برنامج تلفزيوني سويدي يتمكن من نقل “شهادات مخيفة” لسيدات من الرقة

بعد محاولات عدة نجح برنامج “أجندة” السويدي في تسريب المقابلات التي أجراها مع عدد من السوريات المقيمات في الرقة، ولصعوبة التصوير في الخارج استخدم البرنامج التلفزيوني مشاهد سابقة صوّرها تنظيم “داعش” ضمن حملاته الإعلامية عن المدينة وبعض ما يجري فيها من عمليات قتل وقطع رقاب سوريين أدينوا في محاكمهم بجرائم مختلفة؛ مثل الكفر وارتكاب الفواحش وغيرها، فيما حرص معدوه أثناء تصويرهم للمقابلات على حجب هوية المتحدثات (الأسماء منتحلة والوجوه غير مكشوفة).
وعلى رغم الطوق الأمني المفروض على المدينة التي أعلنها تنظيم “داعش” مركزاً لخلافته، قبلت المجموعة بشجاعة الحديث عن حياتهن في ظل وجود “داعش”وتقديم وصف حقيقي لطبيعة الحياة في المدينة وكيف تعيش النساء تحت ثقل القوانين المتشددة التي يفرضها التنظيم عليهن والتي حولت حياتهن إلى كابوس وخوف من المشي في الشوارع، كما قالت ندى. “نتعرض باستمرار لتفتيش وتدقيق شرطة «الحسبة» وغالبية طاقمها من الأجنبيات اللواتي قدمن من خارج سورية ووضعن شروطاً وقوانين صارمة وكثيرة فيمكن أن تدان أي امرأة مهما حاولت التقيد بقواعد الملبس، بخرق ما لها، ووقتها قد تُنقل إلى مراكز تابعة للحسبة لتتعرض هناك للضرب والتوبيخ بطريقة مذلة”، وفق صحيفة “الحياة”.

أما عن مشاهد الموت اليومي في المدينة فتصفها ندى بالرهيبة وأكثر ما يخيفها فيها اعتياد الناس على مشاهد الإعدامات وقطع الرؤوس وبوجود الأطفال. “صار مشهد الناس وهي تتجمع لرؤية عمليات تنفيذ أحكام الإعدام عادياً ولكن أكثر ما يرعبني هو مشاهدة الأطفال لتلك العمليات البشعة والتي تترك أثرها في نفوسهم”. وعن سؤال معدة البرنامج حول ما إذا ستبقى في المدينة أم تفكر في تركها؟ أجابت: “من أجل أطفالي أفكر في تركها، فالحياة لم تعد تطاق هنا والرقة ما عادت كما هي، بل مُسخت وصرنا فيها غرباء… أنفاسنا فيها محسوبة علينا”.

تنطلق ريم من حيث انتهت مواطنتها وتصف تفاصيل الحياة اليومية في مدينتها بأنها حياة أموات يطغى عليها اللون الأسود، بعدما غابت بقية الألوان كما غاب عنها التنوع الذي عرفت به. أما صعوبات العيش فهي في ازدياد. “الحياة صارت أصعب بعد بدء هجوم قوات التحالف على المسلحين، فأسعار المواد الغذائية ارتفعت والكهرباء دائمة الانقطاع وشح الماء مستمر والأسوأ إغلاق المدارس، فأطفالنا اليوم في البيوت ولا يتعلمون إلا الدروس الدينية في بعض مراكز تعليم داعش وتسليتهم الوحيدة مشاهدة الإعدامات. أما ألعابهم فيغلب عليها الموت والجيش والدم”.

تقدم السوريات صورة مكثفة لطبيعة الحياة في مدينتهن ويقدمن عرضاً لنشاطات يقمن بها ضمن إطار عمل منظم في حدود ما تسمح به الظروف التي يعشن في ظلها ويركزن في شكل خاص على تولي مهمة تعليم أطفالهن في المنازل والتوعية بمخاطر الزواج المبكر وأشكال الاستغلال الجنسي واختطاف الصبايا والعنف الأسري المعكوس عن العنف الخارجي السائد في ظروف استثنائية يمر بها المجتمع، إضافة إلى صلة بعضهن بالمنظمات والناشطات على الحدود التركية والعراقية خصوصاً أن كثيرات من نساء الرقة هربن إلى تلك الوجهات المجاورة.

“شهادات مخيفة” هكذا سمى البرنامج الحلقة الخاصة بنساء الرقة ومن أجل تكملة موضوعه التقى رئيسة جمعية “المرأة للمرأة” لينا آغ التي تعمل مع بعض المنظمات النسوية السورية وتساند عمل الناشطات المدنيات في الرقة وغيرها من المناطق المجاورة. وحول السؤال عن صلتها بنساء الرقة بعد عرضها تقريراً عن أحوال المرأة في سورية قدمته المنظمة خلال الشهر الماضي، أجابت: “ليست كثيرة لصعوبة الاتصال بهن ولهذا يجري العمل في شكل أكبر على حدودها أو الحدود التركية، لكننا نتابع تحركاتهن ونشخص الأدوار الاستثنائية التي تقع على عاتقهن ونحاول مساعدتهن على تجاوزها، فالمرأة السورية اليوم تعيش الظروف ذاتها التي عاشتها نساء أخريات قبلها مررن بتجربة الحرب”.

وبحسب تقرير المنظمة فإن النساء السوريات لسن ضحايا الأوضاع التي يفرضها التنظيم عليهن فحسب، بل تقع على عاتقهن مسؤولية رعاية عائلاتهن بالدرجة الأولى في ظل غياب الرجل عن البيت. ومن هذا الباب تدخل المنظمة وبحسب إمكاناتها إلى السوريات في معسكرات اللاجئين خارج البلاد واللواتي بدورهن يوصلن ما يحصلن عليه إلى أخواتهن في الداخل. “نوصل محتويات الدروس التعليمية التي تركز على توعية النساء بحقوقهن والأساليب الناجعة التي ينبغي لهن الأخذ بها لمعالجة المظاهر التدميرية للمرأة والطفل (مثل الاغتصاب والعنف الأسري وزواج القاصرات والمتاجرة بالجنس) إلى الداخل ونقدم الدعم النفسي لهن فأكثرهن من تعرض لصدمات عنيفة في الحرب الأهلية الطاحنة”. وتشخص المسؤولة السويدية تراجعاً مريعاً في مجال حرية المرأة السورية ومساواتها في ظل وجود وسيطرة التنظيم وبحسب شهادات السوريات من الرقة فإن المرأة هي الأكثر تضرراً من وجود “داعش” وأن الانتهاكات التي تتعرض لها تفوق التصور ولا يمكن تجسيد تفاصيلها المخيفة بلقاءات تلفزيونية قصيرة، أبداً![ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. المقال فيه شيء من المبالغة ومجافاة الحقيقة …. موضوع النسوان ولباسهم وانهم يتعرضن لمضايقات بسبب ادنى تصرف وانهن يضربن في مراكز تأديبية ….. ما اتوقع انو الكلام كتير دقيق على الرغم من كرهي للدواعش إلا أنو مو كل شي بيتصدق عليهم ….صحيح انجاس خنازير عملاء للنظام ولإيران …إلا أن امتدادهم في بعض مناطق شرق سوريا في جزء منو عائد إلى حسن معاملتهم وتعاملهم مع الأهالي والتزامهم بالقوانين الإسلامية المدنية … غير هيك هن اجحش خلق الله فيما يتعلق بمحاربة النظام حيث أنهم تركوووه واجو على طيزنا يعملوا علينا خلافة ….روحو انقلعو حاربوا النظام بعدها نبايعكم …جيتو دبحتو خيرة المجاهدين في المناطق المحررة واستوليتو على ما حررناه ونصبتو حالكم خلفاء راشدين على شبرين من الأرض ونحن لسا تحت براميل النظام !!!!؟؟؟ حسبي الله فيكم يا الدواعش …بس اعود واقول مو كل كذبة بنصدقها عنهم

  2. لم أصدق عندما قيلي لي أن الوهابية كانت في تصاعد بالرقة تلك المحافظة التي حمت المسيحيين عندما كان العثمانيون يذبحونهم. عندما كان الكشاف المسيحي يزور الرقة والطبقة ويقيم مخيماته على أرضها ويتحدث عن كرم وضيافة أهلها. كنت أقول مستحيل أن يكون هنالك تطرف بالرقة لأنني أعرفهم شخصيا وأتذكر أن النساء كنًّ مثقفات وأتذكر قصصهم عن التاريخ وكيف فلانة الجدة التي كانت قد هجرت أيام المذابح العثمانية وكيف هي الآن سيدة على رأس عائلتها الكبيرة بالرقة.
    المدارس القرآنية المشبوهة التي مولها متطرفوا السعودية بأموال الحج والتي بمباركة الأسد تمددت ونخرت عقول السوريين؛ جعلت سوريا أرض خصبة للجهاد والقتل.
    أعتقد أن الرقة دفعت الثمن غاليا وهي أخر محافظة سقطت بعد أن كانت هادئة وموالية لآخر دقيقة.
    الآن الغريب يتحكم بشعبها ويحاكمه وهذا الغريب كان حيث كان يعيش تحت إمرة دول دكتاتورية ويعيش على الهامش ذليل مكروه.
    هذا الغريب هو الذي يحكم الرقة، لقد خدمته البيئةالإسلامية المتطرفة .
    لا تصدقوا للحظة أنه يسعى للمساعدة إنه حاقد على السوري وعلى مدنية وحضارة السوري.

  3. الدواعش غرباء عن المجتمع السوري الذي يعرف ماهو الدين الإسلامي قبل أجداد داعش…. الدواعش مجموعة من المهابيل اللذين يريدون فرض جنونهم على الشعب السوري…

  4. لم يجد السوريون استقرار وصونا للحقوق كما وجدوا في ظل داعش اسالوا الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم اما الدعايات وقال فلان وقالت فلانه فلن تغير من الحقيقة شيئا طبعا مع بغضي لداعش الا ان الحقيقة يجب ان تقال.