انهيار متواصل لبقايا جيش الأسد .. تنظيم ” داعش ” يسيطر على مدينة تدمر و غموض يكتنف مصير سجنها الشهير ( فيديو )

على نحو مفاجئ، انسحبت قوات بشار الأسد من مدينة تدمر التي قالت وسائل إعلام النظام إنها تحت سيطرة “القوات الباسلة”، ليسيطر عليها تنظيم “داعش” بشكل شبه كامل.

وقال ناشطون معارضون لعكس السير إن المدينة بحكم الساقطة كلياً، باستثناء بعض الجيوب التي انتهى العديد منها إلى استسلام العناصر الذين لم يتمكنوا من الفرار.

وبعد ساعات من زيارة محافظ حمص للمدينة، وتأكيد الإعلام النظامي أن لا خطر عليها، تقدمت أرتال تنظيم “داعش” رويداً رويداً، وبدأت بقضم الأحياء واحداً تلو الأخر، وسط انسحابات متتالية لقوات النظام، انتهت بالخروج من المدنية، إلى مناجم الفوسفات في الصوانة وخنيفيس.

وقالت معرفات تابعة لـ “داعش” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إن التنظيم فرض سيطرته على كامل أحياء المدينة، وما تحويه من مقار أمنية وعسكرية تم إطلاق سراح معتقليها، كما سيطر أيضاً على كميات كبيرة جداً من الأسلحة والذخائر المكدسة داخل مستودعات التسليح.

وفيما لا يزال مصير “سجن تدمر” الشهير مجهولاً، لعدم ورود معلومات مؤكدة عنه من مصادر مستقلة، قالت مصادر “داعش” الميدانية إن الدولة حررت السجن، وأصبحت المدينة كاملة بقبضتها، دون الإشارة إلى مصير السجناء.

وبث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر إحراق أهالي تدمر إلى جانب مقاتلي التنظيم، لصورة كبيرة لبشار الأسد، قيل إنها داخل السجن.

ويقول ناشطون معارضون في ريف حمص، إن “السجن الأثري”، والذي يعتبر من أشهر سجون التعذيب التي تعرض فيها مئات الآلاف من السوريين لهمجية وإرهاب نظام آل الأسد، قد تم إفراغه من السجناء السياسيين الذين نقلوا إلى صيدنايا.

وتذهب مصادر أخرى للقول، إن السجن أحيل إلى التقاعدة بشكل شبه كامل قبل عام من الآن، ولا يستبعد أن يكون فارغاً.

من جهتها، قالت وسائل إعلام النظام بعد سقوط المدينة، إن قوات الدفاع الشعبي تنسحب من أحياء تدمر بعد تأمين خروج معظم سكانها المدنيين لانقاذهم من وحشية داعش التي دخل ارهابيوها الى المدينة باعداد كبيرة ويحاولون الدخول الى المواقع الاثرية والتحصن داخلها”.

وحاول الإعلام النظامي التغطية على الانسحاب، بتحويل الأنظار إلى الآثار التي سيستبيحها التنظيم ناقلاً عن مديرية الآثار والمتاحف قولها إن “الجيش السوري وقوات الدفاع الشعبية يدافعون عن مكانة تدمر الأثرية والإنسانية نيابة عن العالم أجمع”.

وأضافت المديرية أن “تدمر مدينة أثرية عالمية والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية للحفاظ على تدمر وآثارها من مسلحي داعش”.

يذكر أن المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم، قال في أحدث تصريحاته إن 99 بالمائة من القطع الأثرية السورية موجودة ومخبئة في أماكن آمنة، مشيرا إلى أن المتاحف السورية لم يسرق منها سوى واحد بالمئة فقط.