هل ستكون المعركة النهائية ؟ .. إدلب تتحول لساحة حرب كبرى بين جبهة تحرير سوريا و هيئة تحرير الشام

تشهد محافظة إدلب توتراً متصاعداً، مع تجدد الاقتتال بين هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) من طرف، وجبهة تحرير سوريا حديثة التشكيل (الزنكي وأحرار الشام) من طرف آخر.

شرارة الخلاف الأولى بدأت ليلة الجمعة الماضي (16/2)، بمقتل أبو أيمن المصري، مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين قرب قرية “الهوتة” بريف حلب، على يد حاجز لحركة نور الدين الزنكي، التي أقرت بمسؤوليتها عن مقتله، مشيرة إلى أنه قتل خطأ، مبدية في الوقت ذاته استعدادها لتشكيل محكمة مستقلة ترفع إليها القضية لإيجاد حل لها.

بيان الزنكي لم يهدئ الأوضاع، حيث قالت هيئة تحرير الشام إن مقتل المصري على يد الزنكي كان متعمداً، لتعلن الزنكي توحدها مع حركة أحرار الشام الإسلامية في جسم واحد تحت اسم “جبهة تحرير سوريا”.

وعقب يومين من تشكيل الجبهة، أعلنت الأخيرة اعتقال عدد من عناصرها على يد هيئة تحرير الشام على حواجز تابعة للهيئة في ريفي إدلب وحلب الغربي، بعد تعميم من الهيئة على عناصرها باعتقال جميع مقاتلي الجبهة حديثة التشكيل، حيث توعدت الجبهة بأنها لن تسكت على هذه الأفعال.

وبدأت المعارك على محاور أورم الكبرى ودارة عزة، مع تبادل للاتهامات حول الجهة التي أطلقتها بين الجبهة والهيئة، إضافة لتبادل الاتهامات بقصف المناطق المدنية.

معارك الشمال هذه المرة لم تكن كسابقتها التي مكنت تحرير الشام والنصرة سابقاً من القضاء على فصائل عدة، بدءاً من جبهة أحرار سوريا بقيادة جمال معروف، وانتهاء بالعديد من الفصائل الأخرى.

وتمكنت جبهة تحرير سوريا من فرض سيطرتها على عدة قرى ومدن، منها قرى جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، مع قرية وحرش عابدين، التي تعتبر من معاقل تحرير الشام، بالإضافة لكرسعه وترملا ومعرة الصين والرويحة، وكفريحمول، مع اقتراب المعارك من مدينة كفرنبل.

وبعد منتصف ليل الجمعة / السبت، قال ناشطون إن الجبهة سيطرت على مدينة معرتمصرين بشكل كامل، دون أن يتسن لعكس السير التأكد من صحة هذه المعلومة من مصادر موثوقة.

وتوعد رئيس المكتب السياسي في جبهة تحرير سوريا، حسام الأطرش، باستئصال هيئة تحرير الشام، وقال في بيان له: “ساعات قليلة ويكسر قرن الجولاني كسراً لا جبر بعده، فهم الآن يلفظون أنفاسهم الأخيرة، ووقع الخلاف والشقاق بينهم، وخسروا كل خططهم ومكرهم وانكشف زيفهم وخداعهم”.

المعارك بين الطرفين أسفرت عن قتلى وجرحى وأسرى متبادلين في صفوفهما، ومع استمرار الاشتباكات، أعلنت هيئة تحرير سوريا الجمعة، استعادة السيطرة على بلدة كفرناها، وأسر 70 عنصر من هيئة تحرير الشام، والاستيلاء على عشرات السيارات وعدد من الذخائر والأسلحة.

وحذر ناشطون من اشتداد المعارك والاشتباكات بين الطرفين، مع الأنباء المتواردة حول حشود متبادلة على محاور سراقب وكفرنبل، وسط مساع من جبهة تحرير سوريا للسيطرة على المدينتين الاستراتيجيتين في إدلب.[ads3]