باحثون : ذوبان المحيط المتجمد الشمالي يفتح طريق حرير جديد

يستعد العالم لاستغلال ذوبان جليد المحيط المتجمد الشمالي في فصل الشتاء بعد انكماشه إلى ثاني أصغر مساحة له منذ بدء التسجيل، ما يمهد الطريق أمام عمليات الشحن والتنقيب عن النفط في المنطقة وربما يتسبب في تقلب أحوال الطقس جنوبا، حسب ما أفاد علماء.

وحسب رويترز، قال المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلوج والجليد، إن الغطاء الجليدي العائم ربما بلغ حدا أقصى سنويا في 17مارس على مساحة 14.5 مليون كيلومتر مربع وهو ما يزيد بقدر ضئيل عن مساحة قياسية له سجلت عام 2017.

ومع نهاية فصل الشتاء في مارس، يصل امتداد المياه المتجمدة حول القطب الشمالي إلى حده الأقصى، لكنه لا يلبث أن يبدأ في الذوبان إلى أن يصل إلى حد أدنى سنوي في سبتمبر من كل عام، وانكمش الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي في العقود القليلة الماضية في ظاهرة يقول علماء إن السبب فيها هو تغير المناخ بفعل النشاط البشري.

ويتناقض تقلص الغطاء الجليدي مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مقابلة تلفزيونية في شهر يناير حين قال “كانت القمم الجليدية في طريقها للذوبان… لكنها الآن تسجل أرقاما قياسية”.

وإلى الآن تركز معظم البحوث العلمية على وتيرة لتقلص مساحة الغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصل الصيف تفتح مسارات للملاحة البحرية من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي وتسمح بالتنقيب عن النفط والغاز حتى إذا كان ذلك يتسبب في أضرار للسكان الأصليين والحياة البرية في المنطقة التي تعيش فيها الدببة القطبية.

وقال تور إيلدفيج الأستاذ في مركز بيركنيس لبحوث المناخ التابع لجامعة بيرجين، إن تقلص فترة الشتاء يعني انكماش مساحات الجليد وخصوصا في بحر بارنتس القطبي شمالي روسيا والنرويج حيث صار المناخ أشبه بمناخ المحيط الأطلسي.

وقالت شركة تيكاي للشحن إن ناقلة جرى تحميلها بأول شحنة من الغاز الطبيعي المسال من ميناء في شمال روسيا وتوجهت إلى فرنسا في يناير، مضيفة أن هذه هي أول سفينة تخرج في هذه الرحلة في فصل الشتاء دون الحاجة لتزويدها بكاسرات الجليد.

وربما يؤثر تقلص مساحة الجليد أيضا على الطقس في مناطق واقعة إلى الجنوب.

وشهدت ولاية فلوريدا الأميركية هذا الشتاء أجواء برد قارس كما تعاني الولاية على فترات طويلة من تهديد ارتفاع مستوى المياه في البحر.

وقال المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلوج والجليد، إنه وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية سجل الغطاء الجليدي حول القارة القطبية الجنوبية ثاني أقل مساحة قياسية له في فصل الصيف منذ بدء تسجيل حركة الجليد في سبعينيات القرن الماضي. (reuters)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها