اكتشاف غريب قد يسهم في تفسير نشأة المجرات
يُنظر إلى الكون على أنه #فضاءٌ ضخمٌ يتوسع باستمرار، وتفترض نظريةٌ مثيرةٌ للاهتمام تُعنى بتوسع الكون نشوءَ الكون من التفرد، وهو ليس التفرد التقني الخاص بالذكاء الاصطناعي، بطريقةٍ تماثل نشوء المجرات من الثقوب السوداء.
ولم يدرك العقل البشري بعد معلومات كثيرة عن نشأة المجرات والثقوب السوداء ويواصل العلماء استكشافهم وتقييمهم لهذه النظرية المهمة. وتوضح دراسةٌ جديدةٌ نُشِرت في المجلة الفلكية عدة دلائل عن سلوك الثقوب السوداء في الكون.
فمنذ فترةٍ قريبةٍ كان العلماء يعتقدون أن وجود الثقوب السوداء فائقة الضخامة -إس إم بي إتش- يقتصر على المجرات الكبرى فقط مثل مجرة درب التبانة، ثم اكتشف فريق #جامعة_يوتاه الفلكي ثقبًا أسود فائق الضخامة في مركز مجرةٍ قزمةٍ فائقة الصغر، الأمر الذي يُعد نادرًا. والآن وجد الفريق ثقوبًا سوداء فائقة الضخامة في مركزي مجرتين قزمتين إضافيتين تسمى إحداهما “في يو سي دي 3” والأخرى “إم 950 سي أو”.
وبالإضافة لوجود تلك الثقوب السوداء الفائقة الضخامة في المجرات القزمة، فإن حجم هذه الثقوب يفوق حجم ثقب مجرة درب التبانة الأسود “الرامي أ” -الذي تبلغ كتلته أربع ملايين ضعف كتلة الشمس- وبين هذا قائد الباحثين “كريس آن” في مؤتمر صحفي لجامعة يوتاه “إذا تمعّنا في الأمر فسنجد أنه مذهلٌ حقًا” وفق ما اوردت شبكة مرصد المستقبل ، وأضاف “يبلغ حجم هذه المجرات القزمة الفائقة الصغر حوالي 0.1% من حجم مجرة درب التبانة، ومع ذلك فإنها تحوي ثقوبًا سوداء فائقة الضخامة أكبر من ذلك الموجود في مركز مجرتنا”.
وقد يسهم وجود الثقوب السوداء فائقة الضخامة في مراكز المجرات القزمة في الكشف عن سبب ضخامتها الغير متوقعة، فمثلًا يبلغ حجم الثقب الأسود في مجرة “في يو سي دي 3” حوالي 13% من كتلتها الكليّة، بينما يبلغ حجم ذلك الموجود في مجرة “إم 950 سي أو” نسبة 18% من كتلتها، مقارنةً بالثقب الأسود في مجرة درب التبانة الذي تبلغ كتلته 0.01% من كتلة المجرة كلها.
كما سيساعدنا هذا الاكتشاف على فهم نشأة المجرات فضلًا عن تعمقنا في المجرات السابق ذكرها. وأكد ذلك أنيل سيث في مؤتمرٍ صحفي قائلًا : “ما زال فهمنا لفكرة نشوء وتطور المجرات مع الزمن يشوبه النقصان،» ثم أضاف «قد تكون هذه المجرات ضالتنا لتوضح طريقة اندماج المجرات وتصادمها معًا”.
وتظهر الدراسة أيضًا أن المجرات القزمة ليست مجرد عناقيد نجمية، بل قد تكون بدايات مجراتٍ أكبر مثل التي نعيش فيها حاليًا.
واستطرد سيث قائلًا : “نعلم أن تطور المجرات ينجم عن اندماج وتداخل المجرات مع بعضها البعض باستمرار، فبينما نتحدث الآن تلتهم درب التبانة المجرات، وإن تصورنا العام -الذي لم يكتمل بعد- لتَشَكل المجرات هو اندماج المجرات الصغرى لتكوين مجراتٍ أكبر، إذ ستزودنا المجرات القزمة فائقة الصغر بخطٍ زمنيٍ أطول يساعدنا على دراسة أحداث الكون في الماضي”.[ads3]