المحافظون يخسرون الغالبية في البرلمان البريطاني .. و زعيم حزب العمال يطالب تيريزا ماي بالاستقالة
خسر حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي الغالبية المطلقة في البرلمان في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الخميس في بريطانيا، بحسب النتائج الرسمية الصادرة الجمعة.
وكشفت النتائج شبه النهائية أن المحافظين في الطليعة لكنهم خسروا نحو 15 مقعدا بينما فازت المعارضة العمالية بنحو ثلاثين مقعدا. ما يشكل ذلك هزيمة شديدة لماي التي دعت إلى انتخابات تشريعية مبكرة أملا بتعزيز غالبيتها في البرلمان وإطلاق يدها في مفاوضات بريكست.
لكن حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن الذي قاد حملة وصفت بأنها ناجحة أحبط خطط ماي. ودعا كوربن ماي على الفور إلى الاستقالة.
وقال كوربن متوجها إلى ناخبيه في وقت مبكر الجمعة “لقد خسرت (ماي) مقاعد (عائدة إلى) المحافظين، وخسرت الدعم والثقة. هذا كاف من أجل أن ترحل وتفسح المجال لحكومة تُمثّل حقاً” البريطانيين.
حتى في صفوف المحافظين، اعتبرت الوزيرة السابقة آن سوبري أن على ماي التفكير في الاستقالة مضيفة أنها “في وضع صعب للغاية”.
تراجع الجنيه الاسترليني
فور إغلاق مراكز الاقتراع، أدى نشر الاستطلاعات الأولية إلى تراجع الجنيه الاسترليني في نيويورك إزاء اليورو والدولار على حد سواء. وعلق توني ترافرز من “لندن سكول أوف ايكونوميكس” أنه “يبدو أننا سنشهد زعزعة للاستقرار وسيكون من الصعب على الحكومة البريطانية التفاوض حول بريكست من موقع قوة”.
وبات على المحافظين تشكيل تحالف حكومي مع حزب آخر كالوحدويين الإيرلنديين أو الاكتفاء بتشكيل حكومة أقلية، وفي الحالتين فإن المفاوضات ستستمر أسابيع عدة ما قد يوجه ضربة قاسية إلى الجدول الزمني لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر ماين فين من جامعة وورويك أن بريطانيا “أمام مرحلة من التحالفات أو بصدد انتخابات جديدة” والنتيجة “ستتم إعادة النظر بكل المقاربة المتعلقة ببريكست”.
في اليسار، مني الانفصاليون الاسكتلنديون بخسائر فادحة وانتقلوا من 54 مقعدا إلى 34، بحسب النتائج شبه النهائية. كما هزم المسؤول الثاني في الحزب آنغوس روبرتسون وزعيمهم السابق اليكس سالموند في معقليهما.
أما الليبراليون الديموقراطيون المؤيدون للاتحاد الأوروبي فكسبوا 4 مقاعد، بحسب هذه النتائج. وكانوا حذروا مساء الخميس من أنه “لن يكون هناك تحالفات أو اتفاقات” مع أحزاب أخرى”. وخسر حزب يوكيب المعادي لأوروبا مقعده الوحيد.
حملة ناجحة لكوربن
وكانت ماي دعت إلى الانتخابات التشريعية المبكرة في نيسان/أبريل على أمل كسب تفويض أكبر معولة على استطلاعات الرأي التي أعطت حزبها تقدما بـ20 نقطة على العماليين.
إلا أن كوربن خاض حملة نشطة كثف خلالها اللقاءات مع الناخبين، مستغلا أخطاء ارتكبتها ماي خصوصا حول الضمان الاجتماعي.
وطغت خلال هذه الحملة مسألة الضمان الاجتماعي والأمن على موضوع بريكست بعد تعرض البلاد لثلاثة اعتداءات في أقل من ثلاثة أشهر. إلا أن مسألة بريكست كانت حاضرة في أذهان العديد من الناخبين عند إدلائهم بأصواتهم. (AFP)[ads3]