ألمانيا : مطالب بالتصدي بحزم لمعاداة السامية في المدارس
على خلفية تنامي ممارسات معادية للسامية والعنف والتنمر الديني في المدارس بألمانيا، طالب الرئيس السابق لحزب الخضر جيم أوزدمير بتكثيف التعاون بين المدارس والآباء فيما يتعلق بتربية الأبناء.
وأكد أوزدمير في حوار مع صحيفة “بيلد” على ضرورة حضور الآباء الاجتماعات، التي تنظمها المدارس فيما يعرف بـ”أمسية الآباء”، وإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك حوار بشكل دوري بين الآباء والمربين، يتابع أوزدمير (52 عاماً)، الذي يعد أول عضو بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) من أصول تركية خالصة.
وقال أوزدمير لبيلد “ليس مجديا تسليم الطفل عند بوابة المدرسة دون معرفة أي شيء عنه، ثم يكون على المدرسة أن تمنعه من التحول إلى معادٍ للسامية وأن تجعله إنساناً منفتحاً ومتسامحاً ومحباً للغير وأن يكون متحفزاً للدراسة والتعلم، هذه مسألة لا تكفي” للقيام بتلك المهمة.
ويأتي هذا النقاش على خلفية وقائع عنف في مدارس ببرلين، حيث تعرضت على سبيل المثال تلميذة على مدار عامين للسب، في إحدى المدارس الابتدائية، بسبب ديانتها اليهودية، من قبل تلاميذ أكبر منها سنا منحدرين من عائلات مسلمة، كما هددها أحد التلاميذ بقتلها لأنها لا تؤمن بالله، حسب ما أخبر والد الفتاة أحد الصحفيين في صحيفة “برلينر تسايتونغ”.
كما تم رصد تداول فيديو لإعدامات قام بها تنظيم” داعش” بين مجموعة من تلاميذ المرحلة الابتدائية على تطبيق “واتس آب”، وأكدت الإدارة التعليمية في برلين ومديرو المدارس هذه الوقائع.
ومن جهته حث هيلموت هولتر، وزير التعليم في ولاية تورينيغن على القيام بعملية تحليل لوقائع معاداة السامية في المدارس الألمانية، وقال السياسي المنتمي لحزب اليسار لصحيفة بيلد “هذه الوقائع مثيرة للقلق نحن جميعا مطالبون بمواجهتها. وعلينا تحليل الأسباب المدرسية والمجتمعية” لحدوثها.
وتابع هولتر “بجانب قيمة الحرية الدينية يجب أن يتم التوضيح بشكل خاص مراراً وتكراراً أنه لن يكون هناك تسامح مطلقاً مع معاداة السامية في هذا البلد ، ولا ملليمتر واحد”.
ومن جانبه طالب ميشائيل مولر، عمدة برلين، والمنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، (طالب) المجتمع بالوقوف بشكل حازم في مواجهة التعبيرات المعادية للسامية. وقال لصحيفة “تاغس شبيغل”: “ولأجل ذلك علينا أن نفتح عيوننا وآذاننا، فالحساسية لدى كل واحد منا مطلوبة من أجل منع وقوع شيء كهذا”.
أما السياسي المحافظ شتيفان ماير، السكرتير البرلماني لدى وزارة الداخلية الألمانية، فأوضح بأنه “يجب عدم التسامح مع قيام مجموعات جهادية أو مستعدة للعنف للدعاية في الحياة اليومية للتلاميذ وخصوصا في العالم الرقمي”.
وتابع السياسي المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري): لصيحفة باساور نوين بريسه: “من حيث المبدأ يجب منع حدوث زيادة في ارتباط الهوية بمعتقدات متطرفة أو ممجدة للعنف أو حتى “ثقافات فرعية للشباب
وكشفت سرايا غوميس مسؤولة مناهضة التمييز في مدارس برلين عن أن عام 2017 شهد وقوع 12 حالة معاداة للسامية، بينما دعا راينر فنت، رئيس نقابة الشرطة الألمانية إلى عمل إحصائيات بتلك الوقائع على مستوى ألمانيا، وهو ما أيده المجلس المركزي لليهود في ألمانيا وقال رئيس المجلس، يوسف شوستر، الثلاثاء في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) إنه يتمنى استحداث آلية خالية من العوائق البيروقراطية تمكن من تسجيل ممارسات العنف في المدارس لتوفير صورة واضحة عن الأوضاع هناك.
وقال شوستر إنه ينتابه شعور بتزايد وقائع معادية للسامية خاصة في المدن الكبيرة، وقال: “هنا تلعب برلين للأسف دورا رياديا على ما يبدو”.
من جانبها كتب صحيفة “فيلت” في تعليق لها معاداة السامية والعنف في المدارس “من يريد أن يكون الاندماج في ألمانيا ناجحاً مثلما هو الحال بالنسبة لـ(منتخب) كرة القدم، عليه أن يكون واقعياً في التعامل مع التطورات الخاطئة”.
وتابعت “دي فيلت” تقول: “لقد جرى السماح بوجود مناطق خارجة عن سلطة القانون خالية من القانون في المدن، وتركت المساجد للسيطرة التركية والإيرانية.
وفي المدارس تُرك المدرسون والمدراء وحدهم في مواجهة العنف والتخويف”، وأكدت الصحيفة أن: “أي شاب يأتي إلينا لديه الأدوات لكي يثري بلدنا من كافة الجوانب، ولا ينبغي أن نبقى ننتظر ذلك منه، وإنما يجب أيضا أن نطالب بذلك”. (DPA – KNA – DW)[ads3]