أوروبا : الموت يهدد المهاجرين غير الشرعيين بسبب موجة من البرد الشديد
يعيش الكثير من المهاجرين في أوروبا أوضاعا صعبة في شوارع المدن أو في المناطق الحدودية بسبب قساوة البرد في فصل الشتاء. ورغم الجهود المبذولة بهذا الخصوص في أكثر من بلد أوربي كفرنسا مثلا، إلا أن البعض من هؤلاء المهاجرين يظلون عرضة للبرد القارس، حيث انخفضت درجة الحرارة خلال هذه الأيام بشكل كبير جدا.
المهاجرون عرضة لموجة برد شديدة تجتاح أوروبا
تجتاح أوروبا موجة برد شديدة، أدت إلى وفاة أوروبيين بدون مأوى ومهاجرين مشردين. وتوفي أفغاني الثلاثاء في شمال اليونان كان ينام في العراء حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 13 تحت الصفر، فيما نجا من الموت مرافقه، كما توفيت مهاجرة صومالية في بلغاريا بالقرب من الحدود التركية، حيث تدنت درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر.
وتحدثت بعض الأرقام التي تداولتها وسائل الإعلام الأوروبية عن مقتل 70 شخصا في مجموع الدول الأوروبية، والتي تواجه أيضا الكثير من الصعوبات على مستوى قطاع النقل وحركة السير بسبب الثلوج التي تهاطلت بكثرة.
ويشهد شمال أوربا أيضا موجة من البرد القارس جدا، نتيجة منخفضات جوية قادمة من المنطقة الإسكندنافية، والتي عمت أوروبا الوسطى والجنوبية فيما بعد، ما أدى إلى انخفاض ملموس في درجة الحرارة في القسم الأكبر من أوروبا، حسب ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية “ميتيو فرانس”.
مهاجرون تحت البرد القارس في فرنسا
وأظهر ريبورتاج لـ”إذاعة فرنسا الدولية”، أنجز في العاصمة الفرنسية، الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء المهاجرون في شوارع باريس. وقال أندي، وهو شاب إثيوبي كان ملفوفا في بطانية، “البرد قارس جدا. والكثير منا مرضوا. وعندما يقبل الليل أشعر بألم كبير في العينين. لقد تجمدنا، الأمر صعب جدا”.
ووفقا لتصريحه، يواجه طلبه بدخول أحد مراكز استقبال المهاجرين بالرفض كلما توجه إليها بحثا عن الدفء، فيما لا تتردد الشرطة في مطاردته في الشارع، وتحجز لوازمه الشخصية والبسيطة بما فيها البطانيات، لأنه غير مرغوب في بقائه على رصيف الشارع.
وعلى الرصيف المقابل، كان عبد القادر، وهو صومالي بالغ من العمر 34 عاما، يحاول بإمكانياته البسيطة جدا مقاومة شدة البرد. ويشرح وضعه أكثر الحالة التي يعيشها المهاجرون المشردون في الشوارع. “آكل، أنام…كل شيء أقوم به في الشارع. وفي بعض الأحيان أذهب إلى مقاه لأستدفئ قليلا”، يحكي عبد القادر معاناته اليومية مع القر، علما أنه مريض ويتناول الأدوية.
ورفعت السلطات الفرنسية حالة التأهب في عدة جهات من البلاد بسبب الصقيع والثلوج. وبلغ انخفاض درجة الحرارة 15 تحت الصفر في منطقة الألزاس بشرق البلاد، ما دعا الكثير من الأقاليم في المنطقة إلى وضع مخطط لاستقبال المشردين ومواجهة هذه الموجة من البرد.
وتعود أكبر موجة برد شهدتها فرنسا إلى 1963، إذ انخفضت درجة الحرارة لمستويات قياسية، إذ سجلت 24 تحت الصفر، وتحديدا في مدينتي ليون بالجنوب شرق البلاد ومونبلييه بجنوبها رافقتها تساقطات ثلجية كثيفة. (FRANCE24)[ads3]