طرق لكشف ” اللوحات المزيفة ” في ألمانيا
تقبع مئات اللوحات التي ترجع لفنانين من أمثال كاندينسكي ومونيه وبيكاسو في قبو بمدينة ميونخ الألمانية. يبدو المكان غريباً لتخزين الأعمال الفنية – التي قد تعتبر ثروة من حيث قيمتها – ولكن هذه الغرابة قد تنشأ إن لم تكن كل اللوحات “مقلدة”.
ويرجع السبب وراء عدم وضعها حالياً في أحد المتاحف أو على جدران منزل مقتن إلى ديتر زولش، وهو محقق متخصص في الأعمال الفنية الزائفة، ويعمل لدى مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية بافاريا. ويقول زولش، البالغ من العمر 60 عاماً، إن الناس قد تقوم بتزييف أي شيء له “مكانة وسمعة”، حيث أنهم يقومون في الأساس بتزييف أي شيء من شأنه جلب المال.
وقد طلب محام من ميونخ 8.5 مليون يورو (10.5 مليون دولار) مقابل ثلاثة أعمال فنية يزعم أنها تعود لكاندينسكي. ولم يكن يعلم وقتها أنه لا يتعامل مع مشتر عادي كبير في السن فحسب، بل إنه مخبر سري.
في بعض الأحيان، قد يُظهر مجرد فحص اللوحة تحت عدسة مكبرة أنها ليست مرسومة على قماش، بل في الحقيقة مطبوعة على طابعة! ويضيف زولش: “واجهت حالة وصل الأمر فيها إلى حد كتابة اسم الفنان عليها بطريقة خاطئة”.
ويستخدم المزيفون الأكثر دهاءً الألوان الزيتية القديمة واللوحات الزيتية القديمة على القماش، وإطارات للصور يقومون بجلبها من أسواق السلع المستعملة. لكن من الممكن استخدام الأشعة السينية للكشف عن طبقات اللوحة، كما تجعل الأشعة تحت الحمراء الطبقة الموجودة أسفل الرسومات مرئية. فإذا كان الرسام معروفاً بعدم استخدام الرسومات التخطيطية، فمن الممكن الكشف عن اللوحات المقلدة بسهولة.
ويعمل لدى “دار جريزهباخ للمزادات” في برلين أكثر من 40 مؤرخاً فنياً يتأكدون من أن الأعمال الفنية هي كما يُزعم أن تكون.
من جانبها، تقول ميشائيلا كابتسكي، مديرة دار المزادات: “في الأساس، نتعامل مع كل عمل فني بتشكك ونطرح أسئلة من قبيل: هل المنظور صحيح؟ كيف تم استخدام الألوان في الصور؟ وماذا عن استخدام فرشاة التلوين؟”
إذا كانت أي قطعة فنية تحتوي على أي ثقوب في عملها الورقي، فلن تكون لها أي فرصة في وضعها في الفهرس الخاص بدار المزادات.
يشار إلى أن الكثير من بين هؤلاء الذين يعملون على تصنيع تلك الأعمال الفنية المقلدة هم أنفسهم فنانون بارعون كانوا – في كثير من الأحيان – يدرسون في أكاديميات مرموقة.
ومن الممكن استخدام التحليل الفني كدليل في المحكمة. لكن حتى عندما يتفق المؤرخون الفنيون والعلماء، لا يمكن إدانة أي شخص بتزوير الأعمال الفنية في ألمانيا، لأن هذه الجريمة ليست موجودة فعلياً. وبدلاً من ذلك، يواجه المزورون تهمة الاحتيال أو انتهاك حقوق النشر.
وتواجه الصور المزيفة عدة مصائر مختلفة. فمن الممكن أن ينتهي بها الأمر في قبو مكتب التحقيقات الجنائية في بافاريا، ليتم استخدامها في أغراض التدريس، فيما تتم إعادة بعضها إلى أصحابها مع ختم يوضح أنها زائفة. وحتى في هذه الحالة، ما زال من الممكن أن تكون قيّمة، فقد بيعت لوحة شبيتزفيغ الزائفة لمشتر أمريكي مقابل 800 ألف يورو. (DPA – DW)[ads3]