الولايات المتحدة تخذل اللاجئين السوريين
على الرغم من أن الولايات المتحدة تُعد دولة رائدة في إعادة توطين اللاجئين على مستوى العالم، لكنها لم تفتح أبوابها حتى الآن إلا لـ 1,000 لاجئ سوري ممن يبحثون عن ملاذ أمن من بلادهم التي مزقتها الحرب.
وبينما يحاول نشطاء حقوق الإنسان وأعضاء في الكونغرس ومخططو المدن الأمريكية إقناع الرئيس باراك أوباما بالسماح لمزيد من السوريين بالاستقرار هنا، إلا أن المخاوف الأمنية، والمشاعر المناهضة للهجرة، والعقبات البيروقراطية تقف في طريق هذه المساعي.
فقد استغرق العالم وقتاً طويلاً للاعتراف بأن معظم النازحين السوريين، الذين يصل عددهم إلى 12 مليون شخص – داخل وخارج بلدهم – بسبب خمس سنوات من الحرب الأهلية، لن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم في أي وقت قريب. وفي حين أن الدول المجاورة لسوريا، المتمثلة في الأردن ولبنان وتركيا، قد استوعبت قرابة 4 ملايين سوري، فقد تباطأت دول أخرى في تحمل مسؤوليتها، لاسيما فيما يتعلق بتعهدها باستقبال بعض اللاجئين السوريين الذين حددتهم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لإعادة التوطين والذين يبلغ عددهم 88,000 لاجئ. وقد وافقت 28 دولة حتى الآن على استقبال 62,000 لاجئ، وتستقبل ألمانيا ما يقرب من نصف هذا العدد.
وفي حين أن الولايات المتحدة لم تتعهد باستقبال عدد محدد من اللاجئين، إلا أن لاري يونك، الموظف الرفيع المستوى في قسم إعادة التوطين في المفوضية في واشنطن، قال أنه من المتوقع أن تقبل الولايات المتحدة 35 بالمائة فقط من الحالات الفردية الـ 13,000 التي تقدمت بطلبات للمفوضية. وفي ظل عملية التدقيق الأمني الطويلة التي تتتبعها الولايات المتحدة، التي تنطوي على عمليات فحص إضافية للسوريين، فمن المحتمل أن تستغرق العملية عامين أخريين على الأقل قبل أن تطأ أقدام اللاجئين الأراضي الأمريكية.
وفي هذا الصدد، قالت إليانور ايسر، من منظمة حقوق الإنسان أولاً Human Rights First، التي تدعو الولايات المتحدة لقبول 65,000 لاجئ سوري بنهاية عام 2016: “هذا العدد قليل جداً وهذه وتيرة بطيئة للغاية بالنسبة لدولة ينبغي أن تكون رائدة على الصعيد العالمي”.
فخلال السنوات الأخيرة، وافقت الولايات المتحدة على قبول 70,000 لاجئ كحد أقصى لإعادة التوطين سنوياً، أي أكثر من نصف العدد الإجمالي للاجئين الذين أعيد توطينهم على الصعيد العالمي. ولكن النشطاء في مجال حقوق الإنسان يقولون أن ارتفاع أعداد اللاجئين – الذي وصل إلى 16.7 مليون وفقاً لأحدث الإحصائيات التي نشرتها المفوضية – يستدعي اتخاذ تدابير استثنائية من جانب البلدان الغنية الكبيرة مثل الولايات المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، ناشد 14 عضواً في مجلس الشيوخ الرئيس باراك أوباما بزيادة عدد اللاجئين السوريين الذين يتم قبولهم لإعادة التوطين، معتبرين أن الولايات المتحدة لديها “التزاماً أخلاقياً” لمساعدة جيران سوريا، الذين يستضيفون بالفعل ملايين اللاجئين.
لكن بعض قادة الحزب الجمهوري يرون أن جلب المزيد من السوريين سوف يخلق مخاطر أمنية.
وتطال الفحوصات الأمنية الكثيرة التي تشترطها الولايات المتحدة الجميع باستثناء الفئات الأشد ضعفاً، خاصة النساء والأطفال وضحايا التعذيب. وقالت ايسر أن “شروط عدم القبول العديدة” بموجب هذه التدابير الأمنية تستبعد أعداداً كبيرة من الناس الذين لا يشكلون خطراً محتملاً على الولايات المتحدة. وقالت: “يتم تفسير [هذه الشروط] على نطاق واسع جداً ومن ثم تكون النتائج غير منطقية”.
والجدير بالذكر أن ”أسباب عدم القبول المتصلة بالإرهاب” تستبعد الأفراد الذين قدموا “دعماً مادياً” لأي شخص مرتبط بمنظمة من تلك التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها إرهابية. ولكن في بلد دمرته حرب أهلية ومن ثم توجد فيه منظمات عدة من هذا القبيل، من الصعب تجنب هذا الدعم – الذي يمكن أن يكون شكلياً فقط كبيع ساندويتش لشخص يرتبط بجماعة إرهابية أو دفع نقود للمسلحين للمرور من نقطة تفتيش. وقد بدأ المسؤولون الآن في أخذ هذا الأمر في الاعتبار، وإعادة النظر في كثير من الحالات المستثناة مسبقاً جرّاء هذا الشرط، ولكن من المحتمل أن يقود هذا التدبير إلى قبول بضع مئات أكثر من اللاجئين السوريين، وليس عشرات الآلاف الذين يطالب النشطاء بقبولهم.
وفي هذا الصدد، قالت كيلي جوجر، نائب مدير مكتب القبول في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن هناك 500 لاجئ سوري إضافي سيصلون إلى الولايات المتحدة قبل شهر سبتمبر، لكنها اعترفت بأن عملية الفرز الطويلة التي تقوم بها السلطات الأمريكية وحقيقة أن المفوضية لم تبدأ في تقديم المرشحين السوريين للجوء سوى في العام الماضي فقط، تعني “أننا قد لا نرى أعداداً كبيرة لبضع سنوات مقبلة”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة ملتزمة بكونها لاعباً كبيراً لكن علينا أن نكون حذرين… من أننا نقبل السوريين الذين لا يشكلون خطراً علينا”.
وقد أتاح برنامج خاص لقرابة 120,000 عراقي استطاعوا إثبات أن حياتهم عُرضة للخطر لأنهم عملوا مع منظمات أميركية بإعادة توطينهم في الولايات المتحدة على مدى السنوات الثماني الماضية.
وترى داريل جريسجرابر، وهي ناشطة حقوقية في الرابطة الدولية للاجئين Refugees International، في واشنطن، أن “الولايات المتحدة لا تشعر بنفس الالتزام الأخلاقي تجاه السوريين”.
وصرحت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن “الجانب الأمني قد طغى على الجانب الإنساني”، مشيرة إلى أن هناك ضرورة لإطلاق حملة توعية “لمواجهة فكرة أن اللاجئين يشكلون خطراً على الأمن”.
من جانبه، أوضح مايكل دويل البروفيسور في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا أن اللاجئين يفرون من الأشخاص أنفسهم الذين تخاف الولايات المتحدة من دخولهم: “لكن شبح تنظيم الدولة الإسلامية وقطع الرؤوس والخطاب العدائي ضد المواطنين الأمريكيين يجعل من الصعب جداً على سلطات الهجرة أن تتنحى جانباً”.
وأضاف أن المسؤولية عن فتح الباب أمام تسلل الإرهابيين تشكل كارثة لأي رئيس.
وعلى الرغم من وجود مقاومة لقبول المزيد من السوريين على المستوى الفيدرالي، فهناك دعم متنامي على المستوى المحلي أو على مستوى المدن، لاسيما في تلك المناطق الحضرية التي ترغب في تجديد دمائها عبر الاستفادة من مهارات وطاقات المهاجرين. وقد دعا ريك سنايدر، حاكم ولاية ميشيغان، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، في العام الماضي إلى قبول 50,000 مهاجر لإعادة تحفيز الاقتصاد المتعثر في مدينة ديترويت.
وقال اثنان من الأكاديميين، في مقالة لهما في صحيفة نيويورك تايمز الشهر الماضي، أنه من “الممكن جداً” إعادة توطين اللاجئين السوريين في مدينة ديترويت، حيث يوجد بالفعل عدد كبير من السكان العرب. فقد ضخ اللاجئون القادمون من البوسنة والصومال، على سبيل المثال، طاقة جديدة في المناطق القليلة الحظ في بعض المدن الأخرى.
وأيّد هذه الفكرة أيضاً فادي خانكان، من منظمة السوريين المغتربين في واشنطن، التي أعربت عن خيبة أملها إزاء قلة عدد السوريين الذين تمت الموافقة على إعادة توطينهم، قائلاً: “إن السوريين يمتلكون مهارات مفيدة جداً. ويتمتع كثيرون منهم بتعليم جيد جداً. وسينجحون أينما ذهبوا”.
وأشار أيضاً إلى السماح لبعض الطلاب السوريين الذين يعيشون حالياً في مخيمات اللاجئين بالقدوم إلى الولايات المتحدة بمنح دراسية جامعية.
ووصفت جوجر من مكتب القبول في وزارة الخارجية الأمريكية، المقترح الخاص باستقبال مهاجرين سوريين في ديترويت بأنه “مثير للاهتمام”، مشيرة إلى أن وجود مساكن منخفضة التكلفة ووظائف مما سيسهم في نجاح الفكرة. وقالت أن “برنامج إعادة التوطين في الولايات المتحدة يعتمد على نموذج الاكتفاء الذاتي المبكر. وخلافاً للبلدان الأخرى التي توفر سنوات طويلة من الدعم، يحتاج اللاجئون في الولايات المتحدة إلى الذهاب إلى العمل في وقت مبكر”.
كما أشار يونك، من قسم إعادة التوطين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى أن “إعادة التوطين لم تكن دائماً حلاً إلا لنسبة ضئيلة جداً من اللاجئين،” إذ تشير الإحصائيات إلى أنه لا يتم إعادة توطين سوى أقل من واحد بالمائة فقط من اللاجئين على الصعيد العالمي. (شبكة الأنباء الإنسانية – إيرين)[ads3]
ياليتها أمريكا خذلتنا فحسب ، لقد منع أوباما تزويدنا بمضادات الطائرات ومنع إقامة مناطق آمنة ومنع تزودينا بأسلحة نوعية ، ومازال مصراً على المنع منذ أكثر من أربع سنوات حتى اليوم .. أمريكا لم تخذلنا فحسب ، أمريكا تحمي وترعى الإرهاب وتشارك فعلياً في قتلنا وتشريدنا وتدمير بلادنا .. ومازال مستر أوباما يتحدث عن حماية الأقليات بينما يقوم هو بإبادة الأكثرية على يد الأقلية ..
احقر دولة بهل الازمة هي امريكا . فكرتا لح تفتح بوابا لك حتا فيز زيارة صارت شبه مستحيلة هل الانجاس المنافقين
أميركا عدوة الشعوب .