ألمانيا .. مركز الثقل الاقتصادي في أوروبا

تتهم بعض الجهات الرسمية ألمانيا بالسيطرة على الاتحاد الأوروبي على حساب باقي الدول الأعضاء (27 عضوا)، باعتبارها صاحبة أقوى اقتصاد بين الدول الاعضاء، وصاحبة أكبر مساهمة في ميزانيته.

ومن الناحية الشكلية يمكن القول إن جميع الدول الأعضاء قد تشارك في إدارة الاتحاد فعلاً، ولكن تظل برلين هي مركز القوى الأوربي الأكبر والأهم في القارة العجوز، حسب البيانات والأرقام.

وتقول صحيفة «هندلسبات» الألمانية، في نسختها الانجليزية، إن ألمانيا باقتصادها القوي وثقلها المالي العالمي، هي التي تحكم الاتحاد ولا تديره فقط.

وأثبتت ألمانيا- حسب رأي معلق الصحيفة- أن السياسة والاقتصاد يمكن أن يحققا أكثر مما تحققه الحروب، فبعد أن خاضت المانيا حربين عالميتين بلا جدوى من أجل السيطرة على أوروبا، نجحت في تحقيق هدفها دون إطلاق رصاصة واحدة عن طريق الاتحاد الاوروبي، وهي للحق سيطرة حميدة وليست خبيثة، كما حاول «هتلر» أن يفعل.

وتقول الصحيفة على لسان «بول ليفر» السفير البريطاني الأسبق لدى برلين، إن ألمانيا ليست فقط أكثر الدول المأهولة بالسكان في الاتحاد، بل هي مركز قوته الاقتصادية أيضاً. فهي تحقق أكثر من 20 % من الناتج القومي لدول الاتحاد مجتمعة.

وبحسب ليفر، هناك عوامل رئيسية أدت الى بناء هذا الاقتصاد القوي، أولها: الحفاظ على قاعدة صناعية قوية تفوق ما يوجد لدى أي دولة متقدمة. فالصناعة تشكل 32 % من الاقتصاد الألماني، مقابل 12 % لدى الولايات المتحدة و10 % لدى بريطانيا.

ويعمل في الصناعة 19 % من القوى العاملة في ألمانيا، مقابل 10 % في الولايات المتحدة، ولم تحاول ألمانيا نقل صناعاتها إلى الخارج، بحثاً عن ايد عاملة رخيصة، على النحو الذي حدث مع دول أخرى، كما أنها لا تتوقف عن تطوير صناعاتها، وتضخ في ذلك استثمارات ضخمة. وهناك أسلوبها الاشتراكي في إدارة الشركات، حيث يشارك في إدارتها المسؤولون عنها، وحملة الأسهم، والعاملون بها، وهو نظام نال إعجاب المسؤول البريطاني السابق، حيث لا يوجد له نظير في الدول الأوربية الكبرى الأخرى.

أما السبب الثالث، فهو الحرص قدر الإمكان على ثبات الأسعار، حيث يدفع الالمان في ذلك تجربة التضخم الرهيبة، التي عاشتها بلادهم في عشرينيات القرن الماضي، وانتهت بوصول النازي إلى الحكم. وهناك أيضا التضخم، الذي عانته ألمانيا بين 1945 و1948.

وتزيد صادرات برلين إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 30 % عن وارداتها منه، كما أنها تحاول مساعدة دول الاتحاد المتعثرة ولكن بحدود. (الوطن القطرية)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها