ابتكار طبي يجعل مرض ” الإنفلونزا ” مرئياً للعين المجردة

مقارنةً بـ #أمراض_القلب و #السرطان، يبدو مرض الإنفلونزا أقل خطورة منهما، إلا أنه وفي بعض الحالات قد يكون قاتلاً، حتى بالنسبة للأشخاص الذين في مقتبل العمر، والذين يتمتعون بصحة جيدة.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة لعدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض، فإن مراكز مكافحة الأمراض رجَّحت أن الأرقام السنوية تتراوح بين 12.000 و56.000 حالة وفاة بسبب الإنفلونزا.

والجدير بالذكر أن هذه الأرقام قد سجلت في الفترة ما بين عامي 2012 و2013 وذلك في الولايات المتحدة الأميركية فقط.

ويمكن أن يُحدث التشخيص السريع والمبكر للمرض فرقاً كبيراً على حياة المصابين به. وفي هذا الصدد، توصلت مجموعة من العلماء في جامعة نوتردام الأميركية إلى اختراع وسيلة سهلة وحديثة لاكتشاف الفيروس. وتعرف هذه الطريقة بـ”اختبار التوهج” وفق ما اوردت هافينغتون بوست عربي، يصاب الإنسان بعدوى الإنفلونزا فور دخول الفيروس إلى جسمه والتصاقه بالخلايا المبطنة للجهاز التنفسي، ويمرُّ الفيروس بعدة مراحل حتى يتغلغل في الجسم بشكل كامل.

ويلعب كل من بروتين الهيماغلوتينين والنيورامينيداز، دوراً رئيسياً أثناء هذه العملية، وحتى يقتحم الفيروس هذه الخلايا، لا بد أن يربط نفسه بإحدى المستقبلات، وفي هذه الحالة يعد حمض السياليك الذي يوجد بالأساس على سطح هذه الخلايا، المستقبل الملائم لهذا الفيروس، في حين يتولى بروتين الهيماغلوتينين مهمة خلق رابط بين الفيروس وهذا الحمض.

وبمجرد استقرار الفيروس على أحد هذه المستقبلات، تمتص الخلايا المبطنة الفيروس في إطار عملية تُعرف بـ”الالتقام الخلوي”، وعقب ذلك يقوم الفيروس بتوظيف الآلية التي تعمل وفقها الخلية حتى يتكاثر.

وعقب عملية التكاثر تظهر جسيمات فيروسية، تكون بالأساس مغلفة بحمض السياليك الذي يجب التخلص منه قبل انفصالها عن الخلية المضيفة، لتجنب تكتل هذه الجسيمات مع بعضها البعض، وبالتالي الحد من حركتها.

هنا يأتي دور النيورامينيداز المسؤول عن إزالة حمض السياليك عن الجسيمات الفيروسية، حتى تتمكن من غزو خلايا أخرى داخل الجسم.

لذلك، تم تصميم اختبار من قبل برادلي سميث وفريقه في جامعة نوتردام، من شأنه أن يمكن الأطباء من تعقب بروتين النيورامينيداز، وفي حالة اكتشاف وجود هذا البروتين، يمكن الإقرار بإصابة المريض بفيروس الإنفلونزا.

أما في حال تناول المريض دواء يحتوي على مضادات فيروسية على غرار تاميفلو (أوسيلتاميفير) أو زاناميفير (ريلينزا) التي تعمل على تعطيل عمل النيورامينيداز، فيترجم وجود هذا البروتين في الجسم إلى عدم فاعلية الوصفة الطبية المتبعة.

في الواقع، طوَّر الباحثون جزيئاً صبغياً ينبعث منه ضوء مشع أحمر في حال وجود بروتين النيورامينيداز وضوء أزرق في حال انعدامه، وبالإضافة إلى التحقق من وجود النيورامينيداز، يسمح هذا الاختبار للأطباء بالتأكد من فاعلية الدواء الذي تم وصفه لعلاج فيروس الإنفلونزا.

وأكد القائمون على هذه الدراسة على ضرورة تحلي الأطباء بالقدرة على الكشف عن إصابة المريض بالعدوى في وقت قياسي، نظراً إلى أن الأدوية المضادة للنيورامينيداز لا تكون فعالة خلال الـ48 ساعة الأولى من انتقال العدوى.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الباحثون إلى أن الاختبار يتميز بقدرته على مساعدة الأطباء في عملية تحديد الدواء الأفضل في حال تعدد خيارات العلاج.

وفي إطار التجارب التي أجراها الباحثون لتطوير هذا الاختبار، تم مزج عينات تحتوي على الجزيء الصبغي والنيورامينيداز مع كل من تاميفلو وزاناميفير، ثم إنارتها باستخدام مصباح يدوي أو مؤشر الليزر الأزرق.

وعلى ضوء هذه التجربة، استنتج الباحثون أن التوهج الأحمر يشير إلى فشل الدواء في إيقاف الفيروس، في حين أن التوهج الأزرق يشير إلى أنه تم إيقاف الإنزيم من الانتشار ووصول المريض إلى بر الأمان.

من بين الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض الإنفلونزا، احتقان وألم بالحلق، والذي عادة ما يختفي بعد يوم أو اثنين، سيلان الأنف، الكحة والتي تبدأ في اليوم الرابع أو الخامس للإصابة بالعدوى، وقد تمتد الأعراض للإصابة بارتفاع درجة الحرارة والحمى.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها