منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ترفض طلب روسيا الانضمام للتحقيق في قضية سكريبال

أعلنت روسيا أنها فشلت في الحصول على تأييد غالبية الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الأربعاء، لتنضم إلى التحقيق في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال.

وصرح سفير روسيا لدى المنظمة الكسندر شولغين للصحافيين “للأسف لم نتمكن من الحصول على ثلثي الأصوات لدعم ذلك القرار. كان من الضروري الحصول على الغالبية الموصوفة”.

وعقد اجتماع المنظمة، الأربعاء، في مقرها في لاهاي لبحث قضية تسميم سكريبال الذي حملت بريطانيا مسؤوليته لروسيا، غداة إعلان مختبر بريطاني أنه لا يملك دليلا على أن روسيا هي مصدر المادة التي استخدمت في تسميم الجاسوس السابق في إنكلترا.

كما طلبت روسيا من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع، الخميس، لبحث القضية، بحسب ما أعلن سفير موسكو إلى الأمم المتحدة، الأربعاء.

وقال فاسيلي نيبنزيا أن روسيا طلبت عقد الاجتماع لبحث اتهام الحكومة البريطانية لموسكو بشن هجوم بغاز أعصاب على سكريبال وابنته يوليا، وهو ما تنفيه موسكو.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الأمل في ان “تسود الحكمة” في قضية سكريبال التي تسببت بأزمة دبلوماسية خطيرة بين روسيا والدول الغربية.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي في أنقرة “نأمل بأن تسود الحكمة وان يتم الكف عن إلحاق هذا الضرر الهائل بالعلاقات الدولية”.

واتهمت موسكو، الأربعاء، الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بتسميم سكريبال ودعت الدول الغربية إلى الحوار بدلا من أسلوب العقاب، لتجنب أزمة تشبه أزمة الصواريخ الكوبية بينما طالب الكرملين “بالاعتذار”.

من جهتها، طلبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، الأربعاء، من لندن كشف الوضع الصحي للحيوانات الأليفة لأسرة سكريبال.

وقالت ماريا زاخاروفا “نملك معلومات ذات مصداقية مفادها أنه كان لسكريبال حيوانات أليفة (…) أين هي الآن؟ (…) ما حالتها؟ لماذا لم يتحدث الجانب البريطاني عن هذا الأمر؟ إنها كائنات حية وإن كان هناك مواد سامة في المنزل من المؤكد أن تكون هذه الكائنات الحية تعذبت”.

وبعد اأام من تسميم سكريبال وابنته يوليا في الرابع من مارس/آذار في سالزبري (جنوب غرب إنكلترا)، وجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أصابع الاتهام إلى موسكو التي نفت أي علاقة لها بالحادثة.

وتعليقا على طلب موسكو اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قالت وزارة الخارجية البريطانية أن “هذه المبادرة الروسية تكتيك جديد لإبعاد الأنظار وتهدف إلى تقويض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

وكانت لندن طلبت من المنظمة “التحقق من تحليل الحكومة” البريطانية. وزار خبراء المنظمة المملكة المتحدة للحصول على عينات من المادة التي استخدمت في تسميم سكريبال لتحليلها في مختبرات دولية مستقلة.

واجتمعت المنظمة بعدما أقر المختبر البريطاني الذي قام بتحليل المادة المستخدمة في تسميم الجاسوس السابق، الثلاثاء، بأنه لا يملك دليلا على أن هذه المادة مصدرها روسيا.

وقال غاري آيتكنهيد، رئيس المختبر العسكري البريطاني في بورتون داون، “تأكدنا من أن الغاز هو نوفيتشوك وتأكدنا أنه غاز للأعصاب من النوع العسكري”، لكن “لم نتمكن من تحديد مصدره”. وأضاف أن تصنيع هذا الغاز يتطلب “أساليب متطورة للغاية (…) وقدرات جهة تابعة لدولة”.

وسارعت الحكومة البريطانية إلى الرد، وقالت متحدث باسمها، في بيان، “نعلم بأن روسيا سعت خلال العقد الأخير إلى وسائل لإنتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات وأنتجت وخزنت كميات محدودة من نوفيتشوك”.

لكن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين صرح، الأربعاء، أن تسميم سكريبال يشكل “استفزازا فاضحا” من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية والأمريكية.

وأكد أن على موسكو ودول الغرب أن تتجنب خطر تصعيد الأزمة الحالية بينها إلى مستوى يشبه أزمة الصواريخ الكوبية.

وفي المجموع، أعلنت المملكة المتحدة وحلفاؤها وخصوصا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي طرد أكثر من 150 دبلوماسيا روسيا من أراضيها. وقد ردت روسيا بإجراءات مماثلة بحق عدد مماثل من دبلوماسيي هذه الدول.

ولا يزال سكريبال وابنته في المستشفى في سالزبري. وأعلن المستشفى أن الوضع الصحي للإبنة “يتحسن سريعا” و”لم تعد في وضع حرج” بخلاف والدها.

وكان المحققون البريطانيون أعلنوا أن الجاسوس السابق وابنته أصيبا للمرة الأولى بغاز الأعصاب في منزل سكريبال. (AFP)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها