القضاء التركي يصدر مذكرات توقيف بحق مسؤولين في صحيفة معارضة

أصدر القضاء التركي الجمعة مذكرات توقيف بحق مالك صحيفة “سوزجو” المعارضة وثلاثة من موظفيها، بحسب الاعلام الرسمي، وذلك وسط تكثيف حملة القمع في اوساط وسائل الاعلام المعارضة.

ويتهم براق أكباي وثلاثة آخرون يعملون في الصحيفة بينهم المسؤولة عن الموقع الالكتروني مديحة أولغون بإقامة علاقات مع حركة الداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تطالب أنقرة بتسليمه لانها تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو 2016، بحسب وكالة الاناضول للانباء.

وتعتبر صحيفة “سوزجو” المناهضة للحكومة والمنادية بالعلمانية ويعني اسمها “المتحدث”، من أكثر الصحف التركية مبيعا. وشعارها “اذا صمتت سوزجو، فإن تركيا ستصمت”.

وأصدرت النيابة العامة في اسطنبول المذكرات بحق الاربعة وبينهم المراسل غوكمين اولو والمسؤول المالي يونكا كاليلي، بحسب تلفزيون “سي ان ان-ترك”.

واكدت وكالة الاناضول اعتقال اولغون بينما يتواجد أكباي خارج البلاد. واشارت “سي ان ان-ترك” الى وجوده في لندن.

الا ان اسماعيل يلماز محامي الصحيفة نفى صدور مذكرات اعتقال، وقال لوكالة دوغان الخاصة للانباء ان مذكرات صدرت لمصادرة وتفتيش متعلقات المسؤولين في الصحيفة.

وأكد يلماز أن اولغون قيد الاحتجاز إلا أن ذلك يمكن أن يكون له علاقة بتحقيق آخر، بحسب ما نقلت عنه دوغان.

ورغم نفي يلماز إلا ان مدعي عام اسطنبول عرفان فيدان اكد العملية ضد “مدراء سوزجو” وقال “هناك مذكرات اعتقال، وكذلك اعتقالات”.

الا ان فيدان لم يكشف عن تفاصيل واكتفى بالتصريح لوكالة دوغان ان “مالك الصحيفة وبعض العاملين فيها” يخضعون للتحقيق.

– علاقة مع غولن؟

يتهم الاربعة ب”ارتكاب جرائم باسم منظمة ارهابية مسلحة” في اشارة الى حركة غولن، بحسب تلفزيون “سي ان ان ترك”.

وتشير تركيا الى الحركة باسم “منظمة فتح الله الارهابية”، إلا أن غولن ينفي بشدة أن يكون قد امر بالانقلاب، كما تنفي حركته تهم الارهاب.

وافاد تلفزيون “سي ان ان ترك” ان المشتبه بهم مطلوبون لعلاقتهم بمقال نشر على الانترنت في نفس يوم المحاولة الانقلابية في 15 تموز/ يوليو، وبين التهم الموجهة لهم “تسهيل هجوم حقيقي على الرئيس″.

وكشف المقال المعني تفاصيل عن مكان وجود الرئيس رجب طيب اردوغان لتمضية عطلة في منتجع مرمريس، بحسب “سي ان ان ترك”، كما نشرت صورا للفندق حيث كان يقيم.

وذكر مراسل الصحيفة في ازمير اولو انه لم يأت احد إلى منزله وأنه علم بأمر مذكرات الاعتقال من الاعلام، بحسب التلفزيون.

وقال “لقد حاربنا ضد منظمات ارهابية ومنظمة فتح الله الارهابية. وبوصفنا صحافيون فقد قلنا الحقيقة عندما ارتكبت هذه المنظمة اخطاء بحق البلاد”.

وصحيفة “سوزجو” هي ثاني يومية يتم استهدافها بعد اتهام 20 من موظفي صحيفة جمهوريت بموجب قانون الطوارئ الذي فرضته السلطات عقب المحاولة الانقلابية.

وفي بعض الاحيان تهاجم اردوغان بشدة، كما ينظر الاتراك الليبراليون المنتقدون للرئيس بعين الشك الى صفحاتها الاولى الغاضبة.

ويتناقض نهجها الصارخ عن نهج صحيفة جمهوريت التي تتبنى لهجة اكثر اعتدالا وتعتبر واحدة من اقدم الصحف التركية.

– “صوت ضمير تركيا”

تأتي مذكرات الاعتقال بحق سوزجو فيما تكرّم مؤسس جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال اتاتورك تحت عنوان “يوم اتاتورك والشباب والرياضة”.

وردا على ذلك، قال اوغور دوندار الكاتب في صحيفة سوزجو على تويتر “في يوم وطني تحدث اعتقالات في صفوف سوزجو. سأذهب الى صحيفتي سوزجو. وإذا كانت سوزجو هي منظمة فتح الله الارهابية فإن الجميع في تركيا هم من منظمة فتح الله الارهابية”.

وفي عددها الجمعة نشرت صحيفة سوزجو على صفحتها الاولى صورة كبيرة لاتاتورك وتحتها عنوان “أعظم زعيم خلال 100 عام”، اضافة إلى صورة عيني اتاتورك المعتادة التي تنشر الى جانب اسم الصحيفة.

وأصدرت الصحيفة بيانا يعبر عن التحدي على موقعها، يشير الى “ضرورة عدم التشكيك في أن سوزجو لن تبقى صامتة. وستستمر أن تكون صوت ضمير هذا البلد”.

وطبقا لموقع “بي 24″ لحرية الصحافة تعتقل السلطات 165 صحافيا، اوقف معظمهم في اطار حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ المحاولة الانقلابية.

وتحتل تركيا المرتبة 155 من بين 180 بلدا على مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” لحرية الصحافة العالمية 2017. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها