معركة واحدة من عدن إلى جسر الشغور

مع “عاصفة الحزم”، دخل المشرق العربي مرحلة جديدة عنوانها مواجهة التمدّد الايراني الدموي في جانب كبير منه، ومن يعتقد ان المواجهة تقتصر على اليمن، فهو مخطئ، اذ ان سوريا ساحة لمواجهة عربية – ايرانية كبرى بدأت ملامحها في الظهور في امكنة عدة، من الجنوب حيث جرى قبل اشهر عدة افشال هجوم قوات بشار الاسد و”حزب الله” والميليشيات الشيعية المتعددة الجنسية بقيادة “الحرس الثوري”، الى تخوم حلب حيث فشل هجوم آخر انطلق من قريتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين عادتا تحت الحصار. ثم أتى هجوم “جيش الفتح” المزدوج وتحرير مدينة ادلب، ثم جسر الشغور وقسم كبير من سهل الغاب. وحتى الآن لم ينجح الايرانيون ونظام بشار في استعادة المبادرة على الارض، أكان في محاولة اختراق خطوط الثوار للوصول الى مستشفى جسر الشغور وانقاذ مئتين وخمسين ضابطا وجنديا محاصرين هناك، ام في هجوم ما بعد “ذوبان الثلج” الذي يشنه “حزب الله” على منطقة القلمون لاخراج الثوار منه وتسجيل انتصار معنوي، أقله، وهو هجوم لا يغير في الموقف الاستراتيجي السيّىء لنظام بشار الاسد و”حزب الله” على حد سواء.

الصورة من عدن و شبوة وصنعاء وصعدة مقلقة للايرانيين. فقد اجهض التحالف العربي – الاسلامي خطة طهران للسيطرة على موقع استراتيجي عظيم الاهمية، وسقط المشروع بمجرد ضرب الحوثيين وتدمير قدرات الجيش اليمني الموالي لعلي عبدالله صالح. وفي سوريا انتهت اسطورة “غيفارا المسلمين”، اي الجنرال قاسم سليماني الذي جرى تصويره على انه “سوبرمان” ايراني! قتل له ضباط وكوادر لـ”حزب الله” قرب القنيطرة في غارة اسرائيلية، ثم قصفت لـ”حزب الله” قوافل عسكرية محملة صواريخ “سكود – ب” في ريف دمشق. وما سقوط بصرى الشام وبصر الحرير بيد الثوار سوى هزيمة مباشرة لسليماني الذي سرت معلومات عن انه من قاد المعركة في مثلث الموت. طبعا لا ننسى فشل سليماني على ابواب مدينة تكريت بعدما تباهى بقيادته لافواج الميليشيات الطائفية المسماة “الحشد الشعبي”، ولم تسقط تكريت إلا بضربات طيران التحالف الدولي.

مع “عاصفة الحزم” انطلقت “مقاومة” عربية لمشروع الاستعمار الايراني، ولكن المواجهة ستكون صعبة للغاية باعتبار ان الايرانيين يستخدمون ادوات محلية من ضمن المجتمعات العربية مستغلين العامل الطائفي الذي يفتت المجتمعات، ويضرب تماسكها. هذا ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان.

اياً يكن من أمر، لقد تبين بعدما اطلت تباشير المقاومة العربية للمشروع الايراني ان “المارد” يمكن مقاومته، ومنعه من التمدد على ارضنا. لقد سقطت شعارات الممانعة الكاذبة، وصار شعار “المقاومة” مبتذلا. ومن المحيط الى الخليج ترتسم معالم “مقاومة” من نوع آخر: مقاومة الاستعمار الايراني وادواته المحلية.

ان المعركة واحدة من شواطئ عدن الى تلال جسر الشغور.

علي حمادة – النهار 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. المعركة واحدة من المحيط إلى الخليج ومن عدن إلى حلب لأن التمدد الإيراني ليس مقتصراً على الخليج وبلاد الشام بل هذه مرحلة أولى يتبعها إذا نجحت لا قدر الله التمدد باتجاه المغرب العربي بموافقة ومباركة الغرب وعلى رأسهم الأمريكان ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

  2. تهذف امريكا إلى انتشار الاسلام الشيعي بدلا من السني فبذلك تضمن انتشار الاسلام المشوه القائم على البدع

  3. مقبرتهم بمجاري الصرف الصحي لبلاد الشام .. اسحبوا السيفون ياشباب

  4. صراع الاقوى !!! السعوديه بكل بامكانياتها كانت مغيبه عن لعب دورها الطبيعي ا الىوم حين استلام الملك سلمان ! وبدا عاصقه الحزم والجزم المواجهه يدات والكره المرتده !!!!!!!