خبراء : السفر الفضائي يولد ” ألعاباً نارية ” في جسم الإنسان !
لقد مضى أكثر من عام على عودة رائد الفضاء المتقاعد، سكوت كيلي، إلى الأرض بعد قضائه 340 يوما على متن المحطة الفضائية الدولية.
وكثّف الباحثون في الشهور التي مضت، جهودهم لفهم كيف أثرت الرحلات الفضائية على جسده مقارنة بشقيقه التوأم، رائد الفضاء المتقاعد مارك كيلي، الذي ظلّ في المنزل خلال الفترة نفسها.
وكشفت النتائج الأولية أن الجسم يستجيب على الفور إلى بيئة الفضاء، حيث ينشط التعبير الجيني مثل “إطلاق الألعاب النارية”، فتتبدل الآلاف من الجينات بين النشاط والسكون.
وقام الباحثون بتحليل العينات التي جُمعت من الأخوين كيلي على مدار العام الماضي، ودرسوا كيف يؤثر السفر الفضائي على وظائف الأعضاء البشرية والصحة السلوكية، وميكروبيوم الأمعاء، وكذلك التعبير الجيني.
وبالفعل، أدت الدراسة إلى العديد من الاكتشافات الرائدة. وتشير البيانات إلى أن السفر الفضائي يؤدي إلى زيادة في المثيلة، أو عملية تنشيط الجينات وإيقافها.
ويقول كريس ماسون، المحقق الرئيسي في الدراسة: “إن الأشياء الأكثر إثارة التي شاهدناها عبر دراسة التعبير الجيني في الفضاء، هي رؤية انفجار يشبه عملية إطلاق الألعاب النارية، بمجرد دخول الإنسان إلى الفضاء. ويستمر بعض النشاط مؤقتا عند العودة إلى الأرض”.
ويهدف البحث إلى دراسة 4 فئات تتعلق بالجسم البشري إلى جانب آثار الفضاء، في محاولة لتوجيه البعثات المستقبلية، بما في ذلك الرحلات المأهولة إلى المريخ، وفق ما ذكرت قناة روسيا اليوم، ومن المتوقع نشر النتائج النهائية عام 2018.
وأضاف ماسون: “تمثل هذه الدراسة واحدة من أكثر وجهات النظر شمولية في علم الأحياء البشرية، والتي سنحتاج إليها عند إطلاق الرحلات المأهولة إلى أعماق الفضاء. كما تضع الأساس لفهم المخاطر الجزيئية الناجمة عن السفر الفضائي، فضلا عن سبل حماية التغيرات الجينية وتحديدها”.
وفي دراسة أخرى أجريت مؤخرا عن آثار السفر إلى الفضاء، قام باحثون من روسيا وكندا بتحليل تكوين البروتين في عينات دم جُمعت من 18 رائدا روسيا، شاركوا في بعثات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية.
وباستخدام مطياف الكتلة، قام الفريق بقياس تركيزات 125 بروتين في بلازما الدم، تم جمعها قبل 30 يوما من الرحلة الفضائية، وبعد عودتهم إلى الأرض مباشرة، وكذلك بعد 7 أيام من ذلك.
وتمكن الباحثون من رؤية تقلبات في تركيز البروتين، وتحديد مدى سرعة العودة إلى الوضع الطبيعي.
وكشفت النتائج أن الرحلة الفضائية تُنشط جهاز المناعة الذي يحفز جميع أنظمة الدفاع الممكنة، في مواجهة التهديدات غير المألوفة، ما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في جميع أنحاء الجسم البشري، ابتداء من الأعضاء وصولا إلى الأنسجة والخلايا.[ads3]