ألمانيا : البيروقراطية و الإجراءات المعقدة تمنع لاجئاً سورياً من ” العودة الطوعية ” إلى عائلته !
إذاعة ألمانية تسلط الضوء على مهاجرين يريدان العودة إلى بلادهما لكن الإجراءات المعقدة تحيل دون ذلك
بثت إذاعة وسط ألمانيا (MDR) تقريراً يظهر عرقلة الدولة الألمانية، عودة اللاجئين الطوعية إلى بلدانهم.
وحاورت الإذاعة العديد من اللاجئين، من بينهم اللاجئ السوري جوان ب، الذي غادر سوريا عام 2015، تاركاً ورائه زوجته الحامل وطفله.
وقال الشاب (30 عاماً)، بحسب ما ترجم عكس السير: “دائماً ما تقول لي زوجتي أنه ينبغي علي أن أعود إليهم، فأطفالي بحاجة لي”.
وكان الشاب يمني النفس بجلب عائلته حين وصوله إلى ألمانيا، لكن لم يسمح له بذلك، لذلك قرر العودة طواعيةً، ليصطدم بمشكلة أخرى مع السلطات الألمانية، وهي حيازته لجواز سفر صدر في المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش، مما يثير شك السلطات بالتزوير.
وقامت سلطة الأجانب بإرسال جواز سفره إلى مكتب الشرطة الجنائية في ولاية سكسونيا أنهالت، لتوضيح جنسيته، بيد أن الإجراء البيروقراطي تأخر، وما يزال الشاب ينتظر اتخاذ قرار، منذ عدة أشهر.
وأضاف الشاب أنه قابل المسؤولين في مكتب الهجرة، في مدينة ماغديبورغ، حوالي 20 مرة، دون أي نتيجة.
وأجاب مكتب الشرطة الجنائية، على استفسار إذاعة (MDR) بالقول إنه تم فحص أوراق الشاب، وأرسلت إلى مكتب الهجرة، لكن يبدو أن الإجراءات الإدارية البطيئة وطول مدة إرسال وتلقي البريد، تمنع عودة جوان إلى عائلته.
وسلطت الإذاعة الضوء على أميتا باتل، التي جاءت من الهند إلى ألمانيا مع زوجها، عام 2010، ورزقا بمولودهما الأول، منذ خمس سنوات، في مدينة لايبزيغ، ومع ذلك لا تملك العائلة حق البقاء في ألمانيا.
تقول أميتا: “في الواقع، أردنا البقاء هنا، ولكن سلطة الأجانب أخبرتنا أنه يجب علينا المغادرة”.
وذكرت الإذاعة أن عائلة أنيتا أيضاً اصطدمت بعقبات بيروقراطية تمنع عودتهم، فالعائلة لا تملك شهادة ميلاد للابن، نتيجة لعدم قدرة الوالدين على تقديم جوازي سفرهما، عند ولادة الطفل.
وأشارت الإذاعة إلى أن المسؤول عن شهادة ميلاد جديدة للطفل، هي مدينة لايبزيغ، والتي تتملص من مسؤوليتها، وتحيلها إلى مكتب الخدمات الاجتماعية.
وعللت الإذاعة بطء السلطات في البت بطلبات العودة الطوعية، بتعقيد الإجراءات الإدارية، وقلة عدد الموظفين، رغم أن السياسيين مهتمون للغاية بعودة اللاجئين إلى بلدانهم الأصلية، بأسرع وقت ممكن.
وختمت الإذاعة بقولها إنه ما من سبيل أمام السوري جوان، والهندية أميتا، الذين جاءا إلى ألمانيا يحدوهما الأمل بحياة أفضل، سوى الانتظار ومراجعات السلطات بشكل متكرر، ليحققا حلم العودة.[ads3]