حقيقة خبر ” سوري يذبح زوجته في بريتال ( لبنان ) “
“جريمة مروعة على مفرق بريتال، سوري ذبح زوجته وفرّ من المكان، القوى الامنية حضرت وضربت طوقا امنيا وباشرت التحقيق بالقضية”. فحوى خبر ارفق بصورتين لسيدة مذبوحة واخرى لسيارة اسعاف يقف بالقرب منها عدد من عناصر قوى الامن الداخلي، تداوله ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” ليبدأ سيل التعليقات المنددة بالجريمة الشنعاء، فما حقيقة الامر؟
مصدر في قوى الامن الداخلي نفى لـ”النهار” وقوع أي جريمة لذبح سيدة على يد زوجها عند مفرق بريتال او اي منطقة اخرى في لبنان ليل امس، كذلك الامر بالنسبة لرئيس البلدية احمد اسماعيل الذي اكد ان” الامر بدأ كمزحة وضعها احد الناشطين على صفحته ذكر فيها ان شخصاً قتل زوجته ونفسه قبل ان يهرب، اذ كيف له ان يقتل نفسه ويهرب! لتتداول الخبرية وتأخذ منحاً آخر بأن سورياً ذبحَ زوجته قبل أن يفر من المكان، الشائعة تناقلها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعية قبل ان تنشرها مواقع الكترونية”. واضاف ” الشائعة في لبنان سوقها كبير، نأسف ان هناك بعض الصحافيين الذين ينشرون اخبارا قبل التأكد من صحتها”. وعن سبب اختيار بلدة بريتال لنسب وقوع الجريمة فيها، علق اسماعيل ضاحكا” كون صوفتها حمرا كما حال السوريين”.
عندما تصبح الجريمة طرفة يتداولها البعض للترفيه، وصور الضحايا للاستهلاك في اخبار كاذبة من دون الاخذ بعين الاعتبار ان كانت عائلاتهم سترى جثث ابنائها باتت تستخدم في شائعات لا تقدم الا صورة عن مجتمع اعتاد افراده على اخبار الجرائم والانتحار حتى اصبحت كخبر عابر لا يحرك ساكنا عند القارئ، فإن اخصائية علم النفس هيفاء السيّد اعتبرت مزاح البعض بأخبار الموت يعبّر عن اضطرابات نفسية يعاني منها هؤلاء، حيث شرحت في اتصال مع “النهار” ان” لا شيء يخلق من العدم، هناك دوافع لا شعورية مكبوتة لدى الفرد يعمل على ازاحتها واظهارها من خلال صور، وتداول البعض لخبر ذبح امرأة على سبيل النكات قد يعود الى اصابتهم بالوسواس القهري الذي يظهر بشكل صور ذهنية تحتل عقل الفرد ويراها كأنها مجسدة امامه بشكل كامل، او قد يكون سببه شخصية سادية او ربما هذه الشائعات ناتجة عن اندفاعات وهي اضطرابات يشعر بها الفرد بالرغبة في القيام بأعمال عدوانية منافية لمعايير المجتمع، ولكي يخفف الشعور بالذنب وفي محاولة لمقاومتها يحاول تجسيدها عن طريق خبر هزلي مرفق بصور”.
أسرار شبارو – صحيفة النهار اللبنانية
[ads3]
الله يهدينا