ألمانيا : اتهامات لعناصر من الشرطة بتورطهم في أعمال الشغب التي شهدتها قمة العشرين في هامبورغ

ظهرت نتائج تحقيقات جديدة تفيد بتورط الشرطة في أعمال الشغب الخطيرة التي تزامنت مع قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية، العام الماضي.

وقالت مجلة “دير شبيغل“، الجمعة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن شرطياً أدلى بشهادته في محاكمة أحد المشتبه بهم في أعمال الشغب، قال فيها إنه اندس بين المتظاهرين من أعضاء “التجمع الأسود” إلى جانب ثلاثة من زملائه، خلال مظاهرة “مرحباً بكم في الجحيم” المناوئة لقمة العشرين.

وأضاف الشاب أنهم كانوا ينتمون إلى وحدة للحفظ والتوقيف، تابعة لشرطة مكافحة الشغب في ولاية سكسونيا، وأنهم كانوا يعملون كمراقبين، مهمتهم الرئيسية الإبلاغ عن المخالفين في المظاهرة.

وقال المتحدث باسم المحكمة الجنائية في مدينة هامبورغ: “شهد الشاهد بأنهم كانوا يرتدون ثياباً سوداء، وأنهم كانوا يضعون قطعة قماش سوداء تحت أنوفهم، ﻷن الشرطة لم تريد جذب الانتباه أثناء عمليتها السرية”.

وكانت المظاهرة التي ضمت حوالي 12 ألف مشارك، انطلقت مساءً، على هامش قمة مجموعة العشرين، في سوق للأسماك في مدينة هامبورغ، قبل أن توقفها الشرطة بعد بضع مئات من الأمتار، لعدم امتثال أعضاء “التجمع الأسود”، لطلب نزع اللثام عن وجوههم.

وكانت الشرطة قد فرقت المظاهرة بالقوة، وترافق ذلك مع أعمال عنف، تخللها قذف زجاجات ومفرقعات، حول مكان المظاهرة إلى “ساحة حرب”.

وقال متحدث باسم شرطة هامبورغ: “إن استخدام الشرطة المدنية بين المتظاهرين كان أمراً شرعياً استوجبته الضرورة التكتيكية”.

وأكد الشاهد للمحكمة بأنه خلع ملابسه المدنية قبل وقت قصير من المظاهرة، وارتدى الزي الأسود، وأضاف بأن مديره في العمل هو من قدم الدعم المالي لشراء مثل هذه الملابس.

وشدد الشاهد على أنه لم يجلب أشياء خطيرة أثناء المظاهرة، ولم يقدم، لا هو ولا زملاؤه، أي شيء من هذا القبيل للمتظاهرين.

وأجاب الشاهد على السؤال ما إذا كانوا سيتدخلون في حال وقوع جريمة، قائلاً: “في حال وقوع جريمة عادية لم يكن محتم علينا التدخل، أما إذا تعلق الأمر بجرائم خطيرة، قد تؤدي إلى الموت، فكان لزاماً علينا أن نتدخل”.

بدوره هاجم لينو بيترز، محامي الدفاع عن المشتبه به، الشرطي الذي تنكر بثياب مدنية، معتبراً ذلك انتهاكاً للمتطلبات القانونية من الشرطة.

وأضاف الرجل قائلاً: “بدلاً من أن تمنع الشرطة الجرائم، ارتكبت هي الجرائم”.

وبالمثل أعربت كريستيانه شنايدر، الناطقة الرسمية باسم حزب اليسار في مدينة هامبورغ، عن غضبها من الشرطة، إذ قالت: “لطالما شددت الشرطة أن سبب إيقاف المظاهرة هو لثام المتظاهرين، بينما يظهر الآن أن ملثمي الشرطة، تصرفوا، عن عمد، كمحرضين لتصعيد الموقف”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها