” الإحباط بعد الأمل يقود إلى الغضب ” .. ألمانيا : تتحدث عن تجربة لاجئ سوري و معاناته مع لم الشمل
تحدثت مجلة ألمانية عن قصة لاجئ سوري، ومعاناته في لم شمل أسرته، ونجاحه بذلك عن طريق كفالة مساعدين خاصين.
وقالت مجلة “دير شبيغل“، الأربعاء، بحسب ما ترجم عكس السير، إن سياسة اللجوء في ألمانيا بالكاد أن تكون موضع خلاف، في حين أن تبعات هذه السياسة على اللاجئين، مثل اللاجئ السوري خالد الحسو، بالكاد تكون قابلة للتحمل.
وأضافت المجلة أن خالد كان يعيش في شقة في الطابق السادس، في حي كرويزبيرغ في برلين، وتذكره إطلالة شرفته بإطلالة شقته في سوريا.
يقول الشاب البالغ من العمر 29 عاماً: “إن جسدي هنا، لكن تفكيري كان دائماً هناك.”
لقد اضطر خالد إلى ترك أمه وأختيه التوأم (14 عاماً)، إحداهما تعاني من إعاقة ذهنية، في عام 2011، في سوريا، وبقي التواصل بينهما طوال سنوات فقط عبر الهاتف المحمول، وتخللت أحاديثهم التستر على معاناة الطرفين، حتى لا يشغل أي واحد منهم باله على الآخر.
ويؤكد الابن البكر على أنه لم يذق نوماً هنيئاً طوال هذه السنوات، لقلقه الشديد على عائلته، وشعوره بالمسؤولية تجاهها، ويضيف: “أنا الابن البكر، ووالدي متوفى.. دائما ما كنت أفكر بحال شقيقتي في حال حدث مكروهاً لوالدتي، مع يقيني بعجزي عن فعل أي شيء من هنا”.
وأضافت المجلة أنه إلى هذا الحد من القصة، يبدأ الفصل السعيد من حياة الشاب، حيث استطاع جلب أمه وشقيقتيه إلى ألمانيا، أوائل نيسان، بمعونة مساعدين خاصين.
لكن بعد معاناة شهور طويلة من متابعة قوانين لم الشمل، كاد الشاب أن يفقد الأمل، مع عدم استيعابه لعدم إدراك الناس صعوبة الأوضاع في مناطق الحرب، التي إن سلمت من القصف، لم تسلم من انعدام تطبيق القانون.
ويقول الشاب أن من يغادر وطنه، يكون مضطراً على ذلك، فهو، على سبيل المثال، اضطر إلى الفرار، بعد أن اعتقل ظلماً مع بدء المظاهرات ضد نظام الأسد، وظل في السجن لمدة ثلاثة أشهر، قبل أن يدفع رشوةً ويُطلق سراحه.
ويصف الشاب معاناته قبل لم شمل أسرته، بالأقل تعقيداً، مقارنةً بمن يملكون أطفالاً صغاراً، وضرب مثالاً على ذلك، بأحد أقربائه، الذي لديه طفلة تبلغ من العمر عاماً ونصف، ولم يشاهدها إلا عن طريق مكالمات الفيديو، ويعلق الشاب على حالة قريبه قائلاً: “إذا لم تتمكن أسرته من القدوم قريباً، فسوف يعود إليها.”
وختمت المجلة بقولها إن حياة خالد الآن مع عائلته تبدو أكثر سعادةً، رغم وجود نصف آخر من الحقيقة، يبرز قلق الأم المتواصل على ابنتها الكبرى، التي ما تزال تعيش مع طفلتيها في سوريا، وتنتظر رحمة ألمانيا بهم، وسماحها بدخولهم إلى أراضيها.[ads3]