ألمانيا : عضو في الحزب الديمقراطي المسيحي يبذل مجهودات كبيرة للم شمل أسرة لاجئ سوري يقيم في منزله

يكافح ألماني بشكل حثيث ودؤوب، من أجل لم شمل عائلة لاجئ سوري يقطن لديه.

وقال صحيفة “شبيغل” الألمانية، أول أمس الجمعة، بحسب ما ترجم عس السير، إن الرجل (هاينز.غ 70 عاماً)، العضو في الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يحاول بشتى الوسائل لم شمل عائلة كرم (اسم مسعار)، اللاجئ السوري الذي يقيم في منزله.

وكرم لاجئ سوري من دمشق، وصل إلى ألمانيا قبل عامين، وتعرف على مستضيفه بعد فترة قصيرة من وصوله، عبر مجموعة لمساعدة اللاجئين.

عائلة كرم غيرت مكان إقامتها في دمشق لأكثر من 15 مرة، هرباً من القصف، حيث استقرت في النهاية عند العمة، في شقة لا تتجاوز مساحتها 70 متراً مربعاً، يسكنها 12 شخصاً.

يقول هاينز الذي يتمنى وجود عائلة كرم إلى جانب ابنها: “نحن لا نستطيع أن نعوض العائلة الأصلية”.

كرم حاول لم شمل والديه وإخوته الثلاثة، لكن القانون الألماني يحول دون ذلك، حيث أن الدولة قررت استقدام الوالدين فقط، دون الإخوة، (AksAlser.com)، لاعتبارهم “أقارب آخرين”، استناداً للمادة 36 الفقرة 2 من قانون الإقامات، ولذلك لا يحق لهم مرافقة الأهل إلا في حالة خاصة يتم دراستها، كأن يكون الأبناء الآخرين معاقين، ويحتاجون لرعاية خاصة.

هاينز لا يشتكي من سياسة الحزب الديمواقراطي المسيحي، فألمانيا لا تستطيع إحضار الجميع، لكنه تمنى استثناءً لكرم، وقال: “بالنسبة للسطات فهو مجرد ملف وليس بشراً، كرم إنسان رائع ومندمج، ويستحق جلب عائلته، وقرار السفارة ببيروت لا إنساني، وليس من قيم الديانة المسيحية”.

يومياً يجلس هاينز من ثلاث إلى أربع ساعات، يتحدث مع كافة الأطراف من منظمات كبرو أزيول، والمجلس المحلي للاجئين، وصولاً لدائرة الأجانب، وبعض السياسيين الذين يطالبهم بعدم اتخاذ “قرارات خاطئة”.

النائب في الحزب الديمواقراطي المسيحي نوربرت براكمان، كتب رسالة إلى وزارة الداخلية يشرح فيها وضع كرم، بعد علمه بحالته، حيث طالب وزير الداخلية الاتحادية بالاطلاع شخصياً على الملف وإعادة النظر فيه.

وقال كريم الوسيطي، من منظمة برو أزيول: “من قبل كانت مصلحة الأجانب تقرر لصالح القاصرين والأطفال، الآن أصبح لم شمل الأهل مع أطفالهم القاصرين إلى ألمانيا شبه مستحيل”.

في حالة كرم، يجب على الوالدين، حتى يتم النظر في منح الفيز لأخوة كرم، أن يتقدموا بأوراق بأنهم قادرون على تحمل مصاريف العائلة بشكل كامل، الأمر الذي يعد خيالياً ومستحيلاً بالنسبة لهم، ونادر جداً في الحالة العامة.

هاينز وزوجته مستعدان لتوقيع كفالة التكفل بالمصاريف لحل المشكلة، لكن العائق الأكبر هو المبلغ الكبير الذي سيتحملونه في الشهر، ويبلغ 3600 يورو شهرياً للعائلة من ستة أشخاص، لمدة خمس سنوات، يقول هاينز: “من يستطيع أن يتحمل هذا، بتلك الكفالة أفلست عدة عائلات من قبل”.

غرفة كرم تقع في الطابق السفلي، حيث يتكلم فيها مع عائلته، يقول والد اللاجئ: “أنا أعرف أن السياسيين لا يفكرون بقلوبهم، أنا في حيرة من أمري ماذا أفعل”.

وهناك الآن خياران، إما أن يرفض الوالدان الفيزا و يبقيا في دمشق، أو أن يسافرا لألمانيا، وبعد أسبوعين يتقدمان بطلب لجوء عائلي، ويبدؤون من نقطة الصفر، لجلب أولادهم الثلاثة من دمشق، وبحسب تقدير كريم الوسيطي، من منظمة برو أزيول، فإن ذلك سيستغرق سنة تقريباً، هذا ما عدا أن الأولاد الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم خمسة أعوام، وأربعة عشر عاماً، وسبعة عشر عاماً، يتوجب عليهم تخليص الأمور بأنفسهم مع السفارة ببيروت.

كريم الوسطي صرح بأن فرص النجاح ليست سيئة، لكنها متعبة، لأن العائلة ستنقسم، وقال: “وكأنه يتم تخويف اللاجئين من لم الشمل”.

وذكرت الصحيفة بأن عائلة كرم طلبت عدم ذكر اسم ابنها أو اسم العائلة لأسباب أمنية، وخوفاً من ملاحقتهم وأولادهم من قبل النظام السوري.

المصدر : Spiegel[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها