بعد الكوارث التي شهدتها البلاد على كافة الأصعدة .. معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى : تحديات إعادة إعمار سوريا لا تقتصر على الأموال فقط

رغم استمرار الحرب في سوريا إلا أن هناك من يرى ضرورة بدء التفكير في إعادة إعمار البلاد.

وبحسب تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فإن بناء سورية جديدة لا يقتصر فقط على جمع الموارد وتوزيعها، بل سيتطلب اهتماما من السلطات بسكان المناطق الريفية، واعتماد أساليب في الزراعة أكثر فعالية والتركيز على باقي المدن وليس دمشق فقط.

ويرى التقرير أن إعادة إعمار سورية ستكون عملية أكثر من مجرد استبدال البنية التحتية، وأضاف أنها “فرصة لتصحيح أوجه الإجحاف لفترة ما قبل الحرب”، مشيرا إلى أنها ستكون “طويلة ومكلفة ومتجذرة في مبدأ اللامركزية”.

وجاء في التقرير أن “سكان المناطق التي همشها مفهوم الليبرالية الاقتصادية على مدى السنوات الـ20 الأخيرة سيكونون بأمس الحاجة إلى هذه التعديلات”.

ومن توصيات معهد واشنطن “اعتماد استراتيجية أفضل لإدماج المناطق الريفية في الاقتصاد الحضري الجديد”، ما سيجعل سكان الأرياف “يفضلون البقاء في مجتمعاتهم المحلية والذهاب إلى العمل، بدل العيش في ظروف متدهورة في الضواحي غير الرسمية”.

وأوصى المعهد أيضا الدولة السورية المستقبلية بأن تعزز الاستثمار الخاص ما سيتطلب إنهاء نظام تستلزم فيه أدنى خطوة الحصول على إذن من دمشق.

وأشار التقرير من جهة أخرى إلى ضرورة إيلاء أكثر المدن تضررا من الحرب مثل حمص وحلب الأولوية في إعادة الإعمار، “خشية أن تتضخم دمشق وتصبح بمثابة وحش حضري يشبه مدينة القاهرة بينما تتقلص المدن الأخرى”.

واستند تقرير المعهد إلى تقرير صادر عن البنك الدولي في تموز/يوليو 2017 حول خسائر الحرب في سورية جاء فيه أن المنازل التي دمرت أو أصيبت بأضرار بالغة تزيد عن 20 في المئة من منازل البلاد (870 ألفا من أصل 4.12 ملايين وحدة)، فيما تزيد نسبة المدارس والمستشفيات والطرق ومرافق إنتاج النفط والغاز المدمرة أو المتضررة.

لكن نسبة الدمار في البلاد غير متكافئة وفق التقرير الذي يشير إلى أنها مركزة في المناطق الحضرية بينها حمص حيث تقدر نسبة الخراب بـ23 في المئة، وحلب 31 في المئة، ودير الزور 41 في المئة، ووفق البنك الدولي فإن إزالة 15 مليون طن من الركام في حلب وحمص وحدهما ستستغرق سنوات.

وذكر المعهد أن مستوى الدمار المذكور في التقرير الدولي يخفف من الواقع الحالي، إذ “تم محو داريا في ريف دمشق من الخريطة، فيما عانت المناطق الصناعية في دمشق وحلب بشكل خاص”.

من جهة أخرى، تحدث التقرير عن مشكلة شح المياه في معظم أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن مستويات المياه الجوفية انخفضت بشكل كبير في الهلال الخصيب من درعا إلى القامشلي إلى حلب، وقال إن هدر المياه في مناطق يحرم أخرى.

وأوصى بأن تسعى الدولة المستقبلية عند إعادة النظر في النموذج الزراعي للبلاد، إلى تحديث أساليب الري خصوصا حول وادي الفرات لتأمين استمرارها وبقائها.

 

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

4 Comments

  1. مافي داعي لاعادة الاعمار .. لانو في خلال 30 سنة رح يرجع يصير ازمة تانية ويخرب كلشي .. الجيل ياللي ماشاف حرب .. ياللي عم يولد بهالوقت بالمناطق ياللي ما بقا فيها معارضة رح يندس بعقلو موضوع الجهاد خلال ال 30 سنة القادمة ورح يصير ازمة تانية .. السوريين ممكن يعمروا البلد متل اي شعب متحضر.. المشكلة هو انو في شي زيادة عن الشعوب المتحضرة وهالشي عم يبهدل كلشي ويخلق الجردونية .. هالشي اسمو “مشايخ وخوارنة ورجال دين “.. هدول مادام موجودين مافي داعي للعمار ..

    1. بعد مخابراتك يا شبيج ما حدا يخرب البلد, في مدينتي قرب دمشق سقط من الصواريخ ما يكفي لتدمير تل أبيب مرتين من قبل نظام المماتعة, الخراب بدم آل الأسد لأنه اعادة الاعمار سيتم بقروض لرامي الحرامي نسبة 10% منها.

  2. والاهم من كل هذا اعادة ترميم و اصلاح نفسية و شخصية و عقل المواطن السوري الذي صار يسال اخيه السوري عن دينه و مذهبه و طائفته.وهذا الامر يحتاج لوقت و جهد شيدي يفوق الاموال و الحجر وكل شيء اخرز