ألمانيا : جامعة دورتموند تقدم برنامج بكالوريوس تحت مسمى ” مساعدة اللاجئين ” .. و مهاجرون و لاجئون يتحدثون عن تجاربهم

تقدم جامعة دورتموند، منذ فصل شتاء العام الدراسي 2014/2015، برنامج البكالوريوس الثنائي، تحت اسم “مساعد لاجئين”.

وسردت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، الخميس، قصة شابة من مدينة دورتموند، تدعى سيبل تورهان، تدرس العمل الاجتماعي، مع التركيز على الفقر والهجرة (اللاجئين)، وتقوم الشابة بإسداء النصيحة لشاب سوري، يدعى هوزان خلف، يعيش في ألمانيا منذ سنتين.

وذكرت المجلة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن تورهان قد تكون واحدة من أوائل مساعدي اللاجئين، المدربين أكاديمياً في ألمانيا.

وأضافت أنه بالإضافة إلى محاضراتها وندواتها، تعمل تورهان 20 ساعة في الأسبوع، في منتدى متعدد الثقافات في مدينة هام.

وقالت المجلة، إن تورهان ولدت وترعرعت في ألمانيا، وعمرها 22 عاماً، وينحدر والداها من تركيا.

وذكرت أن تورهان، كانت الطالبة الوحيدة ذات الأصول التركية، في فصلها، في صالة للألعاب الرياضية، في دورتموند، وقالت الشابة: “لقد واجهت مشاكل لم يواجهها أي شخص آخر”.

وقالت المجلة إن العديد من اللاجئين يعرفون شعور التمزق بين الثقافتين، ولذلك تعتقد سيبل تورهان أن تجربتها الخاصة تساعدها في فهم مشاكل المهاجرين واهتماماتهم.

وذكرت المجلة أن ثلاثة أرباع زملاء تورهان في الجامعة لديهم خلفية مهاجرة، وأضافت أن المناهج الدراسية التي تركز على علم الاجتماع وعلوم التربية وعلم النفس والقانون تبدو وكأنها قد أدخلت لمعالجة تدفق اللاجئين.

وتتضمن المناهج “الثقافة الترحيبية لمجتمع الأغلبية”، و”الوعي بأوجه بالأحكام المسبقة” و”النظريات والحلول للتمييز الاجتماعي”.

وشددت المجلة على أن إدخال البرنامج الدراسي كمساعد لاجئين، ليس له أية علاقة بأحداث عام 2015 (أزمة اللاجئين)، فقد بدأ التخطيط قبل ذلك بفترة طويلة.

وأوضح منسق البرنامج، ميشيل بوز: “لقد أدخلت الجامعة هذا البرنامج الدراسي، بالتعاون مع المدينة والمؤسسات المستقلة، كرد فعل للحالة المتوترة في دورتموند”، وأضاف موضحاً “معظم الناس من جنوب شرق أوروبا، مثل رومانيا وبلغاريا، يعيشون هنا في ظروف محفوفة بالمخاطر”.

وقالت المجلة إنه في بعض الأحيان، لا تساعد أي نظرية العالم، وذكرت سيبل أن الناس الذين يكافحون من أجل اندماجهم، ويتحدثون باللغة الألمانية بشكل جيد، ويعملون، ومع ذلك يتم رفضهم، فسيعد هذا أمراً محبطاً، لأن هؤلاء يقومون بالعمل الصحيح، ومع ذلك، لا يستطيعون البقاء، وقالت: “نحن نحتاج قانوناً للهجرة بالتأكيد”.

وفي أروقة الجامعة، تجلس فتاة سورية، تدعى بوران اليوسف، تبلغ من العمر 25 عاماً، وقالت هي الأخرى إنها تعرف التحيز ليس فقط من الناحية النظرية، وأضافت: “في ألمانيا، كنت أتعرض للإهانة كثيراً، لأنني أرتدي الحجاب”.

وأشارت أن بوران جاءت إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات، كلاجئة من سوريا، وهي تدرس اليوم في الفصل الدراسي الثالث، بعدما درست سابقاً الهندسة الكهربائية في حلب.

وقالت بوران: “في حلب، خرجنا في مظاهرات من أجل زملائنا الطلاب الذين سجنوا وهم بريئون”، وأضافت: “كان ذلك خطيراً للغاية، وأمسك الجيش ببعض المتظاهرين، وألقاهم خارج الطابق الخامس من المبنى السكني”.

وقالت بوران إنها في عام 2013، هربت من سوريا إلى شمال العراق، لكن تنظيم الدولة تقدم نحو العراق، وفي نهاية عام 2014، أحضرها شقيقها، الذي كان يعيش في مدينة مورس منذ زمن، إلى ألمانيا.

وتعلمت بوران اللغة الألمانية بسرعة كبيرة، حيث دفعت أجور دورة اللغة بنفسها، وعملت كمترجمة، وقالت: “أردت أن أبدأ وألا أنتظر”.

وقالت بوران إنها تريد مساعدة اللاجئين الآخرين، وقد ساعدت حتى الآن بعض اللاجئين، الذين هم دون السن القانوني في مدينة مورس، ورافقتهم إلى عدد من دوائر الدولة الرسمية والعيادات.

وختمت المجلة بالقول، إنه منذ الصيف، تعمل بوران في منظمة “افو” في دورتموند، وهناك تساعد الشابة المهاجرين من الاتحاد الأوروبي في دخول سوق العمل الألمانية.

وفي وقت لاحق، تريد الشابة أن تعمل لمنظمة دولية كبرى، مثل الأمم المتحدة، للتأكد من أنه لن تكون هناك حروب أخرى.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها