تختصر عمل ثلاث آلات تحتل مساحة أكبر .. سوري و تركي يصممان آلة جديدة للنسيج

بلغة مشتركة يفهمها كل محب للآلات، نجح مصمم الآلات السوري، ناصر بيروتي، وشريكه التركي، أورهان أوجار، في تخطي حاجز عدم معرفة كل منهما بلغة الآخر، فأبدعا آلة جديدة لنسج خيوط قطن “المماسح” (أداة تنظيف)، وهي أكثر إنتاجية، وتختصر عمل ثلاث آلات تحتل مساحة أكبر وتلتهم وقتا أطول.

في البداية ترجم أحد العمال السوريين فيما بين بيروتي وأوجار، ولاحقا تفاهما بلغة الإشارة، واستمر التعاون بينهما نحو عام، ليتكلل بالنجاح في تصميم وإنتاج آلة جديدة يسعيان إلى الحصول على براءة اختراع لها.

الآلة الجديدة، وهي لنسج خيوط قطن المماسح ووضعها في مكانها المناسب، استغرقت نحو شهر ونصف، حيث تم التصميم والتصنيع لاحقا بقص قطع الآلة بالليزر، فاختفت أصوات مزعجة كانت تصدرها.

بيروتي وأوجار تعارفا عبر إحدى الشركات قبل عام، ومن تعاون في آلة واحدة وصلا إلى شراكة فيما بينهما، وانتقلا إلى مكان عمل جديد أوسع مساحة، وتوسع عملهما مع ازدياد طلبات العملاء.

وبيروتي يعمل في تصميم الآلات والابتكارات الجديدة، وهو من دمشق، ومقيم في تركيا منذ عامين.

مصمم الآلات السورري قال للأناضول: “تشاركت مع أوجار من أجل إنجاز ماكينة (آلة) جديدة، حيث كانت في السابق عبارة عن معمل كبير يأخذ مساحة تصل لنحو 100 متر مربع”.

بيروتي تابع: “ولكن حاليا جرى ضم هذا المعمل في آلة واحدة من ناحية الكهرباء والهواء، بينما كانت في السابق الكوانات (بكرات الخيوط) لوحدها، والبخار لوحده، والكهرباء والهواء لوحدها، وأعطالها كثيرة وكبيرة”.

وبسعادة، مضى قائلا: “حولناها إلى آلة واحدة تأخذ مساحة متر ونصف المتر، وأصبحت أصغر وأعطالها أقل، وهذا ابتكار جديد.. هذه الآلة تنسج خيوط المماسح العالمية الدوارة، وهي مطلوبة على مستوى العالم، ولاسيما في أوروبا وبلدان الخليج (العربي)، ويعملون عليها ويطورونها أكثر، قبيل تسويقها في تركيا وعالميا”.

وموضحا، تابع بيروتي أن “مبدأ عمل الآلة هي أنها تأخذ الخيوط لوحدها، وتقطعها وتضعها في مكانها وفق عداد معين، وهناك عداد يومي يعرف العامل من خلاله الأعداد، هذه الميزات كانت موجودة بقياسات كبيرة، وحاليا يمكن لورشات صغيرة العمل عليها”.

كما أنه، ووفق مصمم الآلات السوري، “كانت المراحل سابقا عبر ستاند بقياس مترين في أربعة أمتار مربع تركب عليها الكوانات لتسحب الخيوط، بينما في الآلة الجديدة وضعت تحت الآلة من داخلها، والمركز أيضا أصبح فيها، فباتت قطعة واحدة، ومركز البخار داخلها.. بينما تم إلغاء بستونات (نظام ضغط) الهواء، وأصبحت الآلة تعمل ميكانيكيا، وهو نظام أفضل للعمل”.

وفيما يخص ردود الأفعال على الآلة الجديدة من قبل العملاء، أجاب بيروتي: “يوجد قبول للآلة حتى عندما كانت مجرد صورة، حيث جاء زبون ورأى هذه الآلة، فتحمس لها، واستطعنا جمع الأفكار لإنجازها.. حصلنا على طلبيات خارجية من بلدان عربية وأوروبية، ومن تركيا أيضا.. وحاليا نحاول الحصول على براءة اختراع لهذه الآلة”.

الشريك التركي أوجار، وهو يعمل في مجال الآلات منذ 15 عاما، أفاد بأن “فكرة الآلة جاءت بالتشاور مع الصديق السوري بأن هناك حاجة لها في السوق، حيث دققنا بالموضوع ووجدنا نقصا بها، وخاصة أن السوق غير قادر على تلبية الطلبات (المماسح).. وجدنا عجزا في الآلة، ففكرنا في آلة فعالة، وأكثر إنتاجية، وأسرع وأخف”.

أوجار، وفي حديث مع الأناضول، أوضح أن “هذه الآلة لا تأخذ مساحة كبيرة، ومشاكلها قليلة.. في السابق كانت هناك معاناة، وكلما صغرت الماكينة كانت أفضل.. فكرنا كيف نغير هذا الآلة، فأزلنا الهواء، ووفرنا بالكهرباء، لتكون آلة واحدة”.

وشارحا مزايا الآلة الجديدة، مضى قائلا إنها “تعمل بسرعة وانسيابية.. إنتاج قطعة واحدة (من القطن المستخدم في الممسحة) كان يأخذ 30 ثانية، بينما أصبح يأخذ سبع ثواني تقريبا في الآلة الجديدة”.

وحول انطباعات الراغبين في شراء الآلة أجاب الشريك التركي: “عندما بدآنا بالعمل جاءتنا نصائح من الزبائن من أجل تطوير الآلة، فساهموا معنا في تسهيل المطلوب، وحققنا طلباتهم، وهو ما أوصلنا إلى هذه الآلة”.

وبسعادة، قال أوجار إن “هناك طلبيات خارجية، ومن داخل تركيا، بنحو 15 آلة، ونسعى للحصول على براءة الاختراع بعد الانتهاء بشكل نهائي من الإضافات”. (ANADOLU)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها