خيارات مسعود بارزاني الصعبة
الاحتلال الإيراني العراقَ اكتمل، بعد احتلال الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفيّة محافظة كركوك. ذلك أنه بعد سقوط نظام صدام حسين، ثم رحيل القوات الأميركيّة عن العراق، وغزوة «داعش»، كان احتلال طهران العراقَ منقوصاً، لأن منابع النفط والغاز في كركوك، كانت خاضعة للسلطة الكرديّة. فالعراق بالنسبة إلى طهران ليس النجف وكربلاء والمقامات الشيعيّة «المقدّسة»، بل النفط والغاز وحسب. وألف نجف وكربلاء لا تعادل ربع مقام كركوك لدى القادة الإيرانيين.
من المؤسف القول: هذا الاحتلال لعب دوره فيه المتبقّي من حزب الرئيس العراقي السابق، الراحل جلال طالباني، والذي تقوده الآن عقيلته هيرو إبراهيم أحمد ونجلاها (بافل وقباد) وابن عمهما (لاهور شيخ جنكي طالباني)، وشاناز إبراهيم أحمد، ونسيب العائلة القيادي ملا بختيار… فهذه الجماعة الموالية لطهران والتي تقود الحزب، كانت «حصان طروادة» الذي مهّد لهذا الاحتلال. ومُخطط وواضع دور «حصان طروادة» أو «حصان كركوك» بخبث وجدارة ودهاء، هو، في غالب الظنّ، قاسم سليماني.
لم يعد خافياً تعرّض رئيس الإقليم مسعود بارزاني لخديعة كبرى، حين أوهمه «الاتحاد الوطني» بأنه شريك في الاستفتاء ومشارك فيه، وحضّر الحزب مهرجاناً جماهيريّاً ضخماً لبارزاني في مدينة السليمانيّة، معقل «الاتحاد»، شارك فيه عشرات الآلاف. هذه المشاركة المخاتلة في الاستفتاء خلقت انطباعاً لدى كل الأكراد، داخل العراق وخارجه، بأن صفحة الخلاف التاريخي بين الكرد طويت، وأن شبهة الغدر والطعن في الظهر باتت بعيدة أو مستبعدة من «الاتحاد الوطني».
هكذا، اطمئنّ الكرد عموماً وحزب بارزاني على وجه الخصوص، إلى موقف «الاتحاد الوطني»، وأن الطعن قد يأتي من تركيا، وليس من الداخل الكردي؟ وصار بارزاني يأمن جانب جماعة هيرو إبراهيم أحمد، ولم يتخذ أي إجراء عسكري من شأنه مضاعفة الوجود العسكري الكردي في كركوك، وتغيير الرؤوس العسكريّة الكبيرة في المحافظة.
لكن وقائع «ليلة الغدر» في كركوك، كان لها كلام آخر، وبني عليها استكمال سيطرة بغداد على كامل المحافظة ومناطق أخرى مما كان ضمن المناطق المتنازع عليها، بحيث عاد الوضع إلى ما قبل 2003. في ذلك العام، أيضاً، بعد سقوط نظام صدّام، وانهيار الجيش العراقي، استولت القوات الكرديّة على مدينة كركوك. فقام حزب مام جلال، بإقناع مسعود بارزاني بضرورة حلّ المشكلة بالسبل القانونيّة والدستوريّة، وبأنه تجب إعادة كركوك إلى المركز – بغداد. وامتثل بارزاني لمشيئة ورغبة جلال طالباني وقتذاك. وحدث ما حدث، من تضمين الدستور العراقي المادة 140، ثم تعطيلها من الحكومات العراقية – الإيرانيّة الحاكمة في العراق، وصولاً إلى احتلال المحافظة، بدعم إيراني وتغطية وصمت أميركيين.
من جهة أخرى، على رغم الخلاف العربي الشديد مع إيران، فإن تعامل الإعلام العربي، المناهض لإيران، مع أزمة كركوك، حتى أثناء احتلالها من قبل إيران وبعده، جعله يبدو كأنّه إعلام الحشد الشعبي، لجهة إغداق الأعذار والمبررات لهذا الاحتلال، وأنه قضى على حلم «الانفصال»… واستخدام تعابير من هذا القبيل.
بات من شبه المستحيل إعادة كركوك إلى كردستان. وحملة النزوح التي شهدتها المحافظة، ستتسبب في إحداث تغيير ديموغرافي عميق وشديد في التركيبة السكانيّة للمدينة، ناهيكم بحملات التعريب التي ستمارسها الحكومة الإيرانية – العراقية الحالية في كركوك. ومع كل ما سلف ذكره، ثمة من الموالين لـ «الاتحاد الوطني الكردستاني» ممن يصفون الاتفاق المبرم بين بافل جلال طالباني والحكومة العراقية بأنه «خطوة عقلانية جريئة لحقن الدماء، وتجنيب المدينة دماراً هائلاً»، من دون الاكتراث لتبعات حركة النزوح، ومآلات مدينة تحت حكم «الحشد الشعبي»!
وسط هذه الحال المأزومة والانقسام الداخلي الكردي، والشعور بالخيبة والانكسار، تبدو خيارات مسعود بارزاني، شديدة الصعوبة والمرارة. فإمّا أن يتجرّع كأس سمّ الهزيمة، ويعود طائعاً صاغراً، إلى حظيرة نظام الولي الفقيه الحاكم في إيران والعراق وسورية ولبنان واليمن، أو أن يبحث عن خيارات مقاومة أخرى. وإلى جانب هذا وذاك، يطلّ برأسه الانقسام الكردي، ومساعي حزب «الاتحاد الوطني» إلى فصل السليمانية وحلبجة وكركوك عن كردستان وضمّها إلى العراق، في حال مضى بارزاني في خيار الاستقلال، بخاصّة أن مصادر إعلاميّة كثيرة تحدّثت عن نقاط الاتفاق الذي تمّ إبرامه بين بافل جلال طالباني وهادي العامري، في رعاية قاسم سليماني.
ثمّة قول كرديّ مأثور، مفاده: «التاريخ الكردي خطّان متوازيان: الخيانة والمقاومة. ودائماً كانت الغلبة للخيانة، لكنْ بما لا يقضي نهائيّاً وبالكامل وعلى نحو مبرم على المقاومة». وفي تجربة كركوك واحتلالها، عبّر هذا التوصيف عن نفسه.
في مطلق الأحوال، يتحمّل مسعود بارزاني جزءاً مهمّاً واستراتيجيّاً من المسؤوليّة حيال ما حصل في كركوك وبقية المناطق. وهي مسؤوليّة لا تتعلّق بالذهاب إلى الاستفتاء، بل بعدم التحوّط العسكري والأمني الكافي، والتحسّب لاحتمالات الالتفاف والخيانة التي قد تحدث في زمن الحروب والأزمات في كل مكان، بخاصّة في التاريخ والواقع الكردي الزاخر بالخيانات.
هوشنك أوسي – الحياة[ads3]
السيد برزاني زعيم صادق و مخلص لشعبه و يستحق الاحترام.
موضوع الاستفتاء كان خطئ قاتل انا متأكد ان من ورطه فيه هم الامريكان كما فعلوا مع صدام في عملية اجتياح الكويت.
و النتيجة الغريبة ان جميع هذه المؤمرات تصب اخيراً في مصلحة ايران!؟
المليشيات الإيرانية محمية من الطائرات الأمربكية في العراق و الروسية في سوريا و تحت خيمتهم طبعاً الاسد و طائفته!
ما يجري بسوريا و تعويم عصابة اوجلان النتنة ستكون نتائجه نفس الشي في اخر الامر سيسلم الكلب العلوي الكردي لمعلمه العلوي الايراني زمام الامور في جميع مناطق سيطرته و الأيام القادمة خير شاهد.
لا اعتب على بعض الاكراد انصرافهم عن المعارضة و هم محقين، اما ان تكون عميلاً لهذا النظام النجس هو خيانة لجميع السوريين و الاكراد أولهم.
أخي العزيز لقد أصبت عين الحقيقة وكأنك استكملت ما تحدثت به، نعم إن التخوف الأكبر هو ان تقوم الولايات المتحدة الأميركية وكعادتها بتبديل التحالفات وإعادة انتاج المجموعات المقاتلة كما فعلت سابقاً في الصومال وأفغانستان والعراق وعندها لا يمكننا ان نتوقع سيناريو آخر غير حرب اقليمية كبرى سيكون الكرد فيها طرفاً أساسياً ربما ضد إيران او ضد تركيا وفي كلا الحالتين لن تكون اللعبة والمعركة سهلة فمن البديهي أن العراق وسورية اضافة لروسيا والسعودية ومصر سيكون لها دور مباشر في دعم أحد الطرفين وهكذا سيدخل الأكراد وغيرهم في آتون حرب جديدة لتحقيق مصالح أميركية خالصة وليس نصرة لقضية الشعب الكردي. وأردت ان أضيف إن عمليات التهجير التي قامت بها تلك المجموعات في بعض المناطق العربية متهمة اياهم بموالاة داعش تماماً كما فعلت ايران وسورية والعراق سابقاً سيجلب حقداً دفيناً ومجموعات ستتسلح ولكن في خدمة ممول جديد هذه المرة لتقاتل المجموعات الكردية. أن قرار الاستقلال الكردي مشواره طويل وشائك ولا يمكن ان يتم إلا عبر الحوار مع الاقليم أو الحرب مع الاقليم بدعم من القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها أميركا واسرائيل. والطريق الأول هو الأقل خطورة ومجازفة بمكاسب حققها الأكراد في العراق ولكنه طويل الأمد وهو يكسب دعماً دولياً أكثر مما نتصور. اما الحل الثاني فهو حل انتحاري وإن نجح بتأييد أميركي وإسرائيلي فسيكون الوضع متوتراً بشكل دائم مع الجوار الذي سيتحين كل فرصة لضرب الدولة الناشئة بأي شكل كان. وسيصبح الأكراد في عزلة اقليمية عن الشعوب في المنطقة. وأتمنى مرة أخرى أن يسود السلام بين جميع شعوب المنطقة ونعيش معاً ونبني معاً للانسانية ولأطفالنا.
إن المقال يعتبر من المقالات القليلة التي تتتكلم بصدق وصراحة عن حقيقة الخلافات والتجاذبات الكردية – الكردية وللحقيقة تعرض الكرد عبر تاريخهم الطويل لكثير من الانتهاكات على مستوى الهوية والتهميش السياسي وكذلك الإهمال الاقتصادي والاجتماعي لمناطقهم وللتهجير القسري من مناطق كثيرة. ولكن يجب ألا ننسى أن الكرد ساهموا بشكل او بآخر في الحياة السياسية للمنطقة سواء عبر بلدانها أو عبر منظمات واحزاب عسكرية وسياسية. كما ساهموا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. كل ذلك يعود إلى ان الأكراد هم من الشعوب الأصيلة في المنطقة والتي عاشت فيها وتقاسمت تقلباتها ونزاعاتها مع العرب والترك والفرس وغيرهم. وكما كل الشعوب بالمنطقة التي تغير تحالفاتها وتغير مواقفها تبعاً للمرحلة السياسية وكذلك الكرد تعايشوا مع التغيرات وعقدوا التحالفات ولم يجمعهم رأي واحد كما كل الشعوب الأخرى. إن الفرق الوحيد بين الشعوب في المنطقة وبين الكرد أنهم جميعاً لهم دول وكيانات سياسية مستقلة ومعترف بها دولياً إلا الأكراد ليس لهم كيان معترف به دولياً حتى الآن مما يعتبر في الواقعية السياسية أمر غير منطقي. وإن جميع الشعوب حصلت على كياناتها الحالية نتيجة لإتفاقات لا إرادية عقدها وقررها الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى في المرحلة الأولى ثم مقدمات ونتائج الحرب العالمية الثانية وتشكل إسرائيل في المرحلة الثانية. ثم نتائج الصراعات الدولية في المنطقة منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى الآن كمرحلة ثالثة. واليوم تعيش المنطقة دخول المرحلة الرابعة في عملية إعادة الترسيم والتشكيل تحت إرادة دولية وهيمنة كاملة ومخطط منسق ومنضبط تشوبه بعض التعديلات. كما حلم العرب بدولة واحدة تجمعهم ولم يحققوها لا زال الكرد يحلمون بدولة واحدة تجمعهم وبصراحة كانت الفرصة سانحة جداً ولكن تسرع القيادة الكردية العراقية ربما أذهب هذه الفرصة أو أجلها لمرحلة قادمة. في الواقعية السياسية لا تستطيع تأسيس كيان مستقل محاط بالأعداء ولو كنت محقاً إلا إذا تحصلت على موافقة القوى الكبرى والتي ستفرض إرادتها على المحيط المعادي كما فعلت إسرائيل عند تشكيلها. كما ان حالة التخبط في السياسة الكردية وعدم وجود هدف موحد أو على الأقل خطة مشتركة علنية يترك المجال لتدخلات وتجاذبات اقليمية. قد يكون هناك اتفاق سري ولكن الاتفاقات السرية حتماً تحتاج وقتاً طويلاً لتنضج وليس التسرع من سماتها. وهنا لا بد من ذكر ان الخلافات الطبقية والاجتماعية والقبلية وحتى الدينية الكردية لا تزال ظاهرة بوضوح وتشكل أكبر خطر يهدد مستقبل الأكراد وخاصة أن هناك مجموعة مسلحة كبيرة العدد بأسماء متعددة مصنفة ببعض أسمائها كمنظمة ارهابية دولية وهي مجموعات حزب العمال الكردستاني بكل أسمائه وتشكيلاته وأذرعه والتي كما هي نقطة قوة لدى الكرد بعدما حققته في سورية من نتائج على الأرض بفضل دعم التحالف الدولي لكن لا ننسى أن ذلك مرهون بنهاية داعش. والجوانب السلبية التي ستضع الأكراد تحت الضغط نتيجة هذه المجموعات هي أن كل شيء سيعود لسابق عهده في التعامل معها من قبل الدول الكبرى وكعادتها الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة ستعمل على استبدال هذه المجموعات بمجموعات أخرى أو ستقوم بإعادة انتاجها كما يوافق مصالحها. وأخيراً كل ماأتمناه أن يعود جميع شعوب المنطقة إلى اتحاد واحد يجمعهم ككل ولو ان ذلك مستحيل. وأن أرى الأكراد وغيرهم متمتعين بكامل حقوقهم وحريتهم على أرضهم وأوطانهم.
الخيانة بدم الكثير من الكرد. قام الشعب السوري يطالب بالحرية ودولة ديمقراطية ضد الأسد وعصاباته .
فقام أوجلان وكلابه بطعن الثورة بالظهر والتعاون مع العفلقي بشار لأن اوجلان العلوي وصالح مسلم كلبين وفيين لبشار.
لهشي اقول لكل كردي انسحب بشرفك واترك هؤلاء اللصوص السرسرية من أوجلان لبررزاني لطالباني لصالح مسلم كلهم همهم المال والسلطة.
أحفظوا دمائكم .لأن الخيانة شيمتهم .
يا أخي لا يعقل أن يكون البرازاني والطالباني ومسلم وأوجلان كلهم عملاء لقضيتهم أرجوك يأخي بدون تعميم … ولا تنسى أن الثورة السورية طعنت بالظهر من داعش ومن السنة العرب أكثر مما يتصوره عقل… وحزب العمال الكردستاني ساهم أيضاً في ذلك من باب العداء لتركيا ليس أكثر ومن الطبيعي ان يتعاون مع ايران وواميركا وروسيا والنظام وأي أحد كما تعاون الجيش الحر مع تركيا والسعودية وقطر.. وكما يتعاون النظام مع ايران وروسيا… مع الانتباه لنقطة ان التعاون في البدايات يأخذ صفة الندية أي صديق لصديق ثائر مع داعم لكن في المراحل التالية وخاصة مع القوى الكبرى يتحول من دعم إلى سيطرة وتصبح العلاقة علاقة رئيس ومرؤوس بين متحكم هو الممول ومتحكم به هو الثائر أو المقاتل او الارهابي سمه ما شئت. القضية ان البرازاني استعجل أمراً وقد دبر له بليل.
لك فخار يكسر بعضوا .هون الاكراد بلثورة السورية طعنونا بلظهر وخدعونا واستغلوا انشغال السوريين بلحرب على النظام لكي يحاولوا تاسيس دولة لهم في سوريا ولكن صدقوني سوف لن تستطيعوا العيش الا في جبال قنديل ولن يكن مكان بعد الان في سوريا لانكم غدارين لعبتم على حبل النظام والمعارضة وفرحتم باقتتال السوريين فيما بينهم ورفعتم إعلام واسرائيل في مناطقكم. الحساب قادم
يا رفيق
ارجو انك ما تعمم لانه اغلب الإخوة الاكراد مسلمين مؤمنين شرفاء، اما عصابة اوجلان فهي بلاء على الاكراد و السوريين مثل النظام بالظبط و هم عملائه من ايام زعيمهم المقبور بالسجن
الله بيعين بس, ما بدو لوم لا الاكراد ولا العرب بيلي صار بسوريا, لأنو كلشي يلي صار مكتوب.
بس منتمنى انو نتحد كلنا ضد الاسد وننهي العنصرية, يا ريت الاكراد يوعو انو النظام عم يستنا يخلص من داعش ليتفرغ الهم, حتى حكم ذاتي ما لح يعطيهم, يعني بيكفي عيش بالاحلام
وين المعلق Danmark, logstor صار لو زمان غايب, كان فعال و يرد تقريبا على الجميع على كل يسعدنا سماع تعليقاته بس ما يتقل العيار!!! سلام .