داعش الأسد و 11 أيلول الأميركي
ما يقارب الـ16 عاماً تفصلنا عن أحداث 11 أيلول (سبتمبر) التي شنها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأميركية، حيث تغيرت السياسات الأميركية من العالم أجمع بعد تلك الكارثة، ومع تغير السياسات تغيرت مفاهيم ومصطلحات سياسية وفكرية، لكن تفكير القاعدة لم يتغير مثله مثل تفكير الطغاة جميعاً.
ومنذ أيلول 2001 وحتى تاريخه شهد العالم الكثير من الهجمات الإرهابية، تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها لم تكن مروعة كما أحداث أيلول.
شيء ما في الذهن الأيديولوجي عموماً والبعثـــي خصوصاً جعل أصحابه يرون في كل هذا الذي حدث في الغرب مسرحيات مفتعلة، مختلقة، ويبنون مصفوفات من التحليلات منطلقها أن تلك الأحداث الإرهابية اصطنعها الغرب من أجل محاربة أنظمة «الممانعة».
بعد انطلاق الثورة السورية في منتصف آذار (مارس) 2011 بساعات قليلة جهز نظام الأسد رواية مفادها أن الإرهابيين هم وراء ما يحدث، وقد استمر على الرواية ذاتها طوال فترة التظاهرات السلمية وما زال، إلى أن أقام داعش دولته في الرقة وظهرت جبهة النصرة بكل محاكمها الشرعية.
وإذا تركنا قليلاً وقائع الصلة العضوية بين نظام الأسد واستخباراته وعموم المتطرفين الإسلاميين، فإن واقعة قيام داعش بتأسيس كيان سمته «دولة» ما تزال عند الكثير من الجهات الأيديولوجية أيضاً مسرحية، لعبة. والغريب أن العالم، «القرية»، الذي ينقل الحدث خلال دقائق ما زال فيه أناس يتعاملون مع الكوارث السياسية من موقع أنها «مسرحية أو لعبة».
هنا علينا تماماً أن نعيد تأكيد بدهيات منها مثلاً أن داعش موجود كنظام سياسي على الأرض يطبق شرائعه وطرائقه، يذبح ويشنق ويدمر آثار وهو تهديد حقيقي للعالم أجمع. وكذا الحال مع جبهة النصرة التي غيرت اسمها ولكن لم تغير منهجها.
الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً يرون هذا المشهد بواقعية سياسية وهم منشغلون في الليل والنهار بكيفية مواجهة هذا الإرهاب، والصحافة الغربية تناقش هذا الواقع يومياً، ولا تزال الذاكرة الشعبية السياسية الأميركية ترتعد كلما ذكر اسم القاعدة أو داعش.
من هنا ارتكز نظام الأسد على هذه الجماعات المتطرفة التي حمته من السقوط، لا بل دعمها بكل ما استطاع، وصار يشرح للغرب مدى خطورتها على السلم العالمي، وفي نفس الوقت يذكرها الآن كحقائق مروعة وينسى أنه هو نفسه من كان يقول عن أحداث 11 أيلول أنها لعبة ومسرحية.
ولأن الأمور هكذا، ولأننا لا نراها على حقيقتها، ولا نواجه أسبابها الفكرية والثقافية العميقة، فإن سقوط داعش والأسد -وهو ما سوف يحصل- لا يضمن لنا عدم عودة داعش في مكان آخر أو عودة الأسد في هيئة مستبد جديد!
مصطفى علوش – الحياة[ads3]
كان لي صديق بعثي (وانا لست مثله) التقيت واياه عشية الحادث المرعب في نيويورك وبدأ يقص علي ردة فعله بعد سماع الخبر قال لي خرجت الى الشارع هاتفا الله اكبر ورقصت واشتريت حلوى وقدمتها فرحا بهذه الهجمة المباركة
قلت له ولكن الذي حصل كارثة وسوف يكون له ما بعده وقد يتغير مجرى التاريخ واني اخشى ان ندفع ثمن عمل لا شأن لنا به فاحتد وقال خليها تخرب الدنيا وشتم امريكا وعملاءها الى آخر الاسطوانة البعثية التي لا تخفى على سوري واحد
ومضت فترة زمنية واذا بنفس الشخص وبعد حضوره عدة اجتماعات لحزبه القائد اختلفت اقواله وبدأ يقول ان ما حصل هو من تدبير الموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الامريكية وليس بمقدور القاعدة ان تقوم بعمل كهذا وايضا الى آخر الاسطوانة البعثية التي لا تخفى على احد
الأكذوبة الأولى هي أكذوبة أن العالم أو أمريكا تغيرتا بعد 11 أبلول و يبدوا أن الناس نسيت مات سبق ذلك اليوم من مجازر بحق الفلسطينيين و العراقيين و غيرهم,من نسي مذبحة جنين التي قتل فيها 3000 فلسطيني ما زلت دمائهم تنتظر القصاص ممن قتلهم, من نسي أن مليوني طفل عراقي قتلوا نتيجة الحصار قبل ذلك اليوم, من نسي أن أمريكا دخلت إلى الصومال و كانت طائراتها المسيرة تقصف الناس في اليمن و أفغانستان أيضاً قبل ذلك اليوم.
في الحقيقة لم يتغير شيء سوى أن ما كان في السر بعض الشيء بات بالعلن.
أما الأكذوبة الثانية فهي مقولة أن داعش هي صورة عن نظام الأسد و أن قادتها جميعاً كانوا في سجونه و هو من أطلق سراحهم,و كأن باقي زعماء ما يسمون بالمعارضة كانوا خارج تلكم السجون, لو نظرتم لقادة المعارضة عدا ذوي الأصول البعئة أو الشيوعية فستخدون أن 90% منهم كانوا في سجون النظام و أغلبهم أطلق سراحه مع بدايات الثورة منهم علوش نفسه, فإذا كانت دواعش و النصرة صنيعة النظام فماذا بكتائب ما سمي بالجيش الحر ألم يكونوا خدم الأسد في جيشه من قبل, و ماذا عن رءووس و دهاقنة بائعي حلب و حمص و مفاوضي الأستانة أين كانوا و من أين أتوا.
فكروا ملياً قبل أن تقعوا من جديد, و لو عدنا لداعش لو كانت هي النظام لماذا تحاربها روسا و ايران مثلما تحاربها أمريكا ؟.