الجزء الجديد من فيلم ” Tomb Raider ” يخيب آمال و توقعات الجمهور
يمكن ان نقول عن “Tomb Raider” انه فيلم آكشن مقبول في أفضل حالاته، فهو يقدم بعض المشاهد القتالية الرائعة والأضرحة المثيرة، لكن يفشل في إظهار شخصية “لارا كروفت”، حيث جعل هويتها محدودة بعلاقتها بوالدها المفقود وبراعتها البدنية.
وعلى الرغم من أن الفيلم قد أخذ الكثير من العناصر مباشرة من اللعبة الرائعة التي صدرت عام 2013، إلا أنه اختار بشكل مخيب للآمال عدم استخدام العنصر الذي جعل “لارا” شخصية مثيرة وعميقة وهو انها ثرية جدا.
وبعد 7 سنوات على اختفاء “ريتشارد كروفت”، نجد بأن “لارا” قد تخلت عن ثروة عائلتها واختارت بدلا من ذلك العمل كساعية تكافح من أجل تغطية نفقاتها، وتأخذ المشاهد القليلة الأولى وقتا أكثر من اللازم في محاولة لاستعراض لياقة “لارا” البدنية، لكنها تفشل في تطوير شخصيتها بما يتعدى تصويرها كفتاة تشعر ببعض الخجل أثناء انطلاقها في الحياة.
وحقيقة كونها لا تمتلك أية اهتمامات مسبقة بعلم الآثار أو رغبة في خوض المغامرات يجعلها بطلة غير ناضجة مقارنة بنظيرتها في لعبة الفيديو، على الرغم من أن الممثلة “آليشيا فيكاندر” تسعى جاهدة لجعل شخصية «لارا» مفعمة بالحياة، فهي لا تجد أي اهتمام بالأمر إلا بعدما تكتشف مخبأ والدها الأثري، ثم تستخدم أبحاثه حول جزيرة مجهولة تدعى ياماتي وملكتها الخارقة هيميكو للبحث عنه.
قد لا تكون هناك حاجة لتفسير العلاقة المتأصلة بين أب وابنته، لكن عندما تقتصر كل ذكرى نراها لـ “لارا” وأبيها على لحظات الانفصال المؤلمة، يصبح من الصعب الاقتناع بما يجعل علاقتهما مميزة، فإن غيابه هو سمة من بين سمات علاقتهما، أهمها هي أنه أبقى جزءا كبيرا من حياته مخفيا عنها، حيث ان الأب الذي كانت تظن بأنه غائب دائما برحلات عمل كان في الواقع يخاطر بحياته للبحث عن مخلوقات خارقة في الوقت الذي تحاول فيه المنظمة الشريرة “Trinity” استغلال عمله.
إن تأسيس هذا الفيلم على علاقتهما سوية يجعله ضعيفا منذ البداية، ويزداد الأمر سوءا عندما تبيع “لارا” الهدية الوحيدة منه والتي تعتز بها للغاية من أجل الذهاب في مغامرتها.
لكن ينجح فيلم “Tomb Raider” على الأقل في تقديم الأكشن الرائع والمواجهات التي تتحدى الموت والتي تميزت بها اللعبة وذلك بطرق مثيرة للاهتمام، ومن بين تلك اللحظات المميزة هروب “لارا” على سبيل المثال من طائرة متهالكة، والتي تم تصويرها بشكل مطابق إلى حد مثير للدهشة، حتى الطريقة التي تتأرجح بها عبر الحطام وتتسلق الجدران باستخدام معولها، كما تنجح خبرة «لارا» بالفنون القتالية المختلطة بالتوازن بشكل جيد مع مهاراتها المميزة باستخدام القوس والنشاب، وتتمكن بفضل شجاعتها وإرادتها خلال المعارك القتالية باليدين مع المرتزقة الذين تواجههم على الجزيرة من تقديم مشاهد قتالية مثيرة ورائعة.
لكن لا تستطيع هذه اللحظات التي تثير الحنين للعبة من التعويض عن سوء استغلال الفيلم لـ «لارا» بشكل عام، ولا يكفي أن شخصيتها لا تتمكن من التطور إلى كامل إمكانياتها، بل ما يزيد الطين بلة أن “لارا” تتعرض لتعليقات مزعجة من الرجال مثل “لدي ابنتين مثلك.. بشعر داكن مثل شعرك، وبجمالك”، حيث أن معظم الرجال الذين تلتقيهم إما يقومون بمغازلتها أو يريدون قتلها، أو كليهما سوية!، وفق ما اوردت صحيفة “البيان” الإماراتية، وربما هناك 3 نساء أخريات في “Tomb Raider” يقلن أكثر من عبارة واحدة.
لقد تمكنت لعبة “Tomb Raider” من تغيير صورة “لارا” إلى حد كبير، لكن يمكن اعتبار هذا الفيلم خطوة هائلة نحو الخلف لأنه يفشل في فهم أو تصوير الجوانب التي نجحت كثيرا في شخصية “لارا” في تلك اللعبة، حيث شهدت اللعبة تحولها من عالمة آثار بارعة إلى مغامرة ذات مهارات قتالية مدهشة، لكن للأسف يمتلئ هذا الفيلم بخيبات الأمل المتتالية.
وأحد أبرز الشخصيات الرئيسية التي تسيء معاملة “لارا” هو الشرير وزعيم قوات Trinity على جزيرة ياماتي- ماثياس (والذي يلعب دوره والتون غوغينز) ويعاني هذا الشرير من عدم وجود عمق لشخصيته، حاله حال جميع الشخصيات الاخرى في هذا الفيلم، وعندما تجمع أداءه الغريب مع دوافعه غير المقنعة يبقى أمامك شخصية سيئة ضعيفة، فهو لا يضفي أي شعور من الترهيب إلا بسبب المسدس الذي يحمله غالبا، لكن حتى عندما يحاول تهديد الناس فإنه يظهر بمظهر سخيف أكثر من كونه مخيفا، والأسوأ من ذلك هو أن دوافع ماثياس لسلوكه الشرير هذا تبقى غير مقنعة على الرغم من أننا يمكن أن نتفهمها.
اختلف هذا الفيلم عما عرفناه في الأفلام السابقة لسارقة القبور “لارا كروفت” وهي مجموعة الأفلام التي قامت ببطولتها النجمة أنچلينا چولي، فجاء الفيلم الجديد مخيبا للآمال رغم تفوقه في الأكشن والمغامرات وحل الأحاجي التي تمر بها “لارا”.
[ads3]