صحيفة روسية : ” تنسيق عسكري تركي سوري في الأفق “

نشرت صحيفة “إزفستيا” الروسية مقالاً لتيمور أخميتوف بعنوان “مفهوم الأمن”، تحدث فيه عن مقدمات للتعاون والتنسيق العسكري بين أنقرة ودمشق (النظام)، على خلفية العملية التركية في شمال سوريا والعراق.

وجاء في المقال: يجري السباق الانتخابي في تركيا، تقليديا، في ظروف خارجية بالغة التعقيد. فمشكلة الإرهاب وعدم الاستقرار في دول الجوار، من أعقد مشكلات السنوات الأخيرة. ولذلك، فليس غريبا أن العملية التركية التي تقوم بها، منذ مارس، قوات خاصة في شمال العراق باتت مادة للدعاية الانتخابية.

إلى ذلك، يلاحظ كثير من الخبراء أن العملية على الرغم من علاقتها بالانتخابات ورغبة الحكومة في الحصول على نقاط إضافية، فهناك أسباب موضوعية وراءها، وهي جزء من المفهوم التركي الجديد لمحاربة الإرهاب. علما بأن قرار إجراء انتخابات مبكرة، أعلنته السلطات التركية في أبريل، أي في ذروة العملية العسكرية.

هناك منطق مشترك يحكم العمليات التركية في العراق وسوريا. الفكرة الأم هي موقف أنقرة النشط دبلوماسيا حيال حزب العمال الكردستاني في بلدان الجوار بالتوازي مع العمليات العسكرية على امتداد الحدود التركية.

فمن جهة، أنقرة، كما تبين العملية التركية في عفرين السورية وسنجار وقنديل العراقيتين، تهدف إلى حماية حدودها، بما في ذلك في مناطق انتشار قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية؛ ومن جهة أخرى، فمنذ العام 2015، تقوم تركيا ببناء وتعزيز قواعدها العسكرية في المناطق الحدودية الخاضعة لها على الرغم من رفض السلطات المحلية.

من الواضح أن محاربة تركيا لعناصر حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا لن تتوقف بانتهاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. فوجود هياكل شبه حكومية على أراضي سوريا يجبر تركيا على البحث عن طرق للضغط على الولايات المتحدة، التي تحت سيطرتها العسكرية يقع عناصر حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية. ويجب ألا يغيب عن بالنا أنه إذا فاز الحزب الحاكم، فستشمل الحكومة المقبلة القوميين المتطرفين من حزب العمل الوطني، الحليف الرئيس لأردوغان.. وهم يطرحون توسيع منطقة العمليات إلى القسم المتبقي من الحدود السورية، في تحد مباشر لمصالح الولايات المتحدة.

دور روسيا في هذه الحالة، يمكن أن يكون خلق ظروف مقبولة من جانب أنقرة ودمشق تمكّن عسكريي البلدين من تنسيق عملياتهم في شمال سوريا. فعلى خلفية عدم رغبة الولايات المتحدة في تلبية القيادة التركية، يصبح موقف السلطات السورية عاملا حاسما لقيام الدبلوماسية التركية بإجراءات مستقلة”. (RT)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها