فرانس برس : الحملة على الفساد في السعودية تثير قلق الحليف الأميركي
بدأت الحملة غير المسبوقة التي تنفذ في السعودية تحت عنوان مكافحة الفساد تثير “قلق” واشنطن بعد أيام من اعلان الرئيس دونالد ترامب تأييده الكامل لهذه العملية.
واعتقل في اطار هذه الحملة أكثر من 200 شخص في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر في اطار حملة التطهير التي استهدفت أمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال، ونفذت بعد تشكيل لجنة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يعزز سلطاته ونفوذه.
وقالت النيابة العامة ان الموقوفين المحتجزين في مكان لم يُفصح عنه سيخضعون للمحاكمة.
وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الجمعة ان حملة التوقيفات غير المسبوقة في السعودية تثير “بعض القلق”.
وصرح تيلرسون على متن الطائرة في طريقه الى دانانغ في فيتنام “لقد تحدثت الى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للحصول على توضيحات وأعتقد بالاستناد الى هذه المحادثة ان النوايا جيدة”.
وأضاف “شخصيا أعتقد ان الامر يثير بعض القلق طالما لا يزال مصير هؤلاء الاشخاص غير واضح”.
– ابتلعوا ثروات البلد –
في المقابل، عبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن دعمه لهذه الاجراءات، وقال الاثنين ان لديه “ثقة كبيرة” بالحملة. وكتب ترامب على تويتر أن الملك سلمان وولي العهد “يعرفان تماما ماذا يفعلان” وان “بعضا ممن يعاملونهم بقسوة كانوا يبتلعون ثروات البلد منذ سنوات”.
هذا التأييد الصادر عن الرئيس الأميركي للقادة السعوديين الذين يؤازرهم في الوقوف في وجه ايران، العدو المشترك، يقلق في المنطقة المراقبين والخبراء الذين يعدونه مجازفة.
ومنذ الأسبوع الماضي ارتفعت حدة تبادل الاتهامات بين طهران والرياض، وفي قلب التوتر الجديد مصير لبنان وكذلك اليمن الغارق في حرب طاحنة عدا عن أن سكان هذا البلد الذي يعد من الأفقر في العالم يواجهون أخطر أزمة انسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.
واتهمت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا لمحاربة الحوثيين الشيعة وحلفائهم منذ آذار/مارس 2015 في اليمن، الأربعاء ايران بشن “عدوان مباشر” عليها بعد اطلاق الحوثيين صاروخا باتجاه مطار الملك خالد في الرياض.
وفي حين تقرع طبول الحرب، زار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء الخميس السعودية حيث التقى ولي العهد.
– مجاعة كبرى –
واكدت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الجانبين “ناقشا مطولا أهمية الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومحاربة الارهاب وبصورة خاصة العمل من اجل احلال السلام”.
وشدد ماكرون على “الاهمية التي توليها فرنسا لاستقرار وامن وسيادة وسلامة اراضي لبنان” الذي اعلن رئيس وزرائه سعد الحريري استقالته السبت الماضي من الرياض بعد سنة من توليه منصبه بالشراكة مع حزب الله اللبناني المتحالف مع إيران.
وبعد الاستقالة، دعت الرياض مواطنيها الى مغادرة لبنان وبالمثل فعلت الكويت والبحرين والامارات.
وفي ما يخص اليمن، قالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون “أكد ان الوضع الانساني يثير قلقه وعرض مساعدته لتسهيل ايجاد حل للازمة”.
وتكرر الامم المتحدة النداءات من اجل وقف تدهور الوضع الانساني الخطير في اليمن حيث قتل اكثر من 8650 شخصا واصيب 58 الفا بجروح غالبيتهم من المدنيين في أقل من سنتين، وفق منظمة الصحة العالمية.
وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية مارك لوكوك قبل أيام ان اليمن على شفير “أكبر مجاعة” شهدها العالم منذ عشرين سنة في حال الابقاء على الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية على موانئه ومطاراته ومنافذه. وحذر من أن “الملايين” قد يذهبون ضحية لهذه المجاعة.
وتم بعد اطلاق الصاروخ على الرياض تشديد الحصار على اليمن علما أنه قائم منذ اكثر من سنتين.
وخلال اجتماع مغلق الأربعاء، عبر مجلس الامن الدولي عن “القلق ازاء الوضع الانساني الكارثي في اليمن”، واكد ضرورة ابقاء “كل الموانىء والمطارات اليمنية مفتوحة”.
ويقول التحالف الذي تقوده السعودية ان الحصار مؤقت وهدفه منع وصول أسلحة الى الحوثيين. (AFP)[ads3]