تجربة علاج جيني على الجرذان تحيي آمال شفاء مشلولي الأطراف الأمامية

يقول علماء إنهم خطوا خطوات كبيرة في مسار تحقيق هدف تمكين المشلولين من استعادة التحكم بأطرافهم.

واستخدم فريق بحث علمي في جامعة كينغز كوليج في لندن العلاج الجيني لإصلاح إصابات الحبل الشوكي لدى الجرذان، وتمكنت هذه الحيوانات المشلولة من أكل مكعبات من السكر بعد أن التقطتها بأكف أطرافها الأمامية.

ومازال هذا البحث في مراحله الأولية، بيد أن الخبراء قالوا إنه يشكل نوعا من الدليل الأكثر اقناعا على إمكانية استعادة حركة اليد وعملها لدى المشلولين يوما ما.

والحبل الشوكي هو حزمة كثيفة من الأعصاب تحمل تعليمات الدماغ إلى بقية أجزاء الجسم، ويقوم الجسم بإصلاح أي ضرر يحدث في الحبل الشوكي تلقائيا بندبة نسيج ليفي وليس من الخلايا العصبية نفسها، وتعمل هذا الندبة مثل حاجز يعوق أي اتصالات جديدة بين الأعصاب.

كيف يعمل العلاج الجيني؟

كان الباحثون يحاولون إزالة مكونات ندبة النسيج الليفي في الحبل الشوكي للجرذان.

واحتاجوا لتحقيق ذلك الى إعطاء خلايا في الحبل الشوكي طقما جديدا من التعليمات الجينية- ادخال مورثات سليمة الى الخلايا لتصحيح عمل المورثات غير الفعالة- لتحطيم الندبة.

والتعليمات التي اعطوها كانت لأنزيم يدعى “تشوندروتيناس”، واستخدموا فيروسا لادخال هذه المورثات، في النهاية، اُستخدم عقار لتحفيز هذه عمل المورثات.

واستعادت الحيوانات المستخدمة في التجربة القدرة على تحريك أكف اطرافها الأمامية بعد بدء العلاج الجيني لشهرين.

وقالت إحدى المشاركات في فريق البحث، الدكتورة أميلي بورنسايد: “باتت الجرذان قادرة على الوصول بشكل صحيح إلى أقراص السكر والتقاطها”.

وأضافت: “وجدنا أيضا زيادة كبيرة في فعالية الحبل الشوكي للجرذان، ما يشير إلى أن اتصالات جديدة قد جرت في شبكات الخلايا العصبية”.

ويأمل الباحثون أن يعمل مدخلهم العلاجي هذا على البشر الذين يصابون بالشلل جراء اصابات الحبل الشوكي في حوادث اصطدام سيارات أو سقوط.

وقالت البروفسورة إليزابيث برادبري لهيئة الإذاعة البريطانية”: “وجدنا أنه أمر مثير فعلا: استعادة هذا النوع من الوظيفة، لأن استعادة حركة الأيدي تمثل أولوية قصوى بالنسبة للمرضى المصابين بجروح الحبل الشوكي”.

وأضافت “أن تكون قادرا على حمل فنجان قهوة أو الإمساك بفرشاة الأسنان، مثل هذه الأشياء تحسن بشكل كبير من نوعية حياة (المشلولين) ومن استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم”.

وفي عام 2014، تمكن رجل مشلول من السير معتمدا على مشاية بعد استخدام خلايا من داخل أنفه لإعادة بناء جزء من حبله الشوكي.

وكان المصاب داريك فيدياكا جُرح في هجوم بسكين تسبب في نوع جرح مختلف عن تلك الجروح التي تتسبب بها حوادث اصطدام السيارات.

وما زال العلاج الجيني غير جاهز للتطبيق على البشر في العيادات والمراكز الطبية.

وقال الدكتور مارك بيكون، من مؤسسة بحوث الحبل الشوكي الخيرية، لبي بي سي “كانت البيانات أكثر بيانات شاهدتها إقناعا تظهر استعادة وظيفة الأطراف الأمامية”.

وأضاف: “أنه أمر مثير، بيد أن ترخيص استخدام العلاجات الجينية في المراكز الطبية يمثل تحديا خاصا، ولكن ليس من النوع الذي لا يمكن التغلب عليه”.

وكتب في تغريدة على “تويتر”: “إذا نقل هذا البحث للاستخدام في العيادات والمراكز الطبية قد يغير حيوات ملايين الناس في العالم ممن يعانون من الشلل الناجم جراء إصابات في الحبل الشوكي”.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها