كوكايين أصالة : إذلال الشماتة وتركيعها

أحدٌ لا يعرف ظروف الآخر وكيف يدور دولاب المرء. كوكايين في حقيبة ماكياج #أصالة يستدعي الجلّادين لإطلاق الشتيمة. ألسنة تنطق بالقبح والشماتة وإهانة الإنسان. على المفرق، ثمة مَن يتربّص في انتظار الوقت المناسب. يتراءى خبر توقيف الفنانة السورية ذريعة للانقضاض عليها وتلقينها درساً في مفهوم الموقف. كأنّها الآن تنال عقابها على قاعدة “يمهل ولا يهمل”. تهمة الكوكايين غير كافية للصخب. هي بمثابة مقبّلات قبل الوليمة. الجلّادون يتمتّعون بنبش الماضي والتذكير بأنّ الأثمان باهظة. تسديد التكاليف لن يكون دفعة واحدة. رحلة طويلة من الوجع النفسي وآلام الأعصاب.

“اكتشاف” تعاطي أصالة المخدرات، يقابله تستّر أو تغاضٍ أو عدم دراية بجوّ بعض الوسط الفني المتعاطي من تحت الطاولة لإخفاء البصمات، كما أسماء التصق بها انطباع الإدمان، لكنّ أحداً لم يتفوّه بحرف. “الدنيي كلها وسايط”، تقول إنجو ريحان بلحظة كوميدية رائعة. تجار مخدّرات يجنون ثروات، يندسّون بين الطلاب، يحرّكون مسارات الحرب، ورغم ذلك، لا تطالهم يد. القانون اللبناني للضعفاء. لمَن هم بلا ظهر سياسي، بلا واسطة، بلا رجل يركل الباب فيُنهي المسألة بكلمة. ستّة أشهر عقوبة السجن لمن يُقبض عليه مع غرامين من الكوكايين. القانون استقواء على الفقراء وضحايا مجتمع الجَلْد والإدانة وأحكام القيمة. وإلا تُلملم القضية من دون ضجيج يشوّه السمعة ويهدّد العلاقات.

التعاطي وجعٌ تدفع ثمنه النفس، لا جريمة تستدعي ردود أفعال مزلزلة. طمأنينة المجتمع وإحساسه بالخطر ليسا وقفاً على غرامين أو ثلاثة أو خمسة من المخدرات في حقيبة مكياج أصالة. المدمن مأساة ذاته قبل المحيطين به والخائفين من “الفضيحة”. نقاش آخر “ضرورة” الخضوع للعلاج والاستعداد للشفاء. المسألة أبعد من فنانة مقبوض عليها بتهمة المخدرات. هي في الأكذوبة الاجتماعية وتحوّل الجميع فجأة إلى قضاة. وفي “إعدام” المتهم من دون تردّد. وشهوة الثأر. المسألة في الشماتة المقزّزة وإرسال البشر إلى المقصلة. تُطرح أسئلة في السياسة وتحيّن الفرص لـ”الانتقام” من أصالة. المشهد العام لا يوحي بالبراءة وبأنّ ما حدث مصادفة. حسنٌ أنّ مطار بيروت يقوم بواجبه والعيون صاحية. لكن ماذا عن “الكبار”؟ عن الصفقات المرعبة وجنون التهريب؟ والمطلوبين والعجز حيال حجم الخطر؟ التكاليف تفوق غرامات الكوكايين. الإذلال والتركيع لعنتان خبيثتان، وأصالة تعلم وتتحمّل.

فاطمة عبد الله -النهار اللبنانية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

  1. حزب الشيطان في لبنان هو المنتج الاول للمخدرات على مستوى العالم .. لذلك لا ينبغي لاتباع حزب الشيطان أن يتحدثو عن تعاطي أحد خصومهم للمخدرات ، لانهم بذلك يتهمون أنفسهم قبل خصومهم !!

  2. طمأنينة المجتمع وإحساسه بالخطر ليسا وقفاً على غرامين أو ثلاثة أو خمسة من المخدرات في حقيبة مكياج أصالة مابعرف قديش بدك ياها تكون حاطه في حقيبتها كيلو مثلا غرامين او ثلاثه متل كيلو او اكثر
    اصاله مذنبه لعددة اسباب لانها تدعي المثالايات وتاني شئ هي معتبره حاله قدوه لغيرها وتالت شي عم تتعاطى المخدرات في شهر رمضان بس يمكن الحق مو عليها الحق على المصريين العلموها التحشيش ………..ورقصني ياكدع

  3. الكل بيعرف
    أن هذه الأفعال الخسيسة والدنيئة هي من أفعال حزب الشيطان وبأوامر من المخابرات السورية الغبية المسرحية كانت هزلية مؤلفين هواة من الدرجة الثالثة ومخرجين فاشلين سقطوا أخلاقيا في مطار رفيق الحريري والذي هو معروف محتل من قبل حزب الشيطان المجوسي
    واذا كانت لبنان مثل بقية الدول فالتجار معروفين من أنصار حزب الشيطان والمزارع معروفة من قبل حزب الشيطان
    ظبطوا خمس غرامات ولم يروا الأطنان
    فعلا قتل شعب مسألة فيها نظر وقتل أمرء في غابة جريمة لا تغتفر

  4. أيواااااااااااا …. يعني إذا في ناس عم تهرب كميات كبيرة من الخدرات بيكون لا مشكلة في غرامين أو ثلاثة أو خمسة من المخدرات !!!!!!

    شو المعيار هون ؟؟!! هي مخدرات !!!!

    و سامحونا

  5. طبعا لأنو اصالة من نفس هوا عكس السير قرأنا مقالة بكل شفافية وواقعية والقانون بجررم غرامين ومو شايف اطنان و ….. الخ
    بس ياترى لو كان ابو ديع جورج وسوف انمسك معو نص غرام ، اشلون رح تكون المقالة ياعكس السير.