16 نموذجاً من أنظمة التعليم المختلفة في ألمانيا .. لماذا يعتبر هذا الاختلاف إشكالياً ؟

يطالب مرشح المستشارية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس بتوحيد مستويات التعليم في البلاد حيث تبقى الباكالوريا في ألمانيا مختلفة من ولاية إلى أخرى.

هذا الاختلاف يعتبره راينر بولينغ، الباحث في التعليم إشكالية، وهذه أجوبته على أسئلة متعلقة بها :

لماذا يوجد في ألمانيا 16 نموذجا من أنظمة التعليم المختلفة؟

هذا له جذوره التاريخية منذ القرن التاسع عشر. كانت هناك الولايات الألمانية المختلفة التي كان لها نظام تعليمها الخاص بها. وبعدها في 1871 حصل تأسيس الامبراطورية. وكانت هناك جهود لتوحيد ذلك، وكان ذلك في زمن النظام النازي، لكن المركزية كانت بذلك من الناحية السياسية مقسية. وبعد الحرب العالمية الثانية عملت قوى الاحتلال على توطين الفيدرالية.

إذن نحن بصدد إثراء في التعليم؟

نعم إثراء من ناحية كما يُقال غالبا. لكن وجهة نظري الشخصية هي أن الاختلافات التي نشأت تحديدا في السنوات الأخيرة تتجاوز بوضوح ما يمكن وصفه إثراء من الناحية الايجابية.

هل شهادة الباكالوريا مازالت علامة على النخبة المتعلمة؟

عندما تصل النسبة إلى 40 في المائة لا يمكن الحديث عن نخبة. التطور يسير نحو الباكالوريا للجميع أو الباكالوريا كشهادة مدرسية عادية، هذا هو التطور المسجل.

في 1964 تقدم 10 في المائة لامتحان الباكالوريا، فيما وصلت نسبتهم إلى أكثر من 50 في المائة في عام 2016. هل تنتج ألمانيا فائضا من الحائزين على الباكالوريا؟

لا أحد يمكن له أن يجزم بذكر نسبة ملموسة للحائزين على الباكالوريا لتكون جيدة لبلد أم لا. المشكلة التي نواجهها هي أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تطالب منذ سنوات بنسب عالية لألمانيا مع الإشارة إلى أن الانهيار الاقتصادي قد يهدد ألمانيا. وهذا الطلب للحصول على نسب عالية من حائزي الباكالوريا والأكاديميين لو قارنا ذلك دوليا ليس له تعليل. أما في بلدان أوروبا الجنوبية مثل فرنسا وإيطاليا واليونان فيحصل أكثر من 70 في المائة لسنة دراسية واحدة على شهادة التأهيل للدراسة ـ وهذا لا يطابق الباكالوريا ـ رغم أن لديهم مؤهلات أقل. والبلدان التي لها نسب مرتفعة هي التي تعاني من المشاكل الاقتصادية الأكبر وارتفاع البطالة ولاسيما بطالة الشباب وأجور ضعيفة.

هناك شكوك في أن الباكالوريا لم تعد موضوعا لسياسة التعليم، بل هي منذ مدة جزء من السياسة الاجتماعية، وهي تلعب دورا في كلا الحقلين. وبطلب تحقيق نسبة عالية من الحائزين على الباكالوريا كان التصور مرتبطا بأنه يمكن بذلك تحقيق عدالة اجتماعية عندما يُعطى لأكبر عدد ممكن هذه الشهادة التي قد تضمن التألق الاجتماعي وفرص عمل جيدة. لكن المقارنة الدولية تبين بأننا في طريق خطأ. ففي بعض الدول الأخرى كان التطور في الاتجاه المعاكس. فالباكالوريا لا تضمن أبدا النجاح الاقتصادي والمهني لاحقا، بل هو أمر مترنح.

كيف اجتزتم الباكالوريا في منتصف الستينات؟

في ذلك الوقت لم يكن لدينا فرص الاختيار، بل كنا ملزمين بنموذج تعليم معين. أنا ذهبت مثلا إلى الثانوية حيث كان مقررا ما هي المواد التي سأتعامل معها، إضافة إلى امتحان في الرياضة. وفي حال الاختلاف في التنقيط الأولي في هذه المواد وامتحان الباكالوريا كان يجب الخضوع لامتحان شفوي.

أثناء سنة الباكالوريا ما هو مقدار التجربة في الحياة وما هو كم المعرفة العامة التي يجب الشخص أن يتوفر عليها؟

هذه مسألة أبدية منذ وجود نقاش حول التعليم. وماذا تعني التجربة في الحياة؟ أعتقد أن ذلك لا يتعارض مع المعرفة العامة، بل هناك المقارنة بين التكوين العام والاختصاص. والمعرفة العامة تشمل التوفر على معرفة أساسية في مختلف المجالات والقدرة على البحث عن المعلومات بصفة مستقلة.

راينر بولينغ، 72 عاما كان مدرسا للتاريخ بالقرب من دوسلدورف، وهو مؤلف لكتاب “تاريخ صغير للباكالوريا”.

فولكر فاغنير – دويتشه فيله[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها