ألمانيا : حزب البديل يعقد مؤتمره في ظل خلافات داخلية

يعقد حزب البديل لألمانيا الشعبوي مؤتمره السبت والاحد في كولونيا، في غرب البلاد سعياً الى اعتماد استراتيجية تعكس طموحهم لتحقيق اختراق تاريخي في انتخابات ايلول/سبتمبر في ظل خلافات داخلية وغياب قائد يحظى بالاجماع.

وحاول الاف المتظاهرين المناوئين للشعبويين السبت التشويش على المؤتمر عبر اطلاق الصفير والاغاني لدى وصول مندوبي الحزب وعددهم نحو 600 الى مكان الاجتماع في فندق وسط كولونيا تحت حراسة الشرطة.

وحاول بعض المتظاهرين اعتراض طريقهم فاصطدموا بقوات الامن وأوقف أحدهم بعد إصابة شرطي بجرح في وجهه.

ونشر نحو أربعة آلاف شرطي مع توقع مشاركة نحو 50 الف شخص في التظاهرة المناوئة للحزب الشعبوي يخشى ان يلجأ بعضهم الى العنف بعد المواجهات التي شهدتها شتوتغارت السنة الماضية ونسبت الى اليسار المتطرف.

ويفترض ان يرأب المؤتمر الصدع بين “الواقعيين” الراغبين في التخلي عن خطاب يميني متطرف وأنصار التيار المتشدد المعتادين على خطاب هجومي ذي سمة عنصرية.

ويكتسي المؤتمر أهمية بعد أن أدت الانقسامات الداخلية الى تدني شعبية الحزب إثر صعوده خلال أزمة الهجرة العامين 2015 و2016 عندما فتحت المستشارة أنغيلا ميركل الباب امام أكثر من مليون من طالبي اللجوء.

وأدى اعلان الرئيسة المشاركة التي تتزعم تيار “الواقعيين” فراوكي بتري الأربعاء عدم رغبتها في تصدر قائمة الانتخابات نظرا لغياب مرشح بديل لها الى احراج الحزب.

وبتري في الحادية والأربعين من العمر وحامل بطفلها الخامس.

والحزب الذي يعلن عداءه للاسلام وتشكيكه في البناء الأوروبي وإيمانه بالقيم العائلية التقليدية قد يقرر بالتالي خوض حملته في غياب شخصية تحظى بشعبية واسعة.

وبهدف تهميش خصومها، دعت بتري الموفدين الى اعتماد استراتيجية سياسية واقعية للوصول الى السلطة العام 2021 والتخلي عن الخطاب العنصري.

– الرد على تراجع شعبية الحزب –

وتقول بتري الحاضرة على شاشات التلفزيون ان “التوتر الداخلي” والخطاب المثير للجدل يؤدي الى “تراجع كبير في فرص الحزب الانتخابية”.

ولذا، تريد بتري التي تستلهم مواقف زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن توسيع القاعدة الانتخابية في بلد عانى من النازية ولكن التيار المتشدد يشكل الاغلبية ولا سيما في معاقل حزبها في شرق البلاد.

ووجه اليها خصمها الرئيسي الكسندر غولاند (76 عاماً) انتقادات حادة ودعاها الى سحب مذكرتها التي قال في تصريح لصحيفة “شتوتغارت تسايتونغ” انها “تطرح مشكلة لانها تقسم صفوف حزبناً (…) البعض بيننا يطالب بسحبها من جدول الأعمال. سيكون قراراً ذكياً”.

وعمل غولاند على تقويض جهود بتري لاستبعاد كادرات الحزب الذين أدلوا بتصريحات مثيرة للجدل حول النازية.

والى فترة قريبة، كان الحزب يسجل انتصاراً بعد الانتصار وتمكن من الفوز بعضوية 11 من اصل 16 من برلمانات المناطق. وكانت استطلاعات الرأي تعطيه 15% من نوايا التصويت.

ولكن بسبب الازمة الداخلية وتراجع تدفق المهاجرين، تدنت شعبية الحزب منذ كانون الثاني/يناير (إلى 7 أو 11% حسب الاستطلاعات).

وإن كان هذا المستوى يعد تاريخياً بالنسبة لمثل هذا الحزب في ألمانيا ما بعد الحرب، فإن هدفه في تحقيق اختراق في أيلول/سبتمبر ليصبح الحزب الثالث لم يعد مضموناً.

في المقابل، ارتفعت شعبية ميركل بعد توقف موجة الهجرة وتبني اجراءات لتسريع طرد المهاجرين غير المؤهلين لنيل اللجوء.

وتحسن كذلك موقع الاشتراكيين الديموقراطيين بزعامة الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها