يجب على المانيا تنفيذه بالصرماية..وقبل ما حدا يعمل زلمة ويسبني رح قلو ليش و خليه يجاوبني ويورجيني وين غلطي..
    اولا عمرها المانيا لم ولن ترحب بلاجئ مع التصفيق..والمغتربين القدماء بيعرفوا هالحكي منيح..هي مظاهرات تاييد اللاجئين والترحيب فيهن بمحطات القطار كلها كانت مسيسة لانو اغبى غبي ابن ابن غبي بيعرف انو هيك مشهد عالاخبار رح يخلي نصف سكان الكرة الارضية يشدوا الرحال لالمانيا والالمان اذكى من هيك!!
    تانيا فتح الحدود بها الطريقة يلي بتخليك تشك بالذكاء الالماني علما انو 100 مترجم عالحدود كانوا بحلو المشكلة وبخلوا فقط السوري يلي يفوت.. تبع شمال افريقيا والافغاني صباح الخير بالعربي ما بيعرف يقول ومجرد ترجيع كم واحد من هدول كانوا رجعوا وخبروا غيرهم ونص اللاجئين ما فاتوا بالاساس!! والاسهل والاضمن كان يعملوا متل كندا نظام طلبات يقدم بتركيا او لبنان والاردن وببيندرس وبيطلع اللاجئ المستحق فقط!!
    تالتا واهم نقطة هي قبول اللاجئ الميسور.. انا كان عندي شك انو قبول اللاجئين انسانية فقط..بس لما شغت كتير ناس جايي من الخليج وبفيز سياحية شنغن عم تنقبل لجوء وتاخد مساعدات اتاكدت انو الموضوع سياسي بحت.. ما صارت ولا بتصير المانيا تعطي لجوء لواحد جايي من مناطق امنة وعلى راس عملو ومعو مصاري اكتر من الموظف المسؤول عن دراسة طلب اللجوء تبعو!! ومشان تتاكدوا كلهن هدول اللاجئين قدموا طلب اللجوء بجوازاتهن السورية.. ووصلت باحد الحالات يلي صارت قدام عيني شخصيا وانجلطت منها وحدة جاية لحالها من دبي وجوزها الطبيب وولادها بقيوا هنيك واخدت اقامة 3 سنين بس ما وافقولها على لم الشمل قال لانو جوزها مو بحاجة!! وهلا رفعت دعوى وانا حاطط احتمال 50% تربحها وتجيب جوزها وولادها من دبي!! ومتلها متايل انا واثق كتير مغتربين بيعرفوا متل هيك حالات..وهادا الحكي اسمو بطيخ مبسمر بكل قوانين اللجوء!!
    ما بقي شب بسوريا ما باع يلي فوقو تحتو وطلع لتركيا او شرق اوروبا..لدرجة الاتراك فرضوا فيزا عالسوريين وشرق اوروبا مليان سوريين كلو ناطر فتح الحدود او ثغرة او انهيار اتفاق تركيا مع اوروبا ليعبر.. ومع هيك لمن لا يعلم المانيا بعد تسكير الحدود استقبلت 200 الف لاجئ اغلبهم سوريين!! عدد اللاجئين السوريين صار باوروبا فوق المليون ونص..اكتر من لاجئين لبنان يعني.. السويد لحالها لحد عام 2014 استقبلت 37 الف لاجئ سوري.. فما بالك بيلي صار بال 2015..والمانيا متلها واكتر.. ازا بدك تجمع الارقام من 2011 لهلا بكل اوروبا اكتر من مليون ونص برياحة!! ولمشكلة انو في ضعفهن بسوريا عم يبيعوا حالهن وبيوتهن ويجهزوا حالهن للطلعة لها اللحظة هي..
    باختصار قضية اللجوء كانت محرك لتفريغ البلد لصالح امريكا واسرائيل..
    يلي بدو يعترض على هالكلام يا ريت يقنعني بالدليل ويقلي وين الغلط وليش!!

    1. تعليقك واقعي وحاصل وأرجو منك إقناعي لا إقناعك بعيدآ عن نظرية المؤامرة لو سمحت، الآن لو ألمانيا أو السويد أو فرنسا أو أمريكا أو كندا أو أستراليا أو أو إلخ أعلنت عن إستقبال سوريون لجوء نظامي من غير خطر ومخاطرة ومصاريف، لأخذت ٨٠% من سوريا تشطيب نهائي وعلى المفتاح.

    2. ما بتقدر تطالع نظرية المؤامرة من النص..لك والله عم حاول لاقي سبب غير افراغ البلد ما عم يزبط معي.. انا براي ما بيقدروا يعملوا هيك بها الطريقة .. اولا العالم بازمة اقتصادية مو كل الدول قادرة تستقبل ملايين.. تانيا باصول السياسة ما لازم يظهر قصدك الحقيقي للعلن.. مثال واقعي فيك تقرا عنو.. كندا بالسبعينات عرضت استضافة 3 مليون فلسطيني ويحلو قصة الصراع العربي الاسرائيلي.. مين يلي وافق؟! ما حدا بهداك الوقت لانو كانت واضحة انو القصة مو استضافة وانما تبديل وطن.. هداك الوقت كانت كندا قادرة تحمل مصروفهن وانرفض العرض على المستوى الشعبي والقيادي.. صدقني لولا الازمة الاقتصادية كانت 100% من سوريا فضي مو بس 80%

  4. مقال جميل جدا ويستحق النشر على اوسع نطاق,
    فعلا التطرف يحتاج الي بيئة ودعم ولا يبدا فورا بارتكاب الجرائم , برايي يبدا بعدم الامتنان لهذه المساعدة التي تقدمها هذة الدولة المانيا,
    عندما يبدا القادم بالمطالبة بمساعدات اكثر وكانها فرض عليهم و يعتبر ان الالمان هم سبب ما يحدث في منطقتنا وهم شريك في الجريمة, عندما يعتبر نفسه يقتص لنفسه بسلب المجتمع هنا وازدرائه.
    عندما يسمع احدهم يعبر عن احتقاره لاهل هذا البلد الذين استضافوه وقدمو له يد العون عن طيب خاطر, يبغضهم ويأول ما فعلوه لاسباب أخرى غير الانسانية المحض… ثم لا يجد في نفسه ما يرد به… ثم يبدا بموافقته الراي
    عندما لا يرتكب هو بنفسه جريمة ولكن يجد صعوبة في اتخاذ موقف من جريمة تحدث كاحداث برلين
    عندما يسمع احدهم يقول بارك الله في الفاعل و كانه لم يسمع شيئا او ربما يهز براسه مؤيدا
    لا عجب حينها ان ينتقل الى الخطوة التالية وان يقوم بافعال مشابهة

    في بلدنا يحتقر الفسفوس او الفساد منذ نعومة اظافرنا في المدرسة عندما يكتب العريف اسماءنا للاستاذ الى ان نكبر ويصبح التبليغ لفروع المخابرات ويصبح الامر فيه خربان بيوت

    تعاطفنا مع الجاني وخوفنا عليه من العقوبة الجائرة كالفلقة والحبس المؤبد يمكن مناقشته في بلادنا

    اما هنا فهناك عدل حقيقي وهناك قضاء حقيقي وهناك احترام حقيقي للانسان
    هنا يوجد ضوابط لجهاز الامن لا يمكن لنا السوريون ان نصدق حتى انها موجودة تبدو كالخيال العلمي
    لذلك فان التورع هنا عن النصح عن المناقشة او حتى التبليغ لا تسويغ له وهو يرقى الى حد المشاركة بالجريمة

    نحن ادرى الناس ببعضنا و روابطنا الاجتماعية وعلاقاتنا ببعضنا يقل مثيلها لتشعبها وقوتها
    حتى انه بالكاد لاحدنا خصوصيات او اسرار , ومن السهل معرفة من يرافق من, ومن يبدو وكانه تغير
    هذه ميزة يجب ان تساعدنا في تغيير نسبة الناقمين على هذه الدولة يجب ان لا يكون لهم نسبة تذكر

  5. كاتب هذا المقال يبدو منصفا وواعيا تماما للمشاكل او المصائب بتعبير ادق لما يحصل في هذا البلد او غيره من البلدان ولو عمد كل انسان للقيام بواجبه تجاه اهله او شعبه او الارض التي يقيم عليها ليس في المانيا وحدها بل في كل انحاء العالم لتجنبنا الكثير من الكوارث والجرائم التي تقشعر لها الابدان سواء كنا لاجئين او مواطنين او مقيمين او حتى زوارا لاي ارض مهما كانت واي كانت
    الشكر موصول لصاحب المقال وارجو ان يجد اذنا صاغية لدى من يقرأ ويرى ويسمع