” غرفة الغرباء ” .. لاجئ سوري يؤدي دور ” لاجئ سوري ” في مسرحية بالنمسا
أدى شاب سوري دوراً على مسرح مدينة فيينا، مثل من خلاله شخصية لاجئ سوري في النمسا، في عرض “غرفة الغرباء”، لبيتر توريني.
وقال موقع “شبيغل أونلاين” الألماني، الإثنين، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الشاب تميم فتال، البالغ من العمر عشرين عاماً، أنهى دراسته الثانوية بعمر 18 عاماً، حيث بدا أمام مفترق طرق، فإما الانضمام لجيش بشار الأسد والقتال معه في حرب حصدت أرواح مئات آلاف السوريين، وإما اللجوء، وهو الطريق الذي اتخذه الشاب عام 2015.
في المسرحية، لعب تميم شخصية لاجئ سوري يدعى سمير، تريد السلطات ترحيله، و يجتمع صدفة بزوجين كبار في السن، ويقيم عندهم، الزوج يدعى “غوستل”، عنصري ومعاد للأجانب، و زوجته “هيرتا” تحاول إقناعه وتستطيع فرض رأيها عليه، بإسكان اللاجئ عندهم.
خلال العرض كله، لم يتحدث سمير سوى بضع كلمات، وفي إحدى المواضع يقوم بالتحدث مع نفسه باللغة الإنكليزية، راوياً رحلة لجوئه، وقال تميم: “الحديث الانفرادي احتوى على حكايات من حياتي الحقيقية، الشخصية لديها شيء مني لكنها ليست أنا”.
تميم حضر فوراً للمشاركة عندما سمع بالبحث عن شخص ليمثل دور سمير، لكن المسؤولين كانوا متخوفين بعض الشيء منه، وسألوه ما إذا كان سيأتي يومياً للتحضيرات.
من الواضح جدًا أن محاربة الأحكام المسبقة ضد اللاجئين، مثل أنهم كسالى، أو يعاملون المرأة بشكل سيء، أو لا يحترمون القانون، تجعل تميم يشعر السعادة، والشاب السوري يتحدث اللغة الألمانية بشكل رائع، بالمقارنة مع فترة إقامته بالنمسا لسنتين، وقال تميم: “أريد أن أتحدث بشكل أفضل وأن أقلل من التفكير أثناء الكلام”.
تميم بحسب تصريحه، لم يرد أن يكون “طرفاً في هذه الحرب”، فإما أن يَقتل فيها أو يُقتل، فلذلك قرر والده، التاجر المتقاعد، ووالدته المعلمة، تهريبه خارج سوريا.
رحلته عبر تركيا كانت حافة بالمشقة، بدأت من لحظة عبوره من الأراضي السورية إلى التركية، اليوم تميم هو لاجئ رسمي في النمسا، ولديه عمل، ويعيش مع أصدقائه في مجمع سكني.
تميم، وكما صرح، لم يتعرض لاعتداءات عنصرية، لكن حتى ولو حصل ذلك، فإن كافة الأحكام المسبقة تتلاشى بمجرد التحدث مع المواطنين بلغتهم.
ويتمنى الشاب العودة إلى سوريا عندما تنتهي الحرب، وعن ذلك قال: “لا أستطيع التخلي عن أهلي وأصدقائي، ولكن أتمنى أن أسمي فيينا كوطن بالنسبة لي”.[ads3]