التحفيز العصبي في العنق يقلل آلام الشقيقة

اصبح داء الشقيقية، أو الصداع النصفي، من الأمراض “الشعبية” التي تعذب آلامه الملايين في العالم، و يعاني في ألمانيا 6-8% من الرجال من داء الشقيقة، في حين تعاني النسوة بنسبة 12-14% من هذا الصداع الشديد.

وبعد العلاج بالعقاقير الطبية المختلفة والصعقات الكهربائية والجسيمات المضادة وغيرها، طرح الأطباء الايطاليون من جامعة بافيا الايطالية طريقة التحفيز العصبي في العنق، وفق ما اوردت صحيفة إيلاف، وكشف الايطاليون نتائج دراسة أجروها حول الموضوع أمام المؤتمر الدولي حول الصداع الذي ينعقد في فانكوفر.

وذكرت البروفيسورة كريستينا تاسوريللي أمام المؤتمر انهم نجحوا في تحقيق نتائج طيبة عن طريق تحفيز العصب التائه في العنق. والعصب التائه مسؤول أساساً عن تغذية القلب والمعدة بالأعصاب، ويرتبط لذلك بنسبة عالية من القرحات المعدية. ويكون العصب النازل من الدماغ أقرب ما يكون إلى الجلد عند مروره في العنق قرب الشريان السباتي.

استخدمت تاسوريللي وفريق عملها جهازاً كهربائية صغيراً اسمه”غاماكور”، من إنتاج شركة”ديسيتين”، في التجارب على المرضى المعانين من الصداع النصفي. ويستخدم الجهاز تياراً كهربائية غير محسوس لتحفيز الأعصاب دون الحاجة إلى عمل جراحي يتطلب مد الأقطاب تحت الجلد.

تحفيز حقيقي وآخر كاذب

أجرى فريق العمل تجاربه على248 مريضة ومريضاً يعانون من آلام داء الشقيقة. وقسم الباحثون المرضى في مجموعتين، تم في الأولى تحفيز العصب التائه بشكل مباشر وحقيقي بواسطة جهاز”غاماكور”، وجرى في الثانية استخدام جهاز مماثل تماماً يطلق شحنة “دغدغة” لاتكفي لتحفيز العصب التائه(علاج كاذب).

وكان على أفراد المجموعتين ان يضعوا الجهاز على منطقة العنق، حيث يمتد العصب التائه، ويحفزون العصب بعد20 دقيقة من بدء أعراض نوبات الصداع النصفي. وأوصي المرضى باعادة التحفيز بعد15 دقيقة إذا لم تقل أو تتوقف الآلام في الرأس.

وتقول تاسوريللي ان التجربة دامت4 أسابيع تعرض فيها المرضى إلى نوبات الصداع النصفي خمس مرات كمعدل. وبعد نصف ساعة من بدء التجارب والتحفيز قال12,7% من المرضى في مجموعة التحفيز الحقيقي انهم تخلصوا من الآلام تماماً. وارتفعت هذه النسبة إلى21% بعد ساعة من بدء التجربة.

نتائج أفضل بعد ساعتين

وعند المقارنة، كانت النتائج الايجابية في مجموعة المرضى في التحفيز الحقيقي للعصب التائه تعادل ضعف النتائج في مجموعة العلاج الكاذب(البلاسيبو)، وهذا رغم معرفة الجميع بفائدة البلاسيبو أحياناً.

وسجل فريق العمل أفضل النتائج بعد ساعتين من عملية التحفيز العصبي. إذ ارتفعت نسبة الذين تحرروا من آلام الصداع النصفي، في مجموعة التحفيز الحقيقي، إلى34,4%. وأقر المشاركون في الدراسة بأن شدة الآلام تضاءلت أيضاً.

وذكرت تاسوريللي ان النتائج يمكن أن تتحسن أكثر عند تكرار استخدام طريقة التحفيز العصبي في العنق، كما توقعت الباحثة أن يتعرض المرضى بعد العلاج بالتحفيز إلى نوبات آلام اقل وشدة أقل. وثبت بعد أكثر من ساعتين على التحفيز ان نسبة ترتفع إلى50% من المرضى ذكرت انها عادت بلا آلام أو ان الآلام تضاءلت إلى حد كبير.

الجدير بالذكر ان دراسة جديدة أعدها البروفسور هانز-كريستوف دينر، من جامعة أيسن الألمانية، تحدثت عن نحو 176 نوعاً من آلام الرأس. وذكر دينر ذلك أمام مؤتمر للأطباء على هامش المعرض الطبي”ميديكا”، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم، ويقام مرة كل سنتين في دسلدورف. الا ان أهم هذه الآلام وأشهرها و أكثرها انتشاراً بين الناس هي: الصداع النصفي (الشقيقة)، الصداع التوتري(الناجم عن التوتر) ، والصداع العنقوديCluster Headache والصداع الناجم عن تعاطي الأدوية.

وتثبت الدراسات الجديدة على الأدوية السائدة في السوق ان الطب صار قادراً بواسطتها على تطويل أمد الفترة الفاصلة بين النوبات، ومن ثم السيطرة على الآلام الى حد ما خلال ساعتين. وكانت هذه الصورة تختلف تماماً قبل عشرين سنة.

ويعتبر الصداع الناجم عن التوتر، وهو صداع ضاغط يصيب جهتي الرأس، اكثر شيوعاً بين السكان من الصداع النصفي. وتشير إحصائية نشرها معهد روبرت كوخ البرليني إلى ان 38% من الألمان يعانون من صداع توتري بين فترة واخرى(أقل من 1 يوم صداعي في الشهر)، مع نسبة 3% من الألمان ممن يعانون من صداع مزمن ومتكرر.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها