جدة زميلته اعتبرته إرهابياً من داعش .. صحيفة ألمانية تروي قصة لاجئ سوري يتحدى مصاعب اللغة في سبيل الالتحاق بجامعة في ألمانيا
قالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية، إن العديد من الطلاب اللاجئين وخاصة السوريين منهم، يعانون لبدء دراساتهم في الجامعات الألمانية.
وتروي الصحيفة قصة عمر . أ (20 عاماً) اللاجئ السوري الشاب القادم من مدينة دمشق، والذي رفض الخدمة في جيش النظام واختار كغيره من الشبان طريق الموت للوصول إلى ألمانيا في 2015.
تحدث عمر للصحيفة عن حياته الجديدة في ألمانيا وعن دراسته وعن الشابة الشابة “اللطيفة جداً” التي تعرف عليها مؤخراً، وقامت بمساعدته.
يرغب عمر البدء بدراسته الجامعية هذا العام، علماً أنه كان قد أنهى فصلاً دراسياً في فرع هندسة الاتصالات، بدمشق، ولكنه يجب أن يتجاوز مراحل ليست سهلة على الإطلاق، قبل أن يلتحق بالجامعة.
وتقول الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إنه منذ موجة اللجوء الكبرى (2015)، تم تحسين عدة أمور تتعلق بالدراسة بالنسبة للاجئين، في العديد من المعاهد والجامعات والمنظمات.
وجعل السعي الجهيد من قبل الجامعات فيما يتعلق بدراسة اللاجئين، أموراً مثل عروض الطالب الضيف أو الاستشارات الدراسية بمختلف اللغات أو برامج الإرشاد، أمراً اعتيادياً.
وعلى الرغم من تخصيص 100 مليون يورو إضافية للجامعات، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات كبيرة فاللاجئيون لا يستطيعون تعلم لغة ألمانية أكاديمية بقت قصير، الأمر الذي يخولهم حينها للمنافسة بشكل جيد على المقاعد الدراسية.
ونقلت الصحيفة عن “سيمون فيشر”، المكلف بشؤون اللاجئين في المعهد العالي بدوسلدورف، قوله إن “العديد من اللاجئين لديهم طموحات وأحلام، لكنهم يخفقون بتقديم المتطلبات اللازمة لتحقيق ذلك، كالوصول إلى مستوى عال في اللغة الألمانية أو اجتياز اختبارات الكفاءة”.
وبالعودة إلى عمر، فإن اللاجئ السوري لم يدمن لديه خطط أخرى، ومنذ وصوله إلى ألمانيا وضع نصب عينيه تعلم اللغة، وبدأ بحفظ 50 كلمة يومياً إلى جانب القواعد اللازمة، وهو الآن متلزم بدورة اللغة في جامعة برلين التقنية.
وقال عمر للصحيفة: “أريد تعلم اللغة بأقصى سرعة ممكنة، في بعض الأحيان أجلس 10 ساعات متواصلة، أنا مقتنع بدرجة الكفاءة والجودة لدى الجامعات الألمانية وسمعت الكثير عنهم”.
ولكي يتجاوز متطلب اللغة يجب على عمر أن يجتاز اختبار C1، أي أن عليه التحدث بطلاقة وأريحية، ولذلك لا يريد بأن يصرفه أي شيء عن دراسة اللغة، فهو لا يذهب لأية حفلات أو بارات أو ماشابه ذلك، لأنها ليست إلا مضيعة للوقت الثمين الذي بإمكانه أن يستغله لتحقيق أهدافه، على حد تعبيره.
ويرغب عمر بدراسة العلوم السياسية، وقد تعرف مؤخراً على شابة تريد تعلم اللغة العربية، ووجد فرصة لتبادل المعرفة بينه وبينها.
لكن عائلة الشابة رأت الأمر من منظور آخر، حيث وصفت جدة الطالبة عمر بالإرهابي المنتمي لداعش، لكن الأخير يستنكر أي نوع من العنف في أي مكان في العالم، بحسب الصحيفة.
وتطرقت “دي فيلت” إلى الآثار الجانبية للحرب على اللاجئين وخاصة السوريين منهم، حيث يعاني الكثيرون من مشاكل نفسية وحالات اكتئاب، ولذلك خصصت الجامعات برنامجاً في 2017 لتوعية اللاجئين وإعطائهم بعض الاستشارات، ونقلت عن الطبيبة النفسية “ماريون كول كريوسمان” قولها، إنه يتم الافتراض في الوقت الحالي أن 40 بالمئة من اللاجئين يعانون من إصابات جسمانية أو اعتلالات نفسية.
وما زال عمر نزيل أحد المجمعات السكنية في برلين، وقد حصل على إقامة السنة الواحدة، لكنه سيطعن بالقرار، وختم بالقول إن بعض الأشياء تحسنت بشكل كبير بالنسبة له، حيث اقتنعت جدة زميلته بأنه ليس إرهابياً، وباتت تستفسر عن أحواله وعما إذا كان يشعر بالراحة في #ألمانيا .[ads3]