BBC : ” قاتلة الملوك ” التي أصبحت شريكة ميركل في حكم ألمانيا
انتخب الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني في 22 من أبريل/نيسان 2018، أندريا نايلس أول امرأة رئيسةً للحزب الذي مر على تأسيسه 154 عاما، خلفاً لمارتن شولتز الذي خيب آمال أنصار الحزب في الانتخابات الألمانية الأخيرة التي جرت في سبتمبر/أيلول 2017، التي كانت نتائجها الأسوأ على الاطلاق في تاريخ الحزب منذ عام 1933.
” قاتلة الملوك ”
انخرطت أندريا نايلس في عالم السياسة والهيئات الإدارية في الحزب منذ 30 عاماً.
عرفت في أوساط حزبها بـ ” قاتلة الملوك” بعد هزيمتها لرئيس الحزب فرانز مونتيفيرينغ عام 2005. وأثبتت جدارتها عند توليها منصب وزيرة العمل في الحكومة السابقة بين عامي 2013-2017، وحاربت في تلك الفترة بشكل قوي لفرض قانون جديد للتقاعد ووضع حد أدنى للأجور، الأمر الذي أحدث تغييرات كبيرة في قانون العمل في ألمانيا.
وتُعرف نايلس بجرأتها وصراحتها في مواجهة أخطاء الحزب، فقد وصفتها صحيفة “بيلد” الألمانية بأنها “الرجل الحقيقي الوحيد في الحزب الاشتراكي الديمقراطي”.
ورغم أعمالها ومهامها الحزبية الكثيرة، وإعاقتها الجسدية، لا تتوانى عن رؤية طفلتها ذات السبع سنوات التي تعيش مع جدتها، فتسافر بشكل نظامي من برلين إلى مكان إقامة والدتها في ويلر غرب البلاد لرؤيتهما.
وتقول نايلس، في كتاب يروي سيرتها الذاتية صدر عام 2009، إنها كاثوليكية في الصميم ولا تحب شيئا أكثر من عائلتها.
وبفوز نايلس برئاسة الحزب، يكون أكبر حزبين يقودان ألمانيا تحت قيادة امرأتين، نايلس والمستشارة أنغيلا ميركل.
وتواجه نايلس مهمة إعادة ثقة أنصار حزبها بالقيادة بعد هزيمة مارتن شولتز في انتخابات 2017.
نبذة عن حياتها
ولدت أندريا نايلس عام 1970 في بلدة مينديغ غربي ألمانيا وترعرعت في بيئة ريفية بسيطة وعائلة متواضعة مادياً، من أب عامل في البناء، وأم موظفة مكتب.
حصلت على الماجستير في الفلسفة والدراسات الألمانية في جامعة بون بعد عشر سنوات من الالتحاق بالجامعة، كانت تعمل خلالها كمساعدة لأحد أعضاء البرلمان.
تخلت عن رسالة الدكتوراه التي كانت تعدها في عام 2005 لتتفرغ للعمل في البرلمان الألماني.
انضمت نايلس عام 1989 إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي عندما كانت في سن الثامنة عشر، وأصبحت ممثلة الشباب في منطقتها، ومناطق أخرى لاحقاً.
أصبحت عضو في السلطة التنفيذية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي عام 1997.
ساهمت في تأسيس منتدى اليسار الديمقراطي عام 2000، وعارضت العديد من الإصلاحات الاقتصادية للمستشار الألماني سابقاً “جيرارد شرودر” عام 2010.
عملت نايلس بين عامي 2005 و 2009، في لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في البرلمان. وكانت إحدى القياديات للمجموعة البرلمانية للحزب عام 2008.
فازت نايلس بنسبة 66 في المئة من الأصوات، على منافستها سيمون لانغي (41 عاما) الشرطية السابقة ورئيسة بلدية مدينة فلنسبورغ.
قالت نايلس في مؤتمر للحزب في فيسبادن أن حزبها يعمل من أجل العدالة الاجتماعية وأن “التضامن هو أكثر ما نحتاجه في هذا العالم، وسط العولمة والليبرالية الجديدة وسيطرة المعلوماتية”.
كما تعهدت بالحد من صعود الحزب الشعبوي اليميني المتطرف “البديل لألمانيا”، معتبرة ذلك بمثابة معركة “للحفاظ على الديمقراطية”. (BBC)[ads3]