إنقاذ أطفال رضع من تحت الأنقاض بعد قصف جيش بشار الأسد لـ ” مشفى الأطفال التخصصي ” في حلب
هرع العاملون في مشفى الأطفال التخصصي يحلب لإخراج الأطفال حديثي الولادة من الحاضنات، ونقلهم إلى أكثر النقاط أماناً داخل المشفى، قبيل رحلة النزوح للكادر الطبي والمرضى من المشفى، بعد سقوط برميل متفجر في المنطقة المحيطة بالمشفى في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، والذي تسبب باستشهاد 3 مدنيين وإحداث أضرار بليغة بالمشفى، تسببت بتوقفه عن الخدمة.
وقال حسن نيرباني مدير المشفى “الأطفال الذين يحتاجون بشدّة للمراقبة الطبية تم نقلهم إلى مشافٍ أخرى في المدينة، وأنّ البرميل المتفجر الذي سقط جانب المشفى، أدى إلى إحداث أضرار مادية في بنية المشفى، وتعطل الحواضن التي كانت تستقبل حديثي الولادة”.
وأضاف : “أكثر ما نحتاج لتأمينه اليوم حتى يعود المشفى إلى العمل هو الحواضن، كونها مهمة لإنقاذ حياة عشرات الأطفال حديثي الولادة شهرياً”.
ويرجع الطبيب، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “العربي الجديد”، محاولات النظام المتكررة لاستهداف المنشآت الطبية إلى “نيته القضاء على ما تبقى من خدمات الرعاية الطبية في المناطق المحررة، ودفع ما تبقى من الأطباء للهروب خارج البلاد، والتأثير على معنويات الناس، لكن إيماننا بما نفعل أقوى من إجرامه”.
يذكر أن المشفى يقدم خدماته لحوالي 4 آلاف طفل شهرياً، وهو المشفى الوحيد للأطفال في كامل حلب وريفها.[ads3]
في مثل هذا اليوم منذ خمسة عشر عاماً كنتُ في إجازة طويلة بعد نحو ستّة أشهر من الغياب عن “إدلب” .
أيقظتني أمّي قُبيل الظهيرة.. قالت: العقيد عالتلفون..
وثبتُ وأمسكت السمّاعة و صرختُ: احترامي!!.
قال: التحق فوراً.. وأغلق.
كانت أمّي تراقبني قلقةً.. سألتني: شو في؟!
– لا أعرف..!
اتّصلت بالنقيب جمال الذي من “وادي العيون”.. فهّمني شو في؟ اش بدو العقيد؟!.
قال: لا تحكي شي إذا في عندك حدا، تعا فوراً.. لسه ما حدا بيعرف، الرئيس عطاك عمرو.
– أي رئيس يا زلمة؟!
– العمى بربك.. قوم تعا.
وأغلق.
نقلتُ هذه المعلومة الإستراتيجية لأبي بعد دقيقة من التفكير.. فقال: ليش هاد بيموت؟!
قلت: ما بعرف.. هيك قالولي..
كان التلفزيون يبثّ برامجه الاعتيادية، ويبدو أنه لم يكن مقرّراً إعلام “العامّة” بعد..
وضّبت ملابسي وأشيائي وتجهّزت للسفر.
لمّا قطعت إجازتي فسافرت في الوطن (آه ما أحلاه) من أقصى شماله الأخضر حتى أقصى جنوبه الأصيل.. و وصلت إلى الحدود السورية-الأردنّية.. بعد عناءٍ كبير لألتحق بعملي كما أمرني “العقيد”.. مكثنا على الحواجز بملابس عمل عسكرية مع عناصر من مختلف الفئات والقوّات العسكرية وأسلحة خفيفة عسكرية متنوّعة على أسرّة عسكرية حديدية عُلِّقت فيها أكياس شفّافة “غير عسكرية” معبّأة بالمياه (لطرد الذُباب).. ومعنا قوائم مطلوبين و أوامر تفتيش.. أكثر من شهر.
و حين جرى “الاستفتاء” ونجح ابن الرئيس وصار رئيساً للبلاد وفق الدستور الذي نفذ حينها.. ركبت السيّارة “الميري” وانطلقت إلى درعا كي أستحمّ وأسهر..
كان “العقيد” واقفاً عند حاجز الخروج مثل شبح أسود في مساء مدلهمّ.. وكان صوت “نجوى كرم” يهدر و يجتاح كل الحدود و الحواجز وهي تصيح: جيت لعنّا قلبي غنّى.. وقفت وقفتلي قلبي! .
هو صاح أيضاً : شو يا ملازم “”.. مبسوط وماترفع صوت المسجلّة عالأخير.. و سيادة الرئيس ماصرلو أربعين يوم؟!.
بهدوء شديد ودون أن أفكّر.. قلت: العمر إلك يا سيدي، معليش سامحني بس من فرحتي بانتخاب “الدكتور” .. وانو سورية صارت بأمان ، مو هيك؟
– اي والله هيكي.. بحضي انت شيطان، روح لا تجي لبعد بكرة.
هل أنا الشيطان؟!
انت رجل فطن و داهية. تعاملت مع الموقف باحترافية عالية.
لعن الله المجرمين وخزاهم في الدنيا والآخرة. لعن الله عائلة الخزي والكذب عائلة الجحش والأهبل ابن صلاح جديد. ولعن الله وأخزى كل من وقف ودعم هذا النظام ولو بكلمة.
تقصفون الأطفال الرضع يا مجرمين؟ هذا مستواكم يا عر—-؟ هل دفعنا المليارات لهذا الجيش النذل ليقصف الأطفال الرضع؟ صبراً صبراً فيوم حسابكم قادم لا محالة.