مصدر أمني عراقي : مقتل 90 مدني على الأقل في حي غربي الموصل
قال مصدر أمني عراقي، اليوم السبت، إن 90 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا خلال المعارك العنيفة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي في أحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل (شمال).
وأوضح المصدر، وهو نقيب في قوات جهاز الرد السريع (تابعة لوزارة الداخلية) للأناضول، فضلاً عدم ذكر اسمه أن “المدنيين سقطوا بنيران تنظيم داعش الإرهابي، أو قصف طيران التحالف الدولي، أو نيران قوات جهاز مكافحة الإرهاب خلال معارك تحرير حي الثورة”.
والخميس الماضي، انتزعت قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات نخبة في الجيش العراقي، حي الثورة من قبضة “داعش”، بعد 4 أيام من اقتحامه.
وتابع المصدر أن “عشرات من جثث المدنيين لا تزال تحت أنقاض المنازل المهدمة، وملقاة في شوارع الحي، فضلاً عن عشرات الجرحى والمحاصرين المدنيين تحت الأنقاض في سراديب المنازل التي انهارت على رؤوس ساكنيها”.
واتهم المصدر القوات العراقية بأنها “لا تكترث لأمر المدنيين، وتصر على مواصلة تقدمها نحو المناطق الأخرى، لاسيما بعد أن تكبدت هي الأخرى خسائر في الأرواح والمعدات في المواجهات المسلحة المباشرة وغير المباشرة ضد تنظيم داعش”.
وأشار المصدر إلى “دمار كامل لحق بأكثر من 30 منزلاً في حي الثورة، ومنها منازل تعود لوجهاء المنطقة”.
وعن أوضاع النازحين من الحي هرباً من المعارك، قال المصدر إن “حالتهم الصحية والنفسية متدهورة، ولا يستطيعون الكلام أو وصف الأحداث التي عاشوها”.
وأكد أن “معالم الحي تغيرت بالكامل؛ حتى أن السكان أصبحوا لا يعرفون الشوارع والأزقة بعد أن عاشوا أكثر من 50 عاما فيها”.
وفي السياق، لفت إلى أن “عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين فروا من حي الثورة اصطحبوا معهم عشرات المدنيين العزل تحت تهديد السلاح، متخذينهم كرهائن إلى مناطق الرفاعي والزنجلي والصحة غربي مدينة الموصل والتي تستعد القوات العراقية لاقتحامها”.
ويسقط ضحايا من المدنيين يوميا وبوتيرة متصاعدة أكثر مما كان عليه الحال في الجانب الشرقي للمدينة، وذلك نظرا لطبيعة الجانب الغربي من حيث الأزقة الضيقة المكتظة بالمدنيين.
كما ترد تقارير على نحو متواصل بوقوع عشرات الضحايا المدنيين في غارات جوية للتحالف الدولي أو للطيران العراقي.
لكن القوات العراقية تقول إنها تتحرك ببطء وتتخذ احتياطات مشددة من أجل تجنب سقو ط مدنيين أثناء معارك تحرير الجانب الغربي.
ويواصل المدنيون الفرار من جحيم الحرب يوميا حيث يسلكون طرقا خطرا للوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات العراقية تمهيدا لنقلهم إلى مخيمات في شرق وجنوب الموصل.
كانت القوات العراقية تمكنت من خلال حملة عسكرية بدأتها في أكتوبر/تشرين الأول 2016، من استعادة النصف الشرقي للموصل، ومن ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
واستطاعت القوات العراقية، المدعومة من التحالف الدولي، استعادة أكثر من نصف مساحة النصف الغربي للمدينة، وسط تراجع لقدرات “داعش” القتالية بسبب محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرته من جميع الجهات واستهداف ضربات الطيران العراقي والتحالف الدولي لقواعده، بحسب تصريحات إعلامية لقيادات عسكرية عراقية. (ANADOLU)[ads3]