في يوفنتوس .. رحيل الأعمدة يخلف ألماً لكنه لا يترك فراغاً في الفريق

صنع انتقال المدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي من نادي #يوفنتوس إلى نادي أي سي ميلان الحدث في وسائل الإعلام المحلية والعالمية ، نظراً لقيمة إنتقاله التي وصلت إلى 40 مليون يورو، وأيضاً لاختياره وجهته الجديدة بعدما فضل “الروسونيري” عن بقية الأندية الأوروبية ، إضافة إلى الفراغ الذي قد يتركه رحيله في دفاع “السيدة العجوز” الموسم المقبل بالنظر إلى وزنه وتأثيره في صفوف الفريق.

صحيفة “توتو سبورت” الإيطالية المقربة من نادي يوفنتوس نشرت تقريراً تزامنًا مع رحيل بونوتشي عن مدينة تورينو ، استعرضت من خلاله الانتقالات السابقة لأعمدة الفريق، والذين قرروا الرحيل والانتقال داخل إيطاليا وتحديداً إلى أحد الغريمين نادي أي سي ميلان أو نادي إنتر ميلان ، أو حتى باختيارهم لوجهات خارجية منذ التسعينات من القرن المنصرم.

وعلى الرغم من أن الصحيفة وصفت تلك الانتقالات بالمؤلمة لكونها لامست كبار الأسماء التي صنعت أفراح أبناء “السيدة العجوز” ، بحسب ما نقلت صحيفة إيلاف، حيث بقى الفريق ينافس على كافة البطولات ويحقق نتائج كبيرة وإنجازات هامة، بعدما حقق مكاسب مالية من تلك الانتقالات ساعدته على انتداب لاعبين آخرين نجحوا في سد أي فراغ خلفه رحيل هؤلاء النجوم .

ورغم أن الصحيفة سقط عن تقريرها أحد أهم الأسماء الإيطالية، إلا أن صحيفة “إيلاف” تحرص على تذكيرها لعشاق “السيدة العجوز ” بهذا الإسم ، وهو مايسترو خط الوسط والنجم الإيطالي روبرتو باجيو الذي جاء إلى مدينة تورينو في صيف عام 1990 من نادي فيرونتينا، حيث بقي مع “البيانكونيري” حتى عام 1995 ، بعدما حقق باجيو خلال الأعوام الخمسة التي قضاها في “اليوفي” إنجازات كبيرة منها لقب كأس الاتحاد الأوروبي وكأس ايطاليا والدوري المحلي، قبل أن يقرر الرحيل عنه في صيف عام 1995 ، واختيار الانضمام إلى الغريم نادي ميلان .

وربما لم يشعر عشاق “السيدة العجوز” بالألم الذي واكب رحيل الأسطورة الإيطالية، نظراً لبروز النجم الإيطالي أليساندرو دل بييرو ، ونجاح الفريق في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا بعد عام واحد من رحيل باجيو في عام 1996 ، في وقت كان صاحب الكرة الذهبية لعام 1993 يعاني الأمرين في صفوف ميلان.

الرامبو الإيطالي

وفي صيف عام 1997 قرر المهاجم الإيطالي المتألق كريستيان فييري، ترك نادي يوفنتوس بعد عام واحد فقط من انتقاله إلى صفوفه قادماً من نادي أتالانتا مقابل 7 مليارات ليرة ايطالية، ليبيعه إلى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 34 مليار ليرة إيطالية .

هذا وحقق فييري مع “اليوفي” لقب الدوري الإيطالي، ووصافة دوري أبطال أوروبا ، حيث كان من الغريب انتقاله إلى مدريد، لأن الدوري الإيطالي وخاصة نادي يوفنتوس كانوا الوجهة المفضلة لألمع الأسماء الكروية في تلك الفترة .

وفي غياب فييري، نجح يوفنتوس في التتويج بلقب “الكالتشيو” ونيل وصافة دوري أبطال أوروبا.

الغزال الفرنسي

ولم يمكث المهاجم الفرنسي تيري هنري مع يوفنتوس سوى أشهر قليلة بعدما استقطبه من نادي موناكو الفرنسي مقابل 11.5 مليون يورو في صيف عام 1999 ، ليبيعه إلى نادي أرسنال الإنكليزي في الميركاتو الشتوي الموالي لقاء 10 ملايين جنيه إسترليني ، بعدما عجز “الغزال الأسمر” عن حجز مكان ثابت في التشكيلة الأساسية لـ”البيانكونيري” .

الأسطورة الفرنسية

وقرر النجم الفرنسي زين الدين زيدان ترك يوفنتوس والانتقال إلى نادي ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2001 ، في صفقة لا تزال تصنف ضمن أغلى التعاقدات في التاريخ، بعدما دافع عن ألوان “السيدة العجوز” لستة مواسم .

ولم يترك رحيل زيدان المؤلم أي فراغ في وسط ميدان يوفنتوس، الذي نجح في الموسمين المواليين في استعادة لقب الدوري الإيطالي عامي 2002 و 2003 ، فيما حقق وصافة دوري أبطال أوروبا.

السلطان السويدي

رفض المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أن يلعب في دوري الدرجة الثانية الإيطالية، بعد فضيحة التلاعب في نتائج المباريات التي عرفت بـ “كالتشيو بولي” ، والتي أطاحت بنادي يوفنتوس من الدرجة الأولى للثانية في عام 2006 ، حيث قرر “السلطان السويدي ” ترك “اليوفي” و الانتقال إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي مقابل 25 مليون يورو ، بعدما كان مسيرو “السيدة العجوز” قد انتدبوه من نادي أياكس أمستردام الهولندي في عام 2004 نظير 16 مليون يورو.

الصخرة الإيطالية

وبدوره، اقدم المدافع العملاق فابيو كانافارو على التخلي عن يوفنتوس، من أجل الانتقال للعب خارج إيطاليا عبر بوابة نادي ريال مدريد الإسباني مقابل 7 ملايين يورو.

ورغم رحيل المهاجم السويدي والمدافع الإيطالي، إلا ان نادي يوفنتوس نجح في العودة إلى دوري الأضواء بعد موسم واحد فقط من الهبوط لمصاف دوري الدرجة الثانية .

الأباتشي الأرجنتينية والملك التشيلي

وفي صيف عام 2015 وفي أعقاب خسارة يوفنتوس للمباراة النهائية على لقب دوري أبطال أوروبا أمام نادي برشلونة الإسباني ، والتي أفسدت حلمه بتحقيق “الثلاثية ” بعدما كان قد احرز ثنائية “الدوري و الكأس” المحليتين، شهد الفريق نزيفاً حاداً ومؤلماً خاصة برحيل لاعب الوسط التشيلي ارتورو فيدال نحو نادي بايرن ميونيخ الألماني مقابل 37 مليون يورو بعدما كان قد اشتراه “اليوفي” من نادي باير ليفركوزن الإلماني لقاء 10.5 ملايين يورو، وكذلك مغادرة المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي قرر العودة إلى ناديه الأصلي بوكا جونيورز الأرجنتيني.

وعلى الرغم من أن الثنائي كانت له إسهامات كبيرة في تتويج الفريق بالثنائية المحلية والوصافة القارية، إلا أن رحيلهما ترك آلامًا لدى جماهير النادي ، دون أن يخلف ذلك فراغًا فنياً في صفوفه ، بدليل أن الفريق حافظ على هيمنته المحلية قبل أن يستعيد وصافته القارية في عام 2017.

المايسترو الفرنسي والهداف الإسباني

وشهد صيف عام 2016 رحيل اثنين من ابرز لاعبي يوفنتوس بعدما كان لهما دور مؤثر في استرجاع بريقه ، أولهما لاعب الإرتكاز الفرنسي بول بوغبا الذي عاد إلى نادي مانشستر يونايتد في أغلى صفقة بلغت قيمتها 105 ملايين يورو ، بعدما كان النادي قد تعاقد معه مجاناً في عام 2012 ، وثانيهما المهاجم الإسباني ألفارو موراتا الذي عاد هو الآخر إلى نادي ريال مدريد مقابل 30 مليون يورو ، بعد عامين من الإعارة كلفت خزينة “السيدة العجوز” ما يقارب من 20 مليون يورو.

ورغم تأثير هذا الثنائي إلا أن يوفنتوس حافظ على مكانته في إيطاليا وأوروبا ، فنال لقبي “الدوري والكأس ” المحليتين، ووصافة دوري أبطال أوروبا.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها