كاتبة ألمانية في مقال تهكمي بعد تصريحات اليمين المتطرف و وزير الداخلية : ” الإسلام ينتمي إلى حزب البديل لألمانيا ” !
كتبت “فيردة اتامان” مقالاً في مجلة “دير شبيغل”، تحت عنوان: “الإسلام ينتمي إلى حزب البديل لألمانيا“.
وقالت الكاتبة في المقال الذي نشرته المجلة، يوم السبت، بحسب ما ترجم عكس السير: “تخيل معي، يرن جرس الهاتف، ترفع السماعة ويسألك معهد أبحاث خلال مسح يقيمه السؤال التالي: “هل اليهودية جزء من ألمانيا؟ نعم؟ لا؟. لماذا تم سؤالي حول ذلك؟ لحسن الحظ، لم يحدث هذا المسح لمثل البوذية أو الكنيسة الأرثوذكسية الصربية أو جيش الخلاص”.
“أما المسح فقد جرى حول الإسلام في كثير من الأحيان، وعندما سئل الأشخاص عما إذا كان الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، أجاب غالبية المشاركين منذ سنوات بـ لا، هذا أمر مثير بالفعل، لأنه بمثابة رد فعل دفاعي ضد حقيقة غير سارة”.
إذا كان الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا بالفعل، فلماذا يعدّ الموضوع الأول للحكومة الفيدرالية الجديدة؟ ولماذا تعد إحدى الصور الأكثر تأثيراً في الحملة، صورة كاريكاتورية من اليمين، وفيها أنجيلا ميركل محجبة بالنقاب الأسود؟
الإسلام يشغل الألمان تقريباً بشكل هوسي، لقد أصبح جزءًا من هويتهم، حيث إن ترسيم هذا الدين هو ما يجعل المرء ألمانياً.
بهذه الطريقة فقط يمكن للمرء أن يفسر لماذا يتم إنتاج تناقض مستمر بين “الألمان” و “المسلمين”، على الرغم من أن هذا يتناقض مع الواقع الاجتماعي، وهو أن جزءاً كبيراً من المسلمين الذين يعيشون هنا هم ألمان.
وهناك مجموعة تدين بالكثير للإسلام وبالتحديد اليمينيون، كيف سيكون وضع الشعبويين اليمينيين بدون الإسلام، الذي يتعبرونه عدوهم الأول، والإسلام في أعينهم هو الشر وعدو للديموقراطية والقيم الغربية.
لو أتى اللاجئون من البلدان المسيحية إلى ألمانيا، فمن المحتمل أن يكون حزب البديل حزباً مفتتاً ولهذا، ينتمي الإسلام إلى حزب البديل (اليميني)، باعتباره الساق الخشبية للقراصنة.
إن حزب البديل يقلق من وجود أكثر من 5 ملايين مسلم الذين تتزايد أعدادهم باستمرار ويراهم “خطراً كبيراً”.
وسائل الإعلام لديها أيضا صلة خاصة مع الإسلام، لأنه وفقاً للمعايير الصحفية العادية، ستكون عبارة “الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا” ليست خبراً، ناهيك عن عنوان رئيسي يستحق المتابعة، فهو تصريح مبتذل، وقد تم تقديمه عدة مرات من قبل سياسيين مختلفين وليست له قيمة جديدة.
لكن وزير الداخلية الجديد جرب هذه الجملة بالضبط في أول مقابلة له مع جريدة “بيلد”، وفجأة قامت جميع وسائل الإعلام حتى الأخبار المسائية على شاشة التلفزيون بنقل الخبر.
لكي نفهم كم هو أمر لا يُنسى، يجب على المرء أن يتذكر مرة أخرى: لم يحدث أي شيء باستثناء أن أحد السياسيين في الاتحاد المسيحي الاجتماعي يجد ما وجده الكثيرون قبله.
لكن سواء كان الإسلام ينتمي لألمانيا أم لا، فهو أمر مستقطب فقط ويثير العقول ويجعل الناس مستيقظين، ويعتبر لغز الأمة، الإسلام ينتمي إلى مناظرات الهوية الألمانية، مثل الملح في الحساء.
وختمت الكاتبة قائلة: “عزيزي السيد سيهوفر (وزير الداخلية الجديد)، إن حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي لا ينتمي إلى ألمانيا، (لكن ينتمي إلى بافاريا) بالطبع، المنتخبون للحزب ينتمون إليها بالفعل.[ads3]