ملايين التنين الصيني تغزو الدوريات الأوروبية
نجح الدوري الصيني لكرة القدم، خلال السنوات الماضية، في استقطاب الكثير من نجوم العالم لاعبين ومدربين، بملايين الدولارات، في مسعى للبروز كـ”قوة عظمى” كروياً.
وباتت الصفقات الأخيرة بمثابة “أهداف” في مرمى الدوريات الأوروبية الكبرى، التي اعتادت احتكار نجوم اللعبة.
ومن ضمن الأسباب، التي تجعل الدوري الصيني مرشحاً لخطف الأضواء مستقبلاً، وجود هؤلاء النجوم، ما يجعله جاذباً لأنظار الجماهير من مختلف دول العالم، وسيكون ذلك على حساب الدوريات الخمس الكبرى (إنجلترا- فرنسا- إيطاليا- ألمانيا- إسبانيا).
وبلا شك، فإنه بعد التعاقد مع البرازيلي أوسكار دوس سانتوس، والأرجنتيني كارلوس تيفيز بملايين الدولارات، فإنه من المتوقع أن يحظى الدوري الصيني بمتابعة جماهيرية من مختلف دول العالم سواء عبر شاشات التلفاز أو الإنترنت.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن صفقة تيفيز ستمتد إلى موسمين مع الحصول على 76 مليون يورو في الموسمين أي ما يقارب 38 يورو في الموسم الواحد.
وبهذا الراتب، أصبح تيفيز هو صاحب أعلى راتب في العالم، حيث سيحصل على ما يقارب من 800 ألف يورو في الأسبوع الواحد، ليتفوق على أصحاب الرواتب الأعلى في العالم مثل ميسي ورونالدو ونيمار.
ويأتي بذخ الأندية الصينية، رغم أن أسعار تذاكر حضور الجماهير لمباريات الدوري الصيني منخفضة، كما أن حقوق البث التلفزيوني لا توفر دخلًا كبيرًا للفرق، ورغم ذلك فإن الأندية تقوم بدفع ملايين الدولارات للتعاقد مع نجوم الساحرة المستديرة.
وكشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، في تقرير لها، أن “الإرادة السياسية للنظام الحاكم تعتبر هي الحافز الأول للاستمرار في الإنفاق ببذخ على استقطاب النجوم سواء على مستوى اللاعبين أو المدربين.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الصيني “شي جين بينغ” وضع خطة مدتها 10 أعوام بداية من 2015 إلى 2025 لكي يتضاعف حجم الاقتصاد الرياضي في البلاد إلى أكثر من 600 بليون جنيه استرليني (بما يعادل 735 بليون دولار).
كما يهدف الرئيس الصيني وفقا للصحيفة ذاتها إلى الاهتمام بالقاعدة الرياضية بإنشاء 200 ألف مدرسة كرة قدم و70 ألف ملعبًا بحلول عام 2020.
لذا فإنه يسعى إلى تحويل الصين إلى قوة عظمى في هذه الرياضة (اللعبة الشعبية الأولى) على مستوى العالم، ومما يساهم بشكل كبير في إمكانية بلاده لاستضافة بطولة كأس العالم خلال الفترة المقبلة والتتويج بلقبها.
ولم تشارك الصين إلا في نسخة واحدة فقط من بطولة كأس العالم، والتي أقيمت عام 2002 حيث خرجت من الدور الأول لتلك البطولة، ومنذ ذلك الوقت فشل “التنين” الصيني في اجتياز مرحلة التصفيات والتأهل إلى العرس العالم.
كما أن المنتخب، الذي يدربه الإيطالي مارشيلو ليبي يحتل حاليًا المركز الأخير برصيد نقطتين في مجموعته بالتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم التي ستقام بروسيا 2018 وابتعد بشكل كبير عن بلوغ المونديال حيث يتبقى على نهاية التصفيات خمس جولات فقط.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل”، قال الخبير في صناعة كرة القدم وصاحب مدونة “تشاينا سبورت إنسايدر” الإعلامي مارك دراير، إن الأندية الصينية تفضل الإنفاق على شراء اللاعبين الأجانب بدلا من الاهتمام بمراكز التكوين، ومن ثم فإنه بلا شك سيؤثر بالسلب على تطور كرة القدم الصينية على عكس المتوقع من استقطاب النجوم.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الاتحاد الصيني لكرة القدم بدأ يشعر بخطورة الموقف، في ظل اعتماد الأندية على نجوم العالم على حساب اللاعب المحلي مما يضر في المقام الأول والأخير مصلحة المنتخب الصيني.
لذلك فقد قرر الاتحاد الصيني تقليص أعداد اللاعبين الأجانب في كل فريق من خمسة إلى أربعة، والسماح بوجود ثلاثة منهم فقط فوق أرضية الملعب وذلك بهدف إتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام اللاعبين المحليين.
ظاهرة شراء خدمات اللاعبين في الصين ليست جديدة، فقد بدأت منذ سنوات طويلة، وأول محترف عربي كان النجم السعودي فؤاد أنور عام 1999، وقضى هناك 8 أشهر فقط مع نادي شوانغ، عاد بعدها إلى النصر السعودي.
ورغم بدايتها منذ فترة طويلة إلا أنها لم تكن بصورة مثيرة للانتباه، فقد بدأت الأندية الصينية في السنوات الأخيرة باستقطاب العديد من نجوم كرة القدم العالمية أبرزهم الأرجنتيني إيزيكيل لافيتزي، الكولومبي جاكسون مارتينيز، المالي عمر فريدريك كانوتيه، والإيفواري ديدييه دروغبا، ومواطنه جيرفينيو كواسي، إلى جانب البرازيلي روبينيو، ومواطنه راميريز، والسنغالي ديمبا با، وآخرهم الثنائي البرازيلي أوسكار دوس سانتوس، والأرجنتيني كارلوس تيفيز.
وهناك العديد من نجوم كرة القدم العالمية محط اهتمام الأندية الصينية، وبينهم، البرتغالي كريستيانو رونالدو المحترف في ريال مدريد الإسباني، الذي تلقى عرضًا من الدوري الصيني بلغت قيمته 400 مليون يورو، والإسباني دييغو كوستا المحترف في تشيلسي الإنجليزي، والذي تلقى عرضًا بلغ قيمته 60 مليون يورو.
بالإضافة إلى الاهتمام بالإيطالي ماريو بالوتيلي المحترف في صفوف نيس الفرنسي، والأرجنتيني ليونيل ميسي المحترف في صفوف برشلونة الإسباني، وكذلك الألماني لوكاس بودوليسكي، المحترف في صفوف غلاطة سراي التركي، الذي يعتبر أحد نجوم الكرة العالمية القريبين من الانتقال إلى الصين أيضا خلال الفترة المقبلة.
ولم تبرم السبقات السابقة لأسباب مختلفة، بينها تفصيل اللاعبين أنديتهم الحالية، أو عدم جدية العروض.
كما أن الدوري الصيني استقطب مجموعة من المدربين العالميين أمثال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري المدير الفني لغوانغزو ايفرجراند، التشيلي مانويل بيلغريني المدير الفني لنادي هيبي فورتشون، السويدي سفين غوران إيركسون المدير الفني لشانغهاي سيبغ، الإسباني غريغوريو مانزانو المدير الفني لشانغهاي شينوا، والبرتغالي جيمي باتشيكو المدير الفني لتيانجين تيدا.
وبالتزامن مع ذلك استثمرت مجموعات صينية – أو تملكت – أندية أوروبية مشهورة مثل أندية ميلان، وإنتر ميلان في إيطاليا، وأستون فيلا ومانشستر سيتي الإنجليزيين، بينما تدرس مجموعات صينية الاستثمار في ناديي ليفربول وهال سيتي. (ANADOLU)[ads3]